قلبي على بغداد التي كانت محبوبة الشعراء؛ سواء من العراقيين أو غير العراقيين، بغداد التي قال فيها الشاعر كريم العراقي: وهل خلق الله مثلك في الدنيا أجمعها.. ومن أبيات الشاعر الكبير الراحل نزار قباني في وصف بغداد:
مُدِ بُساطك وإملائي أكوابي
وأنس العتاب فقد نسيت عتابي
عيناكِ يا بغداد منذ طفولتي
شمسان ناعمتان في أهدابي ..
ولكن للأسف أن بغداد مٌلهمة الشعراء لم تعد كما كانت منذ الغزو الأمريكي لها عام 2003، بزعم نشر الديمقراطية ومحاربة الأسلحة الكيماوية المزعومة لدى صدام حسين.. ومن وقتها وحتى الآن أكثر من 16 عامًا والعراق لم تنعم بديمقراطية ولا بالاستقرار منذ أن سقط الجيش العراقي، وحلت محله ميليشيات موالية لإيران، والباقي معروف للجميع، وظهرت "داعش" وخرج مئات الآلاف من العراقيين مشردين ولاجئين في شتى بقاع الأرض، وضاعت ثروات هذا البلد الغني وتحول مواطنوه إلى فقراء محرومين من كافة الخدمات، وسيطرت إيران على العراق وأصبحت الأقلية تحكم الأغلبية، وكانت النتيجة ما تشهده بغداد وعدد من المدن العراقية هذه الأيام؛ حيث اندلعت المظاهرات الغاضبة وزادت حدتها بعد مقتل العشرات ووصل عدد من سقطوا بسبب إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من قبل قوات الأمن إلى أكثر من 100، مما أثار الغضب بين صفوف المواطنين.
وانتشرت مقاطع الفيديو التي تُظهر مظاهرات عنيفة، وأصبح الجميع يسأل ماذا يحث في العراق.. بغداد شهدت التظاهرات الأقوى.. ومن خلال الشعارات التي رفعها الكثير من المتظاهرين نعرف أسباب التظاهرات.. كلها شعارات تندد بالفساد المنتشر في كافة مؤسسات التدولة، وسوء الخدمات المقدمة من الحكومة للمواطنين مثل التعليم والصحة وأيضا قلة فرص العمل وانتشار البطالة وغيرها؛ حيث إن العراق وبرغم امتلاكه ثروة نفطية كبيرة إلا أنه مازال أمامه الكثير من أجل رفع مستوى معيشة المواطنين ورفع أداء الاقتصاد؛ وذلك بسبب الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وبدأ نزيف ثروات العراق وخسر مئات المليارات من الدولارات.. أسقطوا الجيش العراقي.. في بداية تنفيذ مُخطط الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة.. وندعو الله أن يٌنقذ العراق وكل الدول العربية منها.. والله المُستعان.