• دون مجاملة ودون تردد أيضًا أقول بوضوح إن العرب شعوبًا ودولًا ورؤساء وملوكًا وأمراءهم الخاسر الأكبر، والوحيد أيضًا إذا لم ينجح قادتهم الذين يجتمعون غدًا بتونس فى القمة الثلاثين في التوصل إلى كلمة سواء توحد الصف، وتحمى الأمن القومي العربي الذي أصبح ممزقًا ومهترئًا.
هذه هى الحقيقة التى يجب أن يدركها هؤلاء القادة، وتلك هى الترجمة الصادقة للواقع المؤلم والمؤسف الذى نراه ماثلا أمام أعيننا بطول وعرض الخريطة العربية قبل ساعات من انعقاد القمة.
والواقع العربى المؤلم الذى نراه الآن هو نتاج طبيعى لحالة الضعف والتردى التى أصابت العرب خلال السنوات الأخيرة، وسقوطهم فى براثن الخديعة، وفخ الخلافات، وانتشار روح الفرقة والانقسام بين الأخوة والأشقاء وإشعال الصراعات بين أبناء الوطن الواحد، فذهبت ريحهم وهانوا على العالم بعد أن هانوا على أنفسهم.
والمتأمل لحال الأمة العربية قبل القمة اليوم يجذب انتباهه بقوة حجم الفوضى الغارقة بها، وما يحتشد فيها من صراعات وصدامات واقتتال، ومايجرى على أرضها من قتل ودمار وتخريب، وما هى مندفعة إليه من مصير غامض ومستقبل مجهول.
والراصد للواقع العربى الآن يجد للأسف صراعات وصدامات عربية - عربية، ويجد قوى وقوات وميليشيات وإرهابيين من كل حدب وصوب وعلى كل لون وملة يغذون هذه النيران التى تأكل الأخضر واليابس فى وطننا العربى الذى غرق فى الدماء والدمار، والكل أصبح ضحية والكل خاسر، والرابح الوحيد هم أعداء الأمة العربية.
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن وبإلحاح شديد: هل تنجح القمة هذه المرة؟ وهل يستفيق العرب من غفوتهم، ويستطيعون لم الشمل وتوحيد الموقف والهدف، أم يستمرون على تفرقهم وانقسامهم وضعفهم؟!
• فى تاريخ الأمة العربية زعامات استثنائية، من هؤلاء الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الذى تولى الحكم فى المملكة خلال الفترة من 1965 إلى 1975، وقد أغتيل الملك فيصل ظهر يوم الإثنين 25 مارس 1975 على يد الأمير فيصل بن مساعد الذى أطلق على الملك الرصاص أثناء لقائه داخل القصرالملكى بوزير النفط الكويتى؛ لتفقد الأمة العربية زعيمًا استثنائيًا قام بدور بطولى مؤثر للغاية أثناء حرب أكتوبر 1973؛ حيث أصدر أوامره فور اندلاع الحرب المجيدة بمنع تصدير النفط لكافة الدول الأجنبية التى تساند إسرائيل فى تلك المعركة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية، وأى دولة فى العالم تساند إسرائيل، وكان لهذا القرار التاريخى أثر بالغ فى تحقيق النصر، ولم ينس الرئيس الراحل أنور السادات هذا الموقف العظيم والبطولى للملك فيصل الذى ساعد مصر كثيرا قبل وبعد الحرب، بل وساهم بشكل كبيرفى إعادة الإعمار لمدن القناة، وجاء لمصر بعد الحرب فى عدة زيارات.
وفى يوم اغتياله أعلن الرئيس السادات أنه برحيل الملك فيصل فقدنا أخًا عزيزًا، وصديقًا كريمًا، ولن تنسى مصر مواقف الملك الراحل فى تحقيق نصر أكتوبر.
يذكر أنه صدر حكم بإعدام الأمير فيصل بن مساعد يوم 18 يونيو 1975؛ حيث تم قطع رقبته بالسيف، وتولى الملك خالد بن عبدالعزيز القيادة خلفًا لشقيقه الملك فيصل، وتعيين الأمير فهد بن عبدالعزيز وليا للعهد، والملك الراحل كان ثالث ملك يتولى حكم المملكة بعد الملك سعود والملك عبدالعزيز.
• لن يكون أمام الإسرائيليين سوى إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو بعد أن أصدر الرئيس الأمريكى رونالد ترامب قرارًا بضم هضبة الجولان السورية إلى إسرائيل، بالإضافة إلى الفراغ الكبير الذى يعانيه حزب الليكود نتيجة عدم وجود زعامات حزبية قوية تستطيع منافسة نتنياهو، فضلا عن خلو سائر الأحزاب الأخرى - بما فى ذلك حزب العمل - من منافسين أقوياء يقدرون على هزيمة نتنياهو الذى يتولى حكم إسرائيل على مدى عشر سنوات سابقة يمكن أن تمتد فترة أخرى؛ ليصبح أطول من حكموا إسرائيل منذ إنشائها، وتفوق مدة حكمه مدد الجميع بمن فيهم بن جوريون مؤسس دولة إسرائيل، برغم أن نتنياهو يواجه ثلاثة اتهامات بالفساد والرشوة، وتلقي الهدايا الفاخرة من رجال الأعمال فى ثلاث قضايا بينها القضية 2000 التى اتهم فيها بالاتفاق مع مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" لتغطية صحفية إيجابية تجمل صورة نتنياهو مقابل التضييق على الصحف المنافسة، فضلا عن اتهامات الفساد التى تطول زوجته سارة التى خضعت لتحقيقات الشرطة.
والأخطر من ذلك أنه يواجه اتهامات أخرى تتعلق بأمن المدن والقرى الإسرائيلية فى محيط قطاع غزة التى تتعرض لصواريخ منظمتى حماس والجهاد، وعلى الرغم من كل هذه الاتهامات التى ضربت الكيان الصهيونى عام 2018؛ فإن كل استطلاعات الرأى العام الإسرائيلى تؤكد أن نتنياهو لايواجه منافسًا حقيقيًا، وأن تحالف الليكود الحاكم لايزال القوى فى إسرائيل، وسوف يحصل فى الانتخابات على 30 مقعدًا فى الكنيست، وسوف يظل بعد الانتخابات المبكرة أكبر حزب فى البرلمان إن لم يحقق موقعًا أفضل، ويتحصل على عدد أكبر من مقاعد الكنيست.
• اليوم 30 مارس 2019 تمر 42 سنة على وفاة العندليب الأسمر، الذي صوته يمثل جيلا كاملا، وأفلامه وأغنياته فتحت الباب واسعًا أمام الشباب كى يبدعوا ويشكلوا تيارًا غير مسار الأغنية العربية.
ولد عبد الحليم حافظ علي شبانة الشهير بعبد الحليم حافظ فى قرية "الحلوات" مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، وتوفيت والدته بعد ولادته فى اليوم نفسه، ونشأ عبد الحليم يتيما من يوم ولادته، وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفى والده ليعيش بعدها فى بيت خاله الحاج متولى عماشة.كان يلعب مع أولاد عمه فى ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذى دمر حياته، والتحق - بعدما نضج قليلا- بكتاب الشيخ أحمد، ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد فى مدرسته، ومن حينها، وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به. والتحق عبد الحليم بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943حين التقى الفنان كمال الطويل، وعمل 4سنوات مدرسا للموسيقى بطنطا، ثم الزقازيق، وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس، والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأبواه عام1950.
اكتشف العندليب الأسمرعبد الحليم شبانة الإذاعى الكبيرحافظ عبد الوهاب الذى سمح له باستخدام اسمه حافظ بدلا من شبانة، ووفقا لبعض المصادر فإن عبد الحليم أجيز فى الإذاعة بعد أن قدم قصيدة"لقاء" كلمات صلاح عبد الصبور ولحن كمال الطويل عام 1951فى حين ترى مصادر أخرى أن إجازته كانت فى عام 1952بعد أن قدم أغنية"ياحلو ياأسمر" كلمات سمير محجوب وألحان محمد الموجى، وعموما فإن هناك اتفاقا أنه غنى"صافينى مرة" كلمات سمير محجوب وألحان محمد الموجى فى أغسطس عام 1952 ورفضتها الجماهير من أول وهلة، حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد، ولكنه أعاد غناء"صافينى مرة" فى يونيو عام 1953 يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحا كبيرا، ثم قدم أغنية"على قد الشوق" كلمات محمد على أحمد وألحان كمال الطويل فى يوليو عام 1954، وحققت نجاحا ساحقا، ثم أعاد تقديمها فى فيلم "لحن الوفاء" عام 1955، ومع تعاظم نجاحه لقب بالعندليب الأسمر، وتمتد هذه الفترة من إجازته فى الإذاعة عام1951 بعد تقديمه قصيدة "لقاء" حتى بدء تصويره أول أفلامه"لحن الوفاء" عام 1955، ولم تكن أعراض مرض البلهارسيا قد تفاقمت لديه. ونلاحظ فى هذه الفترة أن عددا كبيرا من الأغانى تحوى نبرة من التفاؤل مثل: "ذلك عيد الندى" و"أقبل الصباح"و"مركب الأحلام"، لكن مع تفاقم مرض البلهارسيا لديه بدءا من عام 1956نلاحظ أن نبرة التفاؤل بدأت تختفى من أغانيه تدريجيا وتحل محلها نبرة الحزن فى أغانيه.
تعاون عبد الحليم مع الملحن العبقرى محمد الموجى، وكمال الطويل، ثم بليغ حمدى، كما أن له أغانى شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب مثل: أهواك - نبتدى منين الحكاية، فاتت جنبنا، ثم أكمل الثنائى "حليم - بليغ" بالاشتراك مع الشاعر المعروف محمد حمزة أفضل الأغانى العربية من أبرزها: زى الهوى - سواح - حاول تفتكرنى - أى دمعة حزن لا - موعود، وغيرها من الأغانى.
وقد غنى للشاعر الكبير نزار قبانى أغنية قارئة الفنجان، ورسالة من تحت الماء، والتى لحنها الموسيقار محمد الموجى، وبعد حرب 1967 غنى فى حفلته التاريخية أمام 8 آلاف شخص فى قاعة "البرت هول" فى لندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان، وقدم عبدالحليم فى هذا الحفل أغنيتين هما: المسيح، وعدى النهار، وقدم فى السينما ستة عشر فيلما سينمائيا هى: لحن الوفاء - أيامنا الحلوة - ليالى الحب - أيام وليالى - موعد غرام - دليلة، وهو أول فيلم مصرى ملون بطريقة السكوب.بنات اليوم - الوسادة الخالية - فتى أحلامى - شارع الحب - حكاية حب - البنات والصيف.يوم من عمرى - الخطايا - معبودة الجماهير - أبى فوق الشجرة.
وعندما أصيب العندليب الأسمر بتليف فى الكبد سببه داء البلهارسيا، وقال الأطباء إن هذا التليف وراء وفاته فى 30 مارس 1977، وخرجت مصر لتودع فنانها المحبوب الذى أطلقت عليه العندليب الأسمر نسبة إلى أحد الطيور المغردة.