Close ad

إفريقيا والبنية الأساسية

10-9-2019 | 23:02

على مدار ثلاثة أيام من المناقشات والحوارات الجادة و المعمقة شاركت فى فاعليات ورشة العمل التى نظمها برنامج تطوير البنية الأساسية فى إفريقيا " بيدا " التابع للإتحاد الإفريقي بالتعاون مع بنك التنمية الإفريقي و اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا لرصد حقيقة الأوضاع ومستجدات ما تم خلال السنوات القليلة الماضية من جهود لتحسين أوضاع البنية التحية فى القارة خاصة وأن القادة الأفارقة توافقوا على أن تحسين البنية الأساسية والاهتمام بها هو الطريق الصحيح لدعم التكامل الاقتصادى وتحرير التجارة بين دول القارة وهو أحد الأهداف الرئيسية لأجندة التنمية الإفريقية 2063 وأجندة 2030 .

وتناولت مناقشات ورشة العمل والتى شارك فيها عدد من الصحفيين يمثلون الأقاليم الإفريقية الخمسة وخبراء من الاتحاد الإفريقي فى مجال البنية التحتية ما حققه برنامج تطوير البنية التحتية فى القارة " بيدا" خلال السنوات الماضية بالتعاون مع الشركاء داخل القارة وخارجها حيث شمل البرنامج 51 برنامجا تم تقسيمها إلى 433 مشروعا فى مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الرى فقد تم إنشاء طرق جديدة للربط بين دول القارة أو لدعم شبكة الطرق داخل إحدى الدول نفسها بلغت 16 ألف كم بينما بلغت السكك الحديدية التى تم إنشاؤها 4.7 كم إلى جانب دعم قطاع الاتصالات و المعلومات فى العديد من دول القارة .

والمؤكد أن هذا البرنامج الحيوى داخل الاتحاد الإفريقي يلعب دورا مؤثرا تماما فى تحقيق أهداف أجندة التنمية للقارة 2063 و 2030 حيث يسهم وبصورة كبيرة فى خلق العديد من فرص العمل لشباب القارة فقد وفر البرنامج 113 ألف فرصة عمل مباشرة للشباب و 50 ألف فرصة غير مباشرة خاصة أن هناك 15 مليون إفريقى سنويا يدخلون إلى سوق العمل ويبحثون عن فرص عمل لهم فى مجالات مختلفة وبالتالى فإن ما تقوم به " بيدا " يدعم خطط الدول الوطنية لمواجهة شبح البطالة والتوافق تماما مع أهداف التنمية الرئيسية فى القارة السمراء .

ولذا فإن الزيارة التى قام برنامج "بيدا " بتنظيمها لعدد من المشروعات المهمة فى الكونغو برازافيل ومن بينها مشروع الطريق السريع الذى يربط الكونغو بعدد من الدول المجاورة والذى بدأ العمل به بالفعل سوف يسهم فى دفع حركة التجارة والأفراد بين دول وسط إفريقيا إلى جانب توفير آلاف من فرص العمل لفئات مختلفة من شباب الكونغو أو الدول المجاورة لها وهو ما يمثل نموذجا جيدا للتعاون بين الاتحاد الإفريقي وبنك التنمية الإفريقي واللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا وجمهورية الكونغو كواحدة من الدول السبع عشرة التى يشملها برنامج تطوير البنية الأساسية فى إفريقيا .

وعلى الرغم من الجهود التى يبذلها البرنامج والتى ظهرت ثمارها بشكل واضح فى عدد من الدول الإفريقية إلا أن عملية تطوير وتحسين البنية الأساسية فى القارة السمراء مازالت تحتاج إلى المزيد من الدعم المادى من الشركاء الدوليين للقارة خاصة وأن تنمية البنية التحتية تمثل عصب أى استثمار و العنصر الرئيسى فى جذب الاستثمارات الأجنبية للقارة بل إنها العنصر المؤثر فى تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية والتى تم إعلانها فى قمة نيامى عاصمة النيجر فى يوليو الماضى وبالتالى فإن ما يقوم به برنامج " بيدا " يمثل الأمل الحقيقى فى إحداث طفرة فى حركة الاستثمار ودعم وتعزيز التبادل التجارى بين دول القارة خلال السنوات المقبلة .

[email protected]

اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة