Close ad

تعددت الأسباب و"الطلاق" واحد

30-12-2018 | 00:20

ونحن على أبواب عام جديد 2019، وكل عام وأنتم بخير، ومصر في سلام وأمن وأمان.. وبرغم أن البعض يتفاءل كثيرًا وبشكل عام بالعام الجديد، ويحاول نسيان العام المنصرم.

لكن يجب علينا أخذ العبرة منه ومحاولة تفادي أخطائه وسلبياته وحل ما طرأ فيه من مشكلات في المجتمع؛ ومنها المؤشرات الخطيرة جدًا عن معدلات الطلاق في عام 2018.

وحسب آخر الإحصاءات والبيانات الرسمية التي صدرت في هذا الشأن خطيرة جدًا، ويجب أن ندق جرس الإنذار حتى ننتنبه لخطورة هذه المؤشرات الإحصائية الأخيرة، والتي تؤكد أن هناك حالة طلاق تحدث في مصر كل 4 دقائق.. وأن إجمالي حالات الطلاق على مستوى اليوم الواحد تتعدى 250 حالة ولا تزيد مدة الزواج في بعض الحالات أكثر من عدة ساعات.. أه والله - لا تتجاوز مدة الزواج في بعض الحالات أكثر من عدة ساعات بعد عقد القران.. ومحاكم الأسرة تشهد طوابير طويلة من السيدات المتزوجات والراغبات في اتخاذ القرار الصعب في حياتهن بلجوئهن إلى المحكمة المتخصصة في الأحوال الشخصية..

يا سادة يا كرام هذه الأرقام خطيرة جدًا، ويجب أن تتكاتف كل قوى المجتمع لمواجهتها؛ نظرا لما تمثله من خطر داهم على المجتمع.. وهذه الزيادة التي تهدد مئات الألوف من الأسر والزيجات في مصر رصدتها الأمم المتحدة – وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا تختص هيئات ومنظمات الأمم المتحدة مصر بمثل هذه الإحصائيات؟!

وطبعا هذا سؤال استنكاري بامتياز – الأمم المتحدة متفرغة لحالات الطلاق في مصر، ورصد نسب التحرش بها دون باقي دول العالم شرقا وغربا – وهذا لا ينفي خطورة الأرقام الخاصة بمعدلات الطلاق في مصر بشكل كبير، وخصوصًا المتعلقة بالأيام الأولى من الزواج، وبعض الزيجات لا تستمر إلا عدة ساعات.. فهذا مؤشر على خلل كبير في التنشئة والتربية للجيل الأحدث أو الشباب الذين هم في سن الزواج؛ وهذا معناه أيضًا أنهم ليسوا على قدر المسئولية ولا تحمل مسئولية فتح بيت مثلما يُقال باللغة الدارجة..

وهذه الزيادة الكبيرة في معدلات الطلاق تهدد مئات الألوف من الأسر والزيجات في مصر؛ ومعناه أيضا أن لدينا الآن ما يقارب الـ 9 ملايين طفل من أبناء الأزواج المطلقة الناتجة عن رقم تقديري لـ 4 ملايين مطلقة..

والرقم للأسف الشديد مرشح للزيادة وجعل مصر في المرتبة الأولى عالميًا كأكثر دول العام في معدلات الطلاق..

وحسب تقارير محاكم الأسرة الرسمية، والتي تدرس أسباب هروب الأزواج والزوجات من عش الزوجية؛ فإن الأسباب كثيرة ومنها: تطورات العصر والتكنولوجيا الحديثة، وأنه وفق للتقارير والإحصائيات حول أسباب الخلع والطلاق ما نتج عن عوامل التطور التكنولوجي ليتسبب في حدوث خلل جسيم في العلاقات الزوجية؛ وخاصة الموبايل والإس إم إس والواتس آب، حتى إن 25% من المطلقات أصبحت تثبت طلاقهن عبر هذه الوسائل وهي اللايف والإنستجرام والفيس بوك وغيرها من التطبيقات..

من الأسباب التقليدية للطلاق في مصر هي الحموات ودورهن في إشعال فتيل الخلافات الزوجية حتى تنفجر بالطلاق..

ومن الأسباب المؤدية للطلاق السريع بالطبع هو الزواج السريع، وفي هذا الإطار تشير الدراسات إلى أن الزواج السريع ينتج عنه طلاق سريع، وغالبًا ما يتم في السنة الأولى من الزواج..

والتي في الغالب ما تكون أصعب سنوات الزواج بشكل عام في علاقة أي زوجين، وكشف تقرير مكاتب تسوية المنازعات الأسرية عن لجوء 7500 زوجة من حديثي الزواج أظهرت ارتفاع نسب الطلاق بينهن وتنوعت أسبابها بين إخفاء بعض الأزواج أمورًا تتعلق بالصحة أو أمراض مزمنة أو سلوكيات شاذة عن زوجاتهم وآخرين، وهم كثيرون يكذبون ويحتالون فيما يتعلق بعملهم وأهلهم والبعض يهرب من تحمل المسئولية الأسرية وبعض الزوجات أيضا غير قادرات على تحمل مسئولية الزواج..

وكشفت بعض الدراسات أن حوالي 22% من المطلقين والمطلقات أكدوا عدم استمرار الحب بينهما لأكثر من سنة، وفي بعض الحالات ثلاثة أشهر على الأكثر.. وطبعا الخلافات المادية لها نصيب الأسد في أسباب الطلاق في مصر..

ولا نستطيع أن نرصد كل هذه الأسباب المؤدية للطلاق ونغفل حالات العجز الجنسي وتقدر بعض الدراسات وفق عينة عشوائية أن 55% من الزوجات لجأن للطلاق والخلع للأسباب تتعلق بتقصير الأزواج في هذا الجانب للأسباب قد تتعلق بتعاطي العقاقير المنشطة والمواد المخدرة؛ مما تسبب ذلك لهم في أثار جانبية على المدى الطويل..

وكما ترون يا سادة نحن أمام خلل كبير في بنية المجتمع تهدده سلامته وهي الارتفاع الكبير في معدلات الطلاق، ولذلك على مراكز الدراسات والأبحاث الجادة والتي تثق فيها الدولة كتلك التي أسستها لمكافحة ومواجهة خطر الشائعات.. أن تقوم بدراسات متأنية لهذه الظاهرة للحد من خطورتها.. وكل عام وأنتم بخير والله المستعان.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة