Close ad

شعراؤك يا مصر

31-1-2019 | 23:46

بعد سنوات طويلة من التهميش والإقصاء، عاد الشعر ليتصدر المشهد الأدبي فيكِ يا مصر، شعراؤك الذين قاوموا تراجع معدلات القراءة وسخافات بعض الناشرين الذين يعرضون بجانبهم كلما سمعوا كلمة "ديوان" ها هم يصولون ويجولون بإبداعات مدهشة تشرح القلب الحزين.

طوفان من الدواوين صدرت تباعًا لكوكبة من فرسانك تعيد الثقة في قدرة القصيدة على التغيير، وتثبت أن الشعر حقًا وصدقًا ديوان العرب ودرة التاج على رأس لغة الضاد:

أسكن أطراف المدينة

بعد الموتى بقليل.

الرجال الذين رحلوا منذ زمن.

نبتت مكانهم أشجار تحمل هيئاتهم وملامحهم

وفي غفلة من الجميع

خزنوا مشاعرهم في الأغصان الغضة والورق الأخضر.

تركوا أوجاعهم في مهب الريح.

هنا.. حيث أسكن.

كلما اتكأت على شجرة أسمع أنينًا مكتومًا.

ومضات غامضة

لروح تفتش عن مسارها الضائع.

هكذا يغرد محمد الكفراوي للحزن والشجن في ديوانه "بعد الموتى بقليل"، أما عزمي عبدالوهاب فيطلق رصاصة على الجميلة الخائنة في "ذئب وحيد في الخلاء":

كنتِ جميلة

بشكل لم أحتمله

وكان لابد أن تخوني

من قضيتِ الليل ساهرة

لأجله

ولأجله أيضًا

كدت تموتين

بالغاز ثلاث مرات!

ويرتدي محمد الحمامصي قميص الشجن وهو يتلو قصيدته الحزينة في ديوانه الأخير "يده الأخيرة":

لم تكن تريدُ

وكان كلُّ شيءٍ في عينيه

يتابعُ إحكامَ قبضتِها على روحِهِ

كان يقتربُ

يأخذُها إلى صدرِهِ

يغرسُ ذراعيها في ظهرِهِ

يحملُها إلى جبلٍ يشبهُ البحرَ

كلُّ شيءٍ في عينيه

كان يقتربُ

ويكفي أن تعرف اسم ديوان محمود خير الله "الأيام حين تعبر خائفة" لتتوقع كما غير مسبوق من الرهافة والجمال يعززه كلمات الشاعر الكبير الشاعر فتحي عبد السميع، وهو يعلق على هذا الديوان قائلا: "يحمل محمود خير الله على كتفيه معاناة أجيالٍ وأسلاف، لكنه لا يصرخ أبدًا، يحلم بالتحول إلى شجرة تحنو على المُتعبين، أو جسر يعبرون عليه، ويحاول تحريك الأوضاع الساكنة؛ من خلال تحريك النظرات المتجمدة للعالم"

تحيا مصر

يحيا الشعر!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الممر.. واستعلاء المثقفين!

آثرت أن أتمهل قليلا قبل الدخول على خط الجدل الذي اشتعل – ولا يزال - في المجالس وكواليس السوشيال ميديا بسبب فيلم "الممر"، والتي انقسمت نخبتنا على أثره ما

ليلة بألف ليلة!

تصيبك قصص ألف ليلة بالنشوة.. تسحرك بعوالمها الغرائبية وشخصياتها المنذورة للمغامرة والخيال الجامح.. تقرأها في كتاب.. تشاهدها في مسلسل عربي.. حيث ذكاء شهرزاد

"أصداء" رحلة داخل عقل الشباب العربي

إليك حقيقة مشوقة ولافتة للانتباه : أكثر من ستين بالمائة من سكان العالم العربي ينتمون لفئة الشباب، بإجمالي مائتي مليون فتى وفتاة.

بينالي الشارقة.. قبلة على جبين الحداثة

حللت على بينالي الشارقة الدولي للفنون، فلم أكن أعرف أني على موعد مع كل هذا الجمال وسأشرب الدهشة من بئر عميقة! أعلم أن لتلك الإمارة الهادئة المشيدة على

'آرت دبي".. فن صناعة الدهشة

أكتب إليكم من مدينة "الجميرة" القلب النابض لإمارة لا تكف عن صناعة الدهشة تدعى دبي، بدعوة كريمة؛ حططت رحالي بمدينة كوزمبالتانية، - أي عالمية - تتعايش فيها

نيبو ودرش.. شكرا على حسن تعاونكما!

أكتب إليك منتشيًا - مثلك - بـ "الأوفر" الرائع الذي صنعه مو صلاح لساديو مانيه، فانتهى آخر حلم لبايرن بالعودة في مباراته مع ليفربول بعد إحراز الهدف الثالث ضمن دوري أبطال أوروبا.

حكاية عن الفيوضات الربانية

من أين أتت زميلتنا بهذه القدرة الرهيبة على التقاط ذبذبات الروح البعيدة، وإعادة صياغتها في نصوص مدهشة تختطف من عيونك الدهشة و الدموع معًا؟ بنت الأصول الراقية

كل هذا الجمال المدهش!

كلما سمعت المزيد من الكلام عن قوة مصر الناعمة، عرفت أنني على موعد جديد مع جعجعة بلا طحين! فنحن نتحدث كثيرًا ونفعل قليلًا، فكيف - بالله عليك - أصدق كل هذا

أشهر مطربي العالم.. ولا يهمنا!

مصر الكبيرة لا يليق بها إلا التعامل مع الكبار؛ فهي هوليوود الشرق وحاضرة إفريقيا وعاصمة الحضارة.

تاريخ مصر.. بين الراهب والمأذون!

أستغرب أحيانًا حين يطلقون على الهند بلد العجائب، فهذا اللقب نحن أحق به، حيث لا تنقضي عجائب مصر المحروسة ولا تنتهي غرائبها.

فنانو "هرم سيتي".. ومصير تيتانك!

تجربة رائعة يخطط البعض للإجهاز عليها بهدوء؛ ليغتال كوكبة من أرقى مواهبنا ويدفن تحت تراب الفوضى رافدًا من روافد قوة مصر الناعمة.

لماذا لم تحبني السيدة نانسي؟

لم تكن السيدة نانسي سوى دليل جديد على حقيقة قديمة: لا ترتاح المرأة أبدًا لصديق زوجها حين يكون أعزب أو مطلقًا، ولو كان ملاكًا بجناحين! المختلف هذه المرة

الأكثر قراءة