فور انتهاء القمة الـ 117 بين قطبي الكرة المصرية - وما قبلها - انبرى كثيرون للتنديد بمسالب المباراة، وتسابقوا لإظهار وتعديد مساوئها.
اتفقت الأغلبية من المهتمين بشئون الكرة، عبر صفحات الجرائد، والمواقع الإليكترونية، ومنصات التواصل الاجتماعي، على انتقاد اتحاد الكرة، وسوء أرضية الملعب، وضرورة التنسيق مع الأرصاد حول حالة الطقس، ولم يعجبهم أداء الفريقين، حتى إنهم اتفقوا على وصف المباراة بـ"قمة الوحل".
وعلى عكس التيار السائد - مع الاتفاق في بعض التفاصيل - لم أجد اللقاء بهذا السوء، وأراه لا يستحق تلك الانتقادات المعلبة الجاهزة للإطلاق.
قمة الزمالك والأهلي التي جاءت نتيجتها سلبية، لم يكن الأداء فيها كذلك، نعم حرمتنا الأمطار الغزيرة - التي وصلت إلى حد السيول - وسوء أرضية الملعب من الأساس، من مشاهدة مباراة تصل إلى حد الإمتاع، ولكن وبرغم هذه الظروف جاءت المباراة فنيًا جيدة.
وقدم لاعبو الأهلي والزمالك أداءً جيدًا في مجمله، مع أفضلية نسبية للأخير في بناء الهجمات، وصناعة الفرص، ووصل لاعبوه إلى مرمى الأحمر في أكثر من مناسبة، كان أخطرها للمغربي حميد أحداد، ويوسف أوباما.
وظهر أكثر من لاعب في صفوف الأبيض بشكل جيدٍ جدًا، وعلى رأسهم ثلاثي الدفاع محمد عبدالغني، وعبدالله جمعة، وحازم إمام، كما جاء أداء طارق حامد قويًا وثابتًا كعادته، وشاهدنا أيضًا بعض اللمحات الفنية من أصحاب المهارات كالتونسي فرجاني ساسي، والثلاثي محمود عبدالمنعم "كهربا"، ويوسف أوباما، وأحمد سيد "زيزو"، وكان الأخير أفضلهم؛ حيث عاب الثنائي كهربا وأوباما – كالعادة – المبالغة في إظهار المهارة، وهو أمر لا يرتبط من قريب أو بعيد بحالة الملعب.
وعلى الجانب الآخر نجح لاعبو الأهلي في تهديد مرمى الأبيض في مرات عديدة، أخطرها رأسية ناصر ماهر، وانفراد المغربي وليد أزارو الذي تصرف فيه بغرابة شديدة.
وعلى نفس المنوال ظهر ثلاثي الدفاع الأهلاوي، محمد هاني، وسعد سمير، وأيمن أشرف بشكل جيد، وبرغم غياب حسام عاشور عن المباريات منذ فترة طويلة، نجح مع عمرو السولية في السيطرة على وسط الملعب لفترات طويلة من المباراة، كما شاهدنا مهارات وانطلاقات معتادة لرمضان صبحي، عابها أيضًا المبالغة في الاحتفاظ بالكرة.
وبعيدًا عن الجوانب الفنية، يبدو عجيبًا تمامًا الاعتراض على إقامة المباراة في تلك الأجواء الممطرة، ومطالبة البعض بالتنسيق مع الأرصاد قبل تحديد موعد المباريات، وهو أمر شديد الغرابة، فمن الطبيعي أن يعتاد لاعبونا على اللعب في جميع الأجواء، تحسبًا لحدوثه في المباريات الخارجية، كما أننا نشاهد مباريات لفرق ومنتخبات عالمية في أجواء أشد صعوبة تصل أحيانًا إلى حد الثلوج.
ما يعيب اتحاد الكرة فعليًا، هو الإصرار على إقامة المباراة باستاد الجيش في برج العرب، برغم سوء حالة أرضية الملعب؛ بسبب الإجهاد الشديد من تكرار المباريات، وكان ممكنًا نقل المباراة إلى ملعب آخر؛ سواء في الإسكندرية، أو القاهرة، مع الاجتهاد قليلًا في الحصول على الموافقات الأمنية.
أمر أخير يجب على مسئولي اتحاد الكرة الاجتهاد فيه كثيًرا، فمن غير اللائق أن تقام قمة الكرة المصرية بدون جماهير، ولاسيما ونحن مقبلون على تنظيم بطولة الأمم الإفريقية 2019 في يونيو المقبل.