Close ad

محبطون ومثيرون للجدل!

4-1-2019 | 22:48

قد يكون عام 2018 هو الأغزر إنتاجًا سينمائيًا، إذ إنه وبعدد ما أنتج من أفلام وصلت إلى 36 فيلمًا، إذا ما أضفنا فيلم "الضيف" للمخرج هادي الباجوري الذي أقيم له عرض خاص في نفس العام ثم تجاريا في العام الجديد إلى القائمة وعرض في مهرجان عالمي منذ شهر ونصف.

لكن من يتفحص نوعية ومستوى الأفلام الـ36 قد يصاب بحالة إحباط إذا ما طلب منه أن يختار منها عشرة أفلام جيدة..

أقول هذا الكلام بعدما طلب مني الناقد الأمير أباظة رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما ورئيس مهرجان الإسكندرية، اختيار عشرة أفلام من القائمة المعدة لاستفتاء تجريه الجمعية للأفضل في عدة فروع، وعندها توقفت أمام القائمة التى بها الـ35 فيلمًا بدون "الضيف" لعدم عرضه تجاريًا حتى إجراء الاستفتاء ، والمثير للجدل؛ بل والمخيب للآمال أنه بالمرور على القائمة تجد نفسك محاطًا بالعديد من علامات الاستفهام، هل حققت هذه الأفلام نجاحًا عند عرضها، إن لم تكن قد حققت نجاحًا، فلماذا أنتجت، وهل شاهدها الجمهور، فهناك ما يقارب الـ20 فيلمًا لم يسمع عنها أحد غير ما ينشر عنها في وسائل الإعلام، ورفعها على مواقع الأفلام بالإنترنت..

وعلى الرغم من هذه السطور المحبطة، إلا أن هناك أفلامًا تستحق الإشادة، أفلامًا حققت نجاحًا جماهيريا وأفلامًا نجحت على المستويين التجاري والفني، وأفلامًا نجحت فنيًا في مهرجانات عدة..

ففيلم كـ"يوم الدين" لأبوبكر شوقي و"ورد مسموم" لأحمد فوزي صالح، و"ليل خارجي" لأحمد عبدالله، و"زهرة الصبار"، لهالة القوصي، أفلام لاقت استحسان الجميع، وعرضت في مهرجانات مصرية وعربية وأحدثت صدى.. ثم "تراب الماس" لمروان حامد ، و" حرب كرموز" لبيتر ميمي، و"البدلة" لمحمد جمال العدل، و"الديزل" لكريم السبكى.. و"بلاش تبوسني" للمخرج أحمد عامر.

هذه بعض الأفلام التي تميزت، لكن عددها لا يبرر أن ننتج أفلامًا لتبث على الإنترنت، أو لمجرد أن تحسب في قائمة الفنان أو المخرج، أو المنتج.. ففى العالم كله تنتج أفلام بتكلفة قليلة مثل فيلم "يوم الدين" أو حتى "ورد مسموم" أو "ليل خارجي".. وتلقى نجاحًا على كل المستويات، بل وتتلقفها المهرجانات كونها تنتج في الأغلب الأعم من خلال منتج مستقل.. ويستغرق إنجازها سنوات حتى يحصل منتجها الذي هو غالبًا مخرجها.. صناديق دعم، أو جوائز مالية تدعم المشروع.

وبالنظر لما أنتج في عام 2018 سنكتشف أنه قد لا يتحقق في 2019 للظروف الاقتصادية التى تمر بها السينما هذا العام، والذي بدأت بوادرها تتضح بتوقف شركات إنتاج عن العمل، وعدم وجود موزعين كما كان من قبل.. لكن نأمل أن يكون هناك مستوى جيد حتى وإن أنتجنا عشرة أفلام فقط، كما تنتج دول شمال إفريقيا، وتعرض عربيًا وعالميًا؛ لأن فيلمًا واحدًا مثل "كفر ناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، إن وصل إلى الأوسكار في المرحلة النهائية يفيد السياحة والثقافة والسينما، ولبنان أكثر من 20 فيلمًا لم يشاهدها أحد!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: