Close ad

سفير جورجيا بالقاهرة: علاقاتنا بمصر منذ قدماء المصريين.. ونثمن موقفها من قضية أبخازيا

5-12-2018 | 19:11
سفير جورجيا بالقاهرة علاقاتنا بمصر منذ قدماء المصريين ونثمن موقفها من قضية أبخازياسفير جورجيا بالقاهرة مع وفد حكومة أبخازيا السابقة
محمود سعد دياب

ثمن السفير ألكسندر نالباندوف سفير جورجيا بالقاهرة، موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية، من قضية إقليمي أبخازيا وأوسيتا الجنوبية، معربًا عن امتنانه لهما ودعمهما الثابت لسيادة جورجيا وسلامة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليا، مشيدًا بالجهود التي بذلتها مصر في استعادة الاستقرار الأمني ما يعزز جذب المزيد من الاستثمارات وانطلاق قطار التنمية، وهو ما يعود بالنفع على كل الدول الصديقة لمصر مثل جورجيا.

موضوعات مقترحة

وقال السفير الجورجي، في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر السفارة، إن مصر تؤيد جهود بلاده في حل النزاع القائم في إقليم أبخازيا بين جورجيا وروسيا بشكل سلمي، وعدم الضغط بهدف وقف زيادة التوتر، في إطار محادثات جنيف للسلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

واستعرض السفير كتاب تم تدشينه في تبليسي باللغة العربية لأول مرة، بعنوان "أبخازيا -جورجيا: التاريخ والسياسة والثقافة"، مؤكدًا أن الهدف من الكتاب الاعتراف بفضل العرب وتأثيرهم الإيجابي في الثقافة والفنون الجورجية، وأن التاريخ يشهد بعمق العلاقات بين مصر وجورجيا، وأن الحضارة الجورجية التي تمتد إلى 3500 سنة لها آثار تكشف عن عادات وتقاليد مشابهة لمثيلتها لدى المصريين القدماء، مضيفًا أنه مثلما ظهر العرب في الأراضي الجورجية الحالية بجبال القوقاز الجنوبية وتركوا بصمات في الثقافة الجورجية، ظهر الجورجيون في مصر خلال عهد المماليك مثل الحاكم إبراهيم كتخودا القازدغلي وعلي بك الكبير وإسماعيل بك الكبير ومراد بك وغيرهم، فضلا عمن حكموا العراق مثل حسن باشا وأحمد باشا وسليمان أبو ليل وعمر باشا وسليمان بيويوك وعلي باشا وسيد باشا وداوود باشا وكلهم كانوا في القرنين السابع والثامن عشر الميلادي.

وأضاف السفير أن العصر الحديث شهد حالة من التقرب بين الشعبين المصري والجورجي، حيث هاجر إلى جورجيا واستقر بها قرابة 40 ألف مصري حتى الآن، قرروا استثمار أموالهم في الأسواق الجورجية، وأسسوا قرابة 1500 شركة تملكوا معظمها وشاركوا في ملكية الجزء الآخر، مما يدل على أنهم يشعرون بالأمان هناك ويعتبرونها بلدهم الثاني، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 40 مليون دولار سنويا، وأن جورجيا تصدر لمصر سلع أهمها المنتجات الزراعية فيما تستورد جورجيا من مصر الأدوية والأدوات المنزلية الكهربائية، مؤكدًا أنه هناك إمكانات هائلة يمكن الاستفادة منها بين البلدين، مؤكدًا أن بلاده تترقب عقد اللجنة الحكومية المشتركة في تبليسي بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية مع القاهرة.

وقد قدم الكتاب سالف الذكر، وفدًا من آخر حكومة في دولة أبخازيا وقت أن كانت تتمتع بالحكم الذاتي تحت العلم الجورجي، وذلك قبل ما حدث في عام 2008، عندما وقعت اشتباكات أدت إلى خروج الحكومة من الإقليم ومعها عدد كبير من المواطنين، إلى داخل الأراضي الجورجية، ولكنهم لا يزالوا يعتبرون أنفسهم الحكومة الشرعية وأن الحكومة الموجودة حاليًا في أبخازيا بعد إعلان استقلالها لا تمثل الأبخاز، حيث تضمن الوفد رئيس الحكومة السابق فاختانغ كولبايا، إلى جانب جمال جامخاريا نائب رئيس المجلس الأعلى للجمهورية السابق وقت ما كانت تتمتع بالحكم الذاتي، ورئيس الغرفة التجارية، إيفان دوليدزه.

وقال فاختانغ كولبايا آخر رئيس للحكومة الأبخازية تحت العلم الجورجي، إن السكان المحليون يلاقون قيودًا على حرية التنقل، والحرمان من الحق في التعليم بسبب النزاع العسكري القائم والتوتر الموجود على الحدود، فضلا عن تعرض التراث الثقافي لأضرار جسيمة، مضيفًا أن هناك نحو 350 ألف مواطن أبخازي مهجرين خارج الإقليم يتمنون العودة إلى أوطانهم واستقرار الأوضاع ، وأن معظمهم يشعرون بالحنين إلى زيارة قبور أباءهم وأجدادهم، مشيرًا إلى أن الحكومة الجورجية ستقوم بتنفيذ مبادرات تستهدف تحسين الظروف الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للأشخاص الذين يعيشون في أبخازيا ومنطقة تسخينفالي "أوسيتيا الجنوبية"، وتحقيق فوائد ملموسة، وتعزيز الاتصالات، وحرية الحركة والعلاقات عبر الخطوط الفاصلة، استنادا على المصالح المشتركة كما هو معروف.

فيما قال جمال جامخاريا نائب رئيس المجلس الأعلى لجمهورية أبخازيا، إن العرب لهم أيادي بيضاء على جورجيا، موضحًا أن اللغة الجورجية استمدت جذور الكلمات من اللغة العربية، وأن هناك أحجارًا منقوشة في جورجيا باللغة العربية شاهدة على ذلك، وأيضًا العملات المتداولة وقت الحكم العربي تم سكها بالعربية، مضيفًا أن السلطان الفاطمي الحاكم بأمر الله قال التاريخ عنه إنه أبرم معاهدة عسكرية مع جورجي الأول ملك جورجيا بالقرن الحادي عشر الميلادي ضد القيصر البيزنطي باسيل الثاني، وأن السلاطنة المصريون عاونوا نظرائهم في جورجيا عدة مرات ضد ممثلي الكنائس المسيحية الأخرى الذي أرادوا منع الجورجيين من الإشراف على مفتاح ضريح السيد المسيح عليه السلام في الأرض المقدسة بالقدس الشريف وعلى جبل جمجمة.

وأشار إلى أنه في العصر الحديث، عمل الخبراء الجورجيون على ترجمة عدة أعمال من الثقافة العربية والإسلامية مثل القرآن الكريم والمعلقات وكليلة ودمنة وألف ليلة وليلة، وأعمال معاصرة مثل خمس روايات للأديب العالمي نجيب محفوظ.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة