أكد المهندس معتز رسلان، رئيس مجلس الأعمال المصري ـ الكندي، أن العلاقات المصرية الكندية شهدت طفرة بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، حيث وصل حجم الاستثمارات الكندية بمصر نحو ملياري دولار.
موضوعات مقترحة
وأشار في حواره مع "بوابة الأهرام"، إلى أن السوق العقارية شهدت خلال الفترة الماضية نوعا من التباطؤ، وذلك بسبب كثرة المعروض، ولكن مازالت السوق العقارية هو القاطرة التي تقود الاقتصاد إلى الأمام وإلى نص الحوار:
بداية كيف ترى الوضع الاقتصادي في مصر؟
في البداية دعنا نلقي نظرة على الوضع قبل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي والآن.. الاقتصاد المصري شهد إنجازا كبيرا بعد توليه مقاليد الحكم، وهذه حقيقة، فقد حصلت طفرة بالفعل في الاقتصاد.. الجميع يعلم أننا بدأنا من تحت الصفر وخاصة بعد 2012 إن صح التعبير، وهي الفترة التي تولى الإخوان فيها زمام الحكم، فقد شهدت مصر في ذلك العام ما لم تشهده دولة في العالم من حرب سياسية واقتصادية وحرب على البقاء.
حدثنا عن حجم الاستثمارات الكندية في مصر؟
منذ إنشاء مجلس الأعمال المصري الكندي في عام 2003 كان الاستثمار الكندي بمصر متواضع للغاية، حيث سجل بين عامي 2002 و2012 ما لا يزيد على 400 مليون دولار، بينما حجم التجارة اليومية بين كندا وأمريكا تسجل 2 مليار دولار، وبالتالى دولة مثل كندا لم تكن تهتم بالعلاقات مع دول الشرق الأوسط، مما دفعنا نحن "مجلس الأعمال المصري الكندي" لبذل مجهود كبير على مدار سبع سنوات، وذلك من خلال بعثات تجارية كبيرة من وزراء ورجال أعمال، للعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الكندية لمصر حتى وصلت الاستثمارات نحو 1.5 مليار دولار، ولكن بعد الثورة حدث توقف بشكل مفاجئ، لأن المستثمر الكندي لا يحب المغامرة بأمواله، مما دفعنا لوقف المساعي لجذب الاستثمارات الكندية لمصر، نظرا للظروف المتقلبة التي شهدتها البلاد وقتها، ثم عدنا مرة أخرى لجذب المزيد من الاستثمارات الكندية بعد تولي الرئيس السيسي الحكم، ليصل حجم الاستثمارات الكندية الآن فى مصر إلى نحو ملياري دولار.
ما حجم الاستثمارات المصرية في كندا وفي أي مجالات؟
للأسف لا توجد استثمارات مصرية في كندا، لأن كل الاستثمارات الموجودة هناك هي استثمارات على المستوى الشخصي، لذلك ليس لدينا أرقام عن حجم تلك الاستثمارات لأنها في الغالب هي مشاريع لأشخاص يريدون الحصول على الجنسية.
ما أهم القطاعات التي يستثمر فيها رجال الأعمال الكنديين في مصر؟
نحو 90% من حجم الاستثمارات الكندية داخل مصر توجد في مجال البترول، بينما 10% الباقية توجد في نشاط الخدمات والاستشارات الهندسية.
ما معوقات الاستثمار من وجهة نظرك؟
المشكلة لدينا ليس في شباك موحد يعطي المستثمر سجل لممارسة المهنة فحسب، أو في قانون الاستثمار، ولكن المشكلة تكمن في تنفيذ وتطبيق القوانين، فما زلنا إلى اليوم ضعاف جدا في ذلك، فيجب علينا أن نتعلم احترام تنفيذ القوانين، والمساعدة في إعطاء التراخيص اللازمة بشكل سريع، دون التباطؤ في ذلك، لأن سجل بدون ترخيص ليست له أي قيمة، كما أن الوزارات لدينا مازالت تعمل في جزر منعزلة ولا يوجد ترابط، ففي الخارج.
وعلى سبيل المثال كنت في جورجيا "قالت لي وزيرة التجارة هناك في أي مجال تريد أن تعمل، فقلت لها المجال الذي أريد الاستثمار فيه، فقالت لي خلال ساعة سوف يكون سجل نشاطك جاهزا وتبدأ في ممارسة عملك دون توقف.. وقم بإكمال كافة الإجراءات أثناء عملك"، لذا يجب علينا أن ننظر إلى الجانب الإيجابي هو أن الكثير من المستثمرين المحترمين ينتظرون ضخ الكثير من الاستثمارات في البلاد، لكن تظل البيروقراطية هي العائق أمام التنفيذ، فالسبيل الوحيد هو العمل على بذل المزيد من الجهد في تحسين النظام الرقابي والإداري بشكل يليق بمصر وحجمها الكبير.
كيف ترى السوق العقار في مصر؟
شهدت السوق العقارية خلال الفترة الماضية نوع من التباطؤ، وذلك بسبب كثرة المعروض والإسكان فوق المتوسط، ولكن مازالت السوق العقارية هو القاطرة التي تقود الاقتصاد إلى الأمام، ونأمل خلال نهاية عام 2019 تحسن السياحة بجانب مصادر حقول الطاقة من البترول والغاز الجديدة.
ما توقعاتك للاستثمارات الكندية في مصر هل مرشحة للزيادة؟
نتوقع المزيد من الاستثمارات الكندية خلال الفترة المقبلة، فالوضع في مصر أصبح مختلفا كثيرا عن السنوات الماضية.
هل حدثت طفرة للعلاقة المصرية الكندية خلال الفترة الأخيرة؟
نعم .. بالفعل حدثت طفرة في العلاقات خلال الفترة الأخيرة، فقد تم ضخ المزيد من الاستثمارات الكندية لمصر، في قطاع البترول والخدمات والاستشارات الهندسية، ونأمل أن تزيد خلال الفترة المقبلة.
هل هناك تعاون بين المجلس والغرفة الكندية في مصر؟
في الحقيقية ليس هناك تعاون، لأن الغرفة نشاطها متوقف، ولكن في حالة عودتها نحن على أتم الاستعداد بالتعاون معهم .
ما الدور الاجتماعي لمجلس الأعمال المصري الكندي؟
نحن نعمل جاهدين ولا ندخر جهدا من أجل أن نرى بلادنا في مصاف الدول المتقدمة، فقد قمنا بالعديد من الأنشطة والندوات خلال الفترة الماضية، وكان منها ندوة حضرتها الدكتورة نيفين جامع الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبعض المسئولين تحت عنوان "المشروعات الصغيرة وتحديات التمويل"، تمت خلالها مناقشة كافة التحديات والمعوقات التي تقف أمام حصول تلك المشروعات على التمويل وضعف قنوات التسويق، وندوة أخرى حضرها الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لمناقشة أهم المشكلات التي عانى منها التعليم في مصر، وكيفية مواكبة التطورات العالمية، وربط التعليم بسوق العمل.
ما أجندة مجلس الأعمال المصري الكندي خلال الفترة المقبلة؟
في الحقيقة، أننا نسعى إلى تناول الموضوعات حسب أهميتها في ذاك الوقت، ونعمل على التنوع في الموضوعات المطروحة، لدينا رجال أعمال لديهم نشاطات وهوايات معينة، فنحن نقوم على تناول تلك الأنشطة، وخلال الفترة القادمة سنقوم بعمل ندوة عن غسيل الأموال، وأخري عن قناة السويس والمنطقة الاقتصادية الموجودة هناك حتى يكون هناك تواصل دائم بين الجهاز الإداري ورجال الأعمال.
ما تعليقكم على مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "توفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا" خلال العام 2019؟
في الحقيقية أنا في غاية السعادة لقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي للبلاد، فهو رجل محب للبلاد، وحكيم وقائد ورجل اقتصاد بامتياز، فتلك المبادرة ليست المبادرة الأولى والأخيرة للرئيس، فقد أطلق العديد من المبادرات التي كان من شأنها العمل على تقدم البلاد مثل صندوق تحيا مصر، التي قامت الدولة من خلاله بإنشاء مساكن للأسر الأكثر فقرا، والإفراج عن الغارمات.
المهندس معتز رسلان مع محرر بوابة الأهرام