منذ أن كشفت صحيفة "إلباييس" الإسبانية النقاب عن حقيقة أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يمكنه الرحيل عن برشلونة وقتما يشاء اعتبارًا من 24 يونيو الماضي تاريخ بلوغه الـ32 سنة من عمره (عقده ينتهي في 30 يونيو 2021)، لوجود بند في العقد يعطيه هذا الحق.. تراوحت ردود الفعل ما بين غضب بعض الجماهير الكتالونية التي لا يسعدها مثل هذا النبأ، ودهشة لزملاء ميسي في الفريق، وصمت من جانب إدارة البارسا وعدم التعليق، على اعتبار أن هذا الأمر يبدو في نظرها طبيعيًا؛ وفقًا لما ذكرته مصادر وثيقة الصلة بهذه الإدارة، إذ إن ما فعله ميسي لا يمثل سابقة أولى من نوعها في برشلونة؛ حيث سبقه إلى وضع هذا البند نجوم آخرون من أساطير النادي مثل أندريس إنييستا وكارلس بويول وتشابي هيرنانديز.
ولكن الجديد في الأمر أن ميسي هو الذي طلب وضع هذا البند في عقده حتى لا يشعر - على حد قوله - بأنه "سجين" للبارسا ولكي يعطي نفسه حرية الاختيار فيما يتعلق بمستقبله الكروي إذا كان ينوي التفكير في اللعب لنادٍ آخر، وإن كان إخلاصه لبرشلونة ليس في حاجة إلى مزايدة من أحد، فهو يرتبط بهذا الكيان منذ أن انضم إلى الفريق في موسم 2004/2004، والشيء المطمئن لجماهير الكامب نو - رغم غضبها - أن تركيبة ميسي تجعله لا يفكر مطلقًا في الرحيل حتى في ظل وجود هذا البند ولاسيما أنه يتقاضى راتبًا أعلى من أي رياضي آخر في العالم وليس لاعب كرة فقط، حيث يحصل سنويًا على ما يقرب من 115 مليون يورو.
ولمزيد من الإيضاح بشأن هذا النبأ المفاجأة، كشفت صحيفة "موندو ديبورتيفو" نقلاً عن مصادرها الخاصة عن أن هذا البند غير قابل للتنفيذ إلا في حالة واحدة فقط هى انتقال البرغوث إلى نادٍ ذي مستوى أقل، أي بعيدًا عن أيٍ من أندية القمة الأوروبية وإن هذا البند كان أضيف إلى عقد ميسي عند تمديده للمرة الثامنة عام 2017، ولكن الصحيفة اعترفت بأنها لا تملك معلومات تفيد بما إذا كان تطبيق هذا البند يكبد ميسي غرامة مالية في حالة الرحيل أم لا.
والمعروف أن الشرط الجزائي في عقد النجم الأرجنتيني يبلغ 750 مليون يورو.
كم عانى النجم الويلزي الكبير جاريث بيل لاعب ريال مدريد طوال الموسم الماضي من هجوم وانتقادات وصلت إلى حد السباب ومطالبة الجماهير برحيله من النادي الملكي، حتى من قبل مجيء الفرنسي زين الدين زيدان في ولايته الثانية للفريق، ولم يختلف الحال كثيرًا طوال فترة الإجازة الصيفية والإعداد للموسم الجديد.. وبعد أن قررت إدارة النادي عرضه للبيع أو الإعارة بناءً على طلب زيدان الذي أخرجه تمامًا من حساباته خلال المباريات الودية التي لعبها الفريق قبل انطلاق الموسم، إذا بنا نفاجأ بأن أحدًا لم يطلبه للشراء نظرًا لراتبه العالي جدًا (17 مليون يورو سنويًا)، وانتهت فترة الميركاتو الصيفي الذي أغلق أبوابه يوم 2 سبتمبر الجاري.. وسبحان مغير الأحوال.. فوجئنا بأن زيدان يشركه في المباريات كأساسي، ولم يفوّت بيل الفرصة وتألق وسجل في كل المباريات التي لعبها في الأسابيع الأولى من الليجا.. ولعلها تكون بداية المصالحة بينه وبين جماهير السانتياجو برنابيو من جهة وبينه وبين زيدان وإدارة الملكي من جهة أخرى.
وبرغم ما هو معروف عن بيل بأنه نادر الكلام للإعلام، فإنه خرج عن صمته خلال توقف الدوريات الأوروبية بسبب الأجندة الدولية، وتحدث عن الانتقادات التي وجهت إليه بسبب ممارسته لعبة الجولف التي يعشقها، والضغوط الشديدة التي تعرض لها طوال الموسم الماضي وأيضًا خلال فترة الإعداد التي سبقت انطلاق الموسم الجديد، ولكنه أوضح للصحفيين الذين تجمعوا من كل مكان للاستماع إليه، أن هذه الضغوط لم تؤثر عليه ذهنيًا على الإطلاق، وإن كان تأثر فقط بدنيًا بسبب غيابه لأكثر من خمسة أو ستة أسابيع عن التدريبات والمباريات الودية التي لعبها الفريق قبل بداية الموسم. وبمنتهى برود الأعصاب ورباطة الجأش قال بيل: أنا لا أنصت لما تقوله الجماهير ولا أهتم بهذه الانتقادات، كما أنني لا أقرأ الصحف، والموقف باختصار هو أن زيدان كان يرغب في استبعادي خلال هذا الصيف من أجل ضم لاعبين آخرين ولكن الأمر انتهى ببقائي وعودتي للعب والتألق مع الفريق!. وحرص بيل على أن يؤكد أنه لم يفقد على الإطلاق حبه الشديد لكرة القدم، حتى في قمة اهتمامه بلعبة الجولف، وعلق قائلاً: أنا لاعب محترف وأحصل على راتبي لكي ألعب وكرة القدم هى اللعبة رقم واحد في حياتي وقد أتعرض لفترات هبوط وصعود ولكني في كل الأحوال أكون حريصًا على العمل بقوة وإخلاص في التدريبات والمباريات, وعندما لا تسير الأمور معي على نحو جيد، أركز أكثر على بذل الجهد والتدريب بقوة، فيتغير الوضع وأكافأ في نهاية المطاف.
وعن لعبة الجولف التي يمارسها في أوقات فراغه، قال: أحب هذه اللعبة وأعتقد أنها لا تسبب ضررًا لأحد، ولكن الناس يضخمون الأمور أحيانًا.. ثم إن هذه اللعبة تساعدني على تخفيف ضغوط كرة القدم