أثارت إحدى الكاتبات الجدل بتصريحاتها حول الحجاب، وفرضيته وقدسيته، خاصة عقب طرحها كتابها «المجد لخالعات الحجاب والنقاب»، الذي ثار حوله العديد من الانتقادات، والكثير من الجدل.
ونشرت عبر صفحتها الشخصية قائلة: «جزيل الشكر لكل المهاجمين والشتامين والمعترضين والمحرضين على الدعاية المجانية التي وفروها لكتابي الثاني والأشرس كتاب «خالعات الحجاب والنقاب.. الثورة الصامتة» وفي تصريحات مثيرة للجدل، قالت، إن خلع الحجاب حرية شخصية، وإن «الحجاب قطعة قماش، هي رمز للي يقدسها، لكن القماش لا يشكل لنا أي رمزية أو قدسية، كنت لابساه وكان مرحلة في حياتي وانتهت».
وأضافت: إنه لا يمكن أن يشرع الله الحجاب على النساء دون الرجال؛ لأنه إله عادل، فكما يجب على المرأة الاحتشام لأنها تثير شهوتهم، لابد من التذكر أن الرجال أيضًا يثيرونها، «يبقى ليه بقى ما يلبسوش طُرح زينا»، مضيفة: لذلك فتغطية الرأس أمر ظالم للمرأة، وحكم ارتداء غطاء الرأس في الإسلام «ظني الثبوت» وليس أمرًا يقينيًا لزم تنفيذه، على حد وصفها، ويكتفي بغض البصر من الجنسين، لتهذيب النفس والأخلاق، في ظل «فوضى» الفتاوى والمذاهب. وكانت قد أطلقت عام 2014 حملة «البسي فستان» التي لاقت اهتمامًا إعلاميًا محليًا وعالميًا، بهدف استرجاع الهوية المصرية المفقودة، على حد قولها.
بالطبع الأمر لا يحتاج إلى جدال، فالحجاب فرض على المرأة المسلمة بنص القرآن الكريم، في قوله تعالى في سورة النور: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ....) وفى الحديث الشريف (إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا وَهَذَا) وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ.
والحجاب قد فرضه الله سبحانه وتعالى على المرأة في جميع المذاهب الإسلامية، وهو ليس أمرًا ظالمًا للمرأة كما تدعي مؤلفة الكتاب، بل هو يصون كرامتها، وعفتها، وإذا كان الحجاب مجرد قطعة قماش كما تدعي، فما بقية ملابسها إلا قطعة قماش أيضًا، فهل تتنازل عنها كما تنازلت عن حجابها؟
ومن ضمن المغالطات الأخرى قولها: المجد لحفيدات "هدى شعراوي"، و"سيزا نبراوي" و"صفية زغلول" و"قاسم أمين"، والذي لا تعلمه المؤلفة أن هؤلاء الرواد لم يكن يهدفن إلى خلع الحجاب، ولكنهم تحدثوا عن النقاب، أما قاسم أمين، فياليتها تقرأ ندمه على دعوته، التي كانت لتحرير عقل المرأة، وليس جسدها.
ولكني أتفق معها في أن الحجاب حرية شخصية، برغم ثبوت وجوبه، والله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان حرية أكبر وأعظم من مجرد ارتداء الحجاب أو خلعه، فقد جعل هناك حرية شخصية في الإيمان والكفر، فقال تعالى: "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ...".
فلصاحبة الكتاب أن تخلع الحجاب كما شاءت، فلم يضربها أحد على يديها لكي ترتديه، وأيضًا لن يضربها أحد على يديها لما خلعته، ولكن الغريب هو ذلك الاحتفال الغريب بخلع الحجاب، وكأنها كانت في سجن وتحررت منه، حتى إنها أطلقت على من ينضم إليها اسم "المحاربات"، فأي حرب هذه؟ ومن يحاربون؟
أما محاولة فرض رأيها على المرأة المصرية، أو المرأة المسلمة، فهو رأي غريب، فلماذا الوصاية على المرأة وملابسها، ولماذا تستهزئ بالحجاب ومن يرتدينه، فقد وصفت الحجاب والنقاب بـ"قبورهم الدماغية"، ومرتدياته بـ"النساء المتكفنات بالقماش كالأموات داخل الكفن".
وعندما استنكرت سيدات مدينة الرحاب تصوير غلاف كتابها بالمدينة، وصفتهم بالجواري، أما الرجال فوصفتهم بذكور الوصاية والتبعية، فلماذا لا تترك من يرتدي الحجاب أو يخلعه، وحساب الجميع على الله.
أما أغرب دعوات المؤلفة فهي دعوة السيدات لـ"الدلع"، وترك الالتزام، قائلة "أحب أقول لك إن نظرية أحلى من الشرف مفيش دي ما بقتش تجيب همها، ولا بقت تخيل على حد".
إذن فإن الدعوة ليست لخلع الحجاب فحسب؛ بل هو مقدمة لأشياء أخرى منها التخلي عن نظرية "الشرف" التي أصبحت لا تجيب همها على نص حديثها، فهل هذا هو لب المشكلة؟ إذن الموضوع ليس عبارة عن حرية وشفافية ومصداقية وشجاعة وقوة وتحد ومواجهة، كما تدعي المؤلفة، ولكن وراء الأكمة ما وراءها.
[email protected]