من حين إلى آخر تطفو إلى السطح قضية غسل الأموال التى يحصل عليها البعض من مصادر مشبوهة كتجارة المخدرات والسلاح.
وها هى تتفجر من جديد بعد أن نجحت مباحث الأموال العامة بوزارة الداخلية في حصر ممتلكات ثلاثة متهمين لغسلهم أموالا حصلوا عليها من نشاطهم الإجرامى بأساليب متعددة، بهدف إخفاء وتمويه هذا النشاط، وقد بلغت قيمة المضبوطات الموجودة بحوزتهم 35 مليون جنيه، وفى هذه القضية نرصد ما يلى:
ـ أن غسل الأموال أو ما يعرف بـ "تبيضها"، جريمة اقتصادية تهدف إلى إضفاء شرعية قانونية على أموال محرمة بهدف حيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو استبدالها أو إيداعها أو استثمارها أو تحويلها أو نقلها أو التلاعب فى قيمتها، إذا كانت متحصلة من جرائم مثل زراعة وتصنيع النباتات المخدرة، وجلبها وتصديرها والاتجار فيها، واستخدامها فى تمويل جرائم الإرهاب وغيرها.
- تعد هذه الأموال منافسة غير شريفة مع المشروعات القائمة على الأموال المشروعة التى تهدف إلى تحقيق إنتاج فعلى مستمر وطويل الأجل مما يعوق خطط التنمية، ويؤدى إلى توقف هذه المشروعات، وما يترتب على ذلك من آثار اقتصادية وتفاقم مشكلات البطالة، إلى جانب عمليات الرشوة التى تصاحب غسل الأموال، وما تؤدى إليه من إشاعة مناخ غير صحى فى الشركات والمؤسسات الحكومية، ويتسبب هذا النوع من الجرائم فى فقد سيولة الاقتصاد، سواء من العملة المحلية أو العملات الأجنبية التى تلتهم الاحتياطى الخاص بها مع كل عملية غسل دولى أو محلى يترتب عليها إجراء تحويلات للخارج، وهو ما يمثل ضغطا على موارد الدولة من النقد الأجنبى، ويؤدى إلى وجود علاقات غير متوازنة وغير عادلة لأسعار الصرف، فضلاً عن إيقاع المجتمع فريسة للتضخم، وازدياد قيمة وحجم الأموال المهربة إلى الخارج وخسارة الاقتصاد عائدها.
- إن غسل الأموال يستخدم كستار لإبعاد الأعين عن التجارة غير المشروعة، فمرتكبو هذه الجريمة يقيمون مشروعات من الأموال التي حصلوا عليها من تجارة المخدرات أو السلاح لإلهاء الجميع عن تجارتهم المشبوهة، ويزعمون أن أموالهم من حصيلة هذه المشروعات!
- ضرورة مراقبة حركة النقد الداخلة والخارجة من مصر، وملاحقة مرتكبى هذه الجرائم الذين يتسببون فيما يعرف باسم "الاقتصاد الموازى"، فالأموال التى يحصلون عليها يستخدمونها في تمويل الإرهاب، وتعد خطرا كبيرا على أى دولة، ويجب مصادرتها فور ضبطها، مع سن مزيد من القوانين التى تواجه بحسم كل من يلجأ إلى هذه التجارة غير المشروعة.