أثار ارتفاع سعر كيلو الليمون الذي وصل إلى نحو 100 جنيه في الأسواق شكوى وسخرية عدد كبير من المواطنين في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، ممتعضين من هذا الارتفاع، واستغلت ذلك القنوات المأجورة التابعة للجماعات الشيطانية التي تبث من قطر وتركيا وغيرها للنيل من سمعة مصر وعدم قدرة الاقتصاد المصري على توفير هذه السلعة بسعر منخفض وأن ذلك يؤكد فشل الدولة والحكومة في السيطرة على السوق المصري، وأن الاقتصاد في سبيله إلى الانهيار.
ولمن لا يعلم أن المحاصيل الزراعية لديها فواصل بين العروات؛ أي بمعنى الفارق ما بين المحصول القديم الذي تم طرحه في الأسواق، ويتم استهلاكه، والمحصول الجديد الذي سيتم حصده خلال أيام، وهذا ما زال مزروعًا في الأرض، وهذه الفترة ما بين المحصولين القديم والجديد يقل ما هو موجود في الأسواق، وبالتالي يكون العرض أقل من الطلب، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع سعر أي سلعة؛ نظرًا لكثرة الطلب وقلة المعروض، وهذا ما حدث مع سلعة الليمون، ويحدث دائمًا مع كافة السلع الزراعية وقت الفاصل بين عروتين، خاصة الطماطم الذي يطلق عليها المجنونة؛ نظرًا لتذبذب سعرها ما بين الانخفاض والارتفاع بنسب كبيرة في أوقات صغيرة، وخلال أيام سوف ينخفض سعر كيلو الليمون إلى خمسة جنيهات بعدما يتم طرح المحصول الجديد بالأسواق، وهذا ما أكده لي أحد تجار الخضراوات.
وتقوم حاليًا وزارة التموين والتجارة الداخلية من خلال جهاز تنمية التجارة، بتنفيذ خطة كبيرة موسعة وضعت عام 2014 لإقامة عدد كبير من المناطق اللوجيستية في المحافظات، وسوف تعمل هذه المناطق عند اكتمالها وبدء تشغيلها على فرز وتعبئة وتخزين وتبريد كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية وقت وفرة إنتاجها وانخفاض سعرها ثم طرحها بالأسواق وقت الفاصل بين عروتين أو حدوث انخفاض في محصول أي سلعة، نظرًا لتغير الأحوال الجوية؛ مما يمنع انخفاض أي كمية من السلع الزراعية بالأسواق، وبالتالي عدم ارتفاع أسعارها بالشكل الذي نراه الآن.
ويجب على وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والمختصين وجمعيات حماية المستهلك، توعية الشعب المصري بثقافة الاستهلاك الصحيحة، ومنها عدم شراء أي سلعة زراعية في بداية طرحها بالأسواق؛ لأن الكميات سوف تكون قليلة؛ مما يرفع سعرها، وعليه الانتظار حتى يتم طرح كميات كبيرة منها، وعندما يرتفع سعر أي سلعة عليه أن يستبدلها بسلعة أخرى أرخص، وأيضًا يجب على كل مواطن شراء ما يحتاجه يوميًا فقط، خاصة من الخضر والفاكهة؛ مما يترتب عليه توافر كميات كبيرة في الأسواق، وهذا يجبر البائع على بيعها بسعر منخفض؛ لأن هذه السلع سريعة التلف وتخزينها مكلف جدًا.
وأخيرًا لماذا كل حدث بسيط يكبر ويتضخم على شبكات التواصل الاجتماعي، ويعترض عليه الناس ويصبح الشغل الشاغل لهم، ثم يهدأ وينسى؟!، وآخره عندما أعلن المفتي أن العيد الأربعاء وليس الثلاثاء، هاجت الدنيا وماجت على صيام يوم آخر، والاعتراض على شرع ربنا، وثبت بعد ذلك أن رؤية المفتي صحيحة..
فاتقوا الله يا مصريين في بلدكم، وادعوا الله أن يحفظها ويحفظ أرضها وشعبها، فلن يتحملنا بلد آخر (لا قدر الله).
[email protected]