«الأوضاع في غزة وجهود مصر للاستقرار الإقليمي وإنفاذ المساعدات» تتصدر اتصال الرئيس السيسي و«روته» | الرئيس السيسي و«مارك روته» يتوافقان على أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف لقطاع غزة | الرئيس السيسي يحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي | خبير اقتصادي: ملف اللاجئين أحد أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي | بايدن: قانون المساعدات لـ «إسرائيل» و«أوكرانيا» يحفظ أمننا ويجعل حلفاءنا أقوى | مندوب فلسطين بالجامعة العربية: الاحتلال استخدم سياستي الفصل العنصري والإبادة الجماعية رغم التحذيرات الدولية | الرئيس السيسي يناقش في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي الوضع بقطاع غزة وجهود مصر لوقف إطلاق النار | عضو بـ«المستوردين»: «مواد البناء» تضع مصر على قمة الدول المنتجة في الشرق الأوسط | وزيرالاتصالات: لا بد من حوكمة البيانات وتوافر الكفاءات الرقمية لجذب الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى | توقيع اتفاق ثنائي في مجال النقل الجوي بين مصر وسلطنة عمان | صور |
Close ad

ريادة مصرية دينية عالمية

18-10-2018 | 23:46

في تجسيد جديد للريادة المصرية العالمية الدينية، ولما تحمله مصرنا في عقلها وقلبها من هموم لقضايا أمتها ودينها، أقامت دار الإفتاء المصرية، مؤتمرها العالمي في دورته الرابعة على التوالي "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، خلال اليومين الماضيين 16-18 أكتوبر الحالي، بمشاركة حضور عالمي مكثف من كبار علماء الإفتاء في العالم المتخصصين، من جميع أنحاء العالم الإسلامي، العربي، والأوروبي، بكل ما يمثلونه من ثراء علمي وخبرة عملية ثقيلة، وهموم مشتركة في مجال تخصصهم الإفتائي، ومساعيهم الطيبة المشكورة المباركة الدؤوبة التي يبذلونها في قضية تجديد الخطاب الديني، خاصة في مجال الإفتاء، محليا وعالميا.

مؤتمر "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق" اتسم بالحدث العالمي الأبرز لما حمله من رعاية الرئيس السيسي،  ولما تمثله قضايا الإفتاء عالميا ومحليا من أهمية بالغة، ذات خطورة كبيرة، أصبحت تتنامى بتنامي وتكاثر المتغيرات البيئية السلوكية والأخلاقية والمعاملاتية والحياتية على كافة الأصعدة، ومواكبة ومراعاة لما يحيط بأمتنا ودولها من أحداث ومتغيرات عدة، ولما تمثله تلك القضايا من تحديات كبيرة لرجال وعلماء الإفتاء في مصر وغيرها، في ضرورة حسن التعامل معها والتصدي إليها، وسيرا لسبيل التجديد والتنوع الذي بات مطلبا ملحا في كل مجالات قضاياهم الإفتائية.

كما جاءت أهمية مؤتمر "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق" لما حملته جلساته وورش عمله من مناقشة قضايا ملحة باتت واقعًا ملموسًا لا يمكن غض الطرف عنه من علماء الإفتاء المتخصصين لقضايا المسلمين الشائكة المختلفة، فوجدناه يناقش بيان الأصول المنهجية للتجديد في الفتوى، مشتملا على توضيح ضوابط الإفتاء في قضايا حقوق الإنسان، والمستجدات الطبية، والاقتصادية، وقضايا الشأن العام والدولة، واضعا إياها داخل إطار شرعي مناسب للواقع، محافظا على ثوابتنا الشرعية، عاملا على رعاية مقاصدنا الشرعية، جنبا إلى إيجاد تصورات عملية واقعية يمكن تنفيذها على أرض الواقع من خلال ما أصدره من توصيات وإرشادات ختامية له.

كما كان من دواعي سروري وتقديري لفضيلة مفتي الديار المصرية وكل علماء الدار والأمانة مع فضيلته، تطرقهم والغوص في أعماق ضبط الإفتاء في قضايا حقوق الإنسان، إذ لم يعد خافيا على أحد تعالي الأصوات الشانئة لديننا المغرضة، الرابطة بين انتهاكات حقوق الإنسان من الجماعات المتطرفة، خاصة في قضايا حرية المعتقدات، والمرأة، وحرية الرأي في الإسلام، نتيجة لممارسات متشددة ضالة متطرفة تمارسها تلك الجماعات المتشددة من قتل وحرق وتدمير باسم الإسلام، ثم إلصاق فرية الإرهاب زورًا بالإسلام والمسلمين عامة دون تمييز وبصيرة عادلة.

كذلك ومع انتشار الكثير من القضايا الطبية الشائكة الملغومة، والتي تحتاج إلى اجتهاد فقهي معاصر كقضايا الإفتاء في تقنية استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض المستعصية، والموت الدماغي، والقتل الرحيم، وحقوق الجنين والهندسة الوراثية، وجدنا محورًا مهمًا للمناقشة، وهو وضع ضوابط للإفتاء في المستجدات الطبية المعاصرة، أيضًا لم يفت المؤتمر أن يناقش وضع ضوابط للإفتاء في المستجدات الاقتصادية المعاصرة، نتيجة لما أصبح عليه الاقتصاد العالمي من ترابط شبكاته من بنوك ومؤسسات وبورصات وشركات عابرة للقارات، ولما بات عليه اقتصادنا الإسلامي كجزء لا ينفصل عن تلك المنظومة الاقتصادية العالمية، وظهور أنماط جديدة للتعامل عبر الإنترنت كالفوركس، والتسويق الشبكي وغيره.

كما لم يهمل مؤتمرنا وعلماؤه الجانب الأسري، نزولا للواقع السقيم الذي تحياه الكثير من الأسر المسلمة، تشخيصًا وعلاجًا للمشكلات الأسرية وحدًا من ارتفاع نسب الطلاق، فوجدناه متطرقًا في ورشة عمله الرابعة لدور الفتوى في وضع تصور صحيح لظاهرة ارتفاع نسب الطلاق وأسبابها وطرق حلها، مع طرح مبادرات عاجلة للتعامل مع المشكلات الأسرية الجديدة، ووضع دليل إرشادي للمفتين للاستعانة به في التعامل مع ما قبل الطلاق وما بعده.

ثم يأتي تأكيد آخر لريادتنا المصرية العالمية الدينية مصاحبًا ومعانقًا لما ذكرته سلفًا، متمثلا في إقامة مؤتمرنا الدولي الآخر "ملتقى سانت كاترين للسلام العالمي" تحت شعار "هنا نصلى معًا" في الفترة من 18 – 19 أكتوبر الحالي بمدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، إيمانا من مصرنا الحبيبة بأهمية السلام، ورغبة منها في إرسال رسالة للعالم كله باجتماعنا على السلام، ولأجل السلام، تنشيطًا للسياحة عامة والسياحة الدينية خاصة، وتعريفًا للعالم كله بما تحويه أرض الفيروز سيناء من تراث إنساني حضاري متميز، ولتؤكد أن رسالة الأديان كلها هي السلام، وأننا دعاة سلام وسنظل، وأن جميع أعمال الجماعات الإرهابية لا علاقة لها بالأديان، ومن ثمة فإن جميع الأديان السماوية ترفض الإرهاب، وأن المصريين جميعًا على قلب رجل واحد في مواجهة قوى الشر والظلام، وكما ذكر بيان "الأوقاف" .

وهكذا - بمشيئة الله وحوله وقوته - ستظل مصرنا الحبيبة بمؤسساتها الدينية المختلفة وبعلمائها المخلصين، في رباط إلى أن تقوم الساعة، وستظل مصدرًا للعلم النافع، والرسالة الأخلاقية الريادية الحضارية للعالم أجمع، وصدق ربنا سبحانه: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، فاللهم اجعلنا ومصرنا في أمانك وضمانك دائمًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
المعذرة العملية لله ورسوله

المعذرة العملية لله ورسوله

ملتقى القاهرة الدولي الخامس للخط العربي

بادئ ذي بدء، أسجل عشقي وهيامي بفن الخط العربي كفن إسلامي أصيل يأخذ بالأفئدة والألباب قبل أخذ الأبصار، ذلك أنه حاضن رئيس لوعاء هويتنا العربية والإسلامية

عمارة.. ونشر علمه وفكره

عمارة.. ونشر علمه وفكره

صناعة التطرف والعنف .. بفيلم كارتون

أثار انتباهي هذا التقرير المنشور للزميلة إيمان عباس بـ"بوابة الأهرام" تحت عنوان (صناعة التطرف والعنف تبدأ بـ"قصة وفيلم كارتون".. والبرلمان يفتح الملف)،

تعلموا الحب الحقيقي

لا حديث الأمس واليوم وغدًا، يسيطر على عقول الكثير منا، إلا الحديث عن "عيد الحب"، "الفلانتين" والترتيب لإحياء ذكراه، لينعم فيه كل محب بحبيبه - حالمًا وواهمًا

القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية

في خبر سار يضاهي واقع ومكانة قاهرتنا وتاريخها الإسلامي التليد، أعلن في التاسع عشر من الشهر الماضي - وعبر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"-

الطيب.. والخشت.. وأهل الفتن

الطيب.. والخشت.. وأهل الفتن

الليبرالية .. التخلص من قيود السلطات الثلاث

الليبرالية .. التخلص من قيود السلطات الثلاث

حضارة نبينا.. نموذج عملي لحياتنا

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وقلم الظفر، ونتف الآباط

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟

عطفًا على حديثي بمقالي السابق "هذا هو الإسلام"، الذي تحدثت فيه عن حملة وزارة الأوقاف العالمية الدعوية "هذا هو الإسلام"، التي أطلقتها لهذا العام بأكثر من

هذا هو الإسلام

جميل، وبديع، ومثمن، صنيع وزارة الأوقاف حين أطلقت حملتها العالمية الدعوية لهذا العام "هذا هو الإسلام" بأكثر من عشرين لغة، بيانا لصحيح الإسلام للدنيا بأسرها،

نعم.. تستطيع الدراما

بحكم طبيعة عملي الصحفي، وركضي الحثيث للبحث عن المعلومة الموثقة الهادفة التي أقدمها لقارئي الحبيب، أجدني مقلا في متابعة الأعمال الدرامية على مختلف أنواعها،