شبكات التواصل الاجتماعي الآن أصبحت معظمها تلوك بسيرة سيئة في سمعة الناس؛ سواء كان الكلام حقيقيًا أو مفبركًا وزورًا وبهتانًا، خاصة في الفترة الأخيرة، وليس في مصر فحسب، ولكن على مستوى دول الوطن العربي، وكل ذلك له مردود غير إيجابي على المجتمعات، وفي غير صالحها؛ حيث تؤدي تلك الأفكار والثقافات التي تُنتشر إلى تشويه الدين، وإفساد المجتمعات، والإضرار بالدول الإسلامية، وإشعال الفتن فيها، ويكون السُّكوت عنها عونًا على استفحالِها وزيادةِ ضررها.
ولابد من محاربة هذه الخصال الفاسدة من خلال وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني وتذكير الناس - خاصة مستخدمي الفيس بوك - بقول الله تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) {النور:24}، وقول النبي "صلى الله عليه وسلم": ".. وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!"
وبأبيات الشافعي:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ * فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معايبًا * فدعها وقل يا عين للناس أعين
وقول الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - “أميتوا الباطل بالسكوت عنه” وذلك لعدم نشر الكلام السيئ عن الناس ويتذكرون أيضًا بحكمة لا تشمت في سقطة غيرك اليوم، فما تدري الأيام فاعلة بك غدًا.
ولذا على كل إنسان أن تقف عنده الأخبار السيئة، والتي تمس سمعة وأعراض الناس، ولا ينقلها لغيره، ولا ينشرها عبر أي وسيلة حتى لا يتحمل وزرها، وتكتب عليه سيئات، وأدعو كل مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي - من فيس بوك وتويتر وإنستجرام - بالبعد عن تناول سيرة الناس غير الحسنة؛ فكلنا بشر ومعرضون لأي سلبية، حمانا الله منها جميعًا ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ علينا ديننا ووطننا وقيادتنا ومجتمعنا من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يوفقنا جميعًا لما يحبُّه ويرضاه.
[email protected]