هل يستحق حارس الزمالك الطرد في مباراة فريقه أمام النجم الساحلي بإياب الدور قبل النهائي لبطولة الكونفيدرالية الإفريقية؟ في ظني أن حكم اللقاء كان قاسيًا في إشهار البطاقة الصفراء الثانية للاعب ثم الطرد.
لكن السؤال الأهم، هل كان حارس الزمالك مخطئًا فيما فعله من السقوط لفترة قاربت على الدقائق الخمس، وحصل بموجبه على الإنذار الأول؟ في ظني - وليس كل الظن إثمًا - أن الحارس لم يكن مصابًا؛ ولكنه تعمد إضاعة الوقت؛ لتهدئة لاعبي النجم الساحلي؛ الذين كانوا يسعون بكل قوة لإدراك هدف يعادلون به نتيجة لقاء الذهاب.
ما قام به حارس الزمالك كان - من وجهة نظري - مستفزًا بامتياز، ولا يمت للروح الرياضية أو للخبرة - كما يردد بعض المعلقين - بأي صلة.
الأمر لا يتعلق بحارس الزمالك فحسب، فهو مجرد مثال لمن يفسدون متعة كرة القدم، وللأسف فإن اللاعبين العرب - وفي مقدمتهم "لاعبو الشمال الإفريقي" - أكثر من يسيئون إلى اللعبة الأهم في جميع أنحاء العالم بتلك الأفعال.
أغلبنا من محبي كرة القدم، يشاهدون البطولات العالمية، والدوريات الأوروبية الكبرى، ودائمًا ما ننبهر بسرعة اللعب، وعدم توقفه إلا في أضيق الحدود، فهؤلاء اللاعبون لا يسقطون على أرضية الملعب، إلا لإصابة حقيقية تستدعي العلاج، وحتى في الملاعب الإفريقية تقل هذه المشاهد كثيرًا عن ملاعبنا العربية.
وحريًا بمسئولي كرة القدم في البلاد العربية، أن يعملوا على إيقاف تلك الظاهرة السلبية، بإصدار قوانين وتوجيهات للاعبين والحكام؛ من شأنها وضع حد حاسم لها، وعلى الإعلاميين - ولاسيما معلقو المباريات - أن يقوموا بدورهم في تأكيد سلبية هذه الأفعال، وأنها ليست من قبيل الخبرة من قريبٍ أو بعيدٍ.
كفانا تشويهًا وإفسادًا للعبة الشعبية الأولى في العالم، وتحويلها من مصدرٍ للمتعة إلى سببٍ للأزمات والخلافات.