تنشر مجلة "الأهرام العربي" في عددها الصادر الجمعة المقبل، ملفا وثائقيا خاصا، في الذكرى العاشرة لوفاة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، أعده الكاتب الصحفي سيد محمود، يتضمن وثائق تنشر لأول مرة عن أيامه في مصر.
موضوعات مقترحة
وقال سيد محمود، إن العدد يعيد بناء الروايات التي ارتبطت بترتيبات إقامة محمود درويش في مصر، اعتبارا من فبراير ١٩٧١م، وحتى عام ١٩٧٣م حيث غادر لبيروت.
وينشر الملف تحت عنوان (محمود درويش.. أنا ابن النيل وهذا الاسم يكفيني)، وهذا الاسم مأخوذ من قصيدة كتبها عن مصر.
وتنفرد الأهرام العربي لأول مرة بنشر وثائق قرار تعيين محمود درويش بالأهرام في أكتوبر ١٩٧١م، بتوجيه من الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذي عينه براتب 140 جنيها شهريا، إضافة لمجموعة مستندات حول أوراق وتسويات مالية رافقت انتقال درويش من العمل كمستشار بإذاعة صوت العرب، بعد أن عينه وزير الإعلام محمد فايق، وحتى تعيينه بالأهرام بمركز الدراسات الإستراتيجية، ثم القسم الأدبي، ومجلة الطليعة مع الكاتب لطفي الخولي.
وقال سيد محمود: طاف الكثيرون حول أيام محمود درويش في القاهرة، وكان ما يكتب أقرب لوضع إطار حول لوحة، لكن أحدا لم يعبر لقراءة تفاصيلها ودرجات ألوانها، كان ما يكتب قريبا من "المرويات " غير الموثقة، التي بالغت كثيرا في تقييم وتقدير الأدوار، فلم يقترب أحد من "متن" الحكايات ويجمع النصوص التي كتبها درويش في مصر، أو كتبت عنه، ليفهم السياق ويرتب الحكايات قبل التورط في تأويلها وإصدار الأحكام.
وتضمن الملف تحقيقا استقصائيا شارك فيه رفاق الشاعر الراحل، من بينهم مروان كنفاني والصحفي الفلسطيني نبيل درويش، المدير السابق لإذاعة مونت كارلو في القاهرة، والكاتبة منى أنيس، المحرر العام لدار الشروق، والكاتبة هي أول صحفية مصرية التقاها درويش في القاهرة.
كما يتضمن العدد التذكاري، ملفا توثيقيا لبعض القصائد والمقالات التي نشرها درويش في مصر، ولم تجمع أبدا في أي من مؤلفاته النثرية، وكان قد نشرها في مجلة المصور تحت رئاسة تحرير أحمد بهاء الدين، كما يتضمن مقالا نادرا لبهاء الدين عن لقاء جمع بينهما في موسكو، قبل رحلة درويش لمصر بأسبوع واحد، ومقاله عن مافيا الإتجار بشعراء الأرض المحتلة، وتساءلت المجلة عن علاقته بترتيبات الرحلة التي كان مهندسها الأول، مراسل الأهرام في موسكو "عبد الملك خليل".
وتكشف المجلة حقيقة قصة الحب بين درويش والمطربة "نجاة"، سر القصيدة التي لحنها له عبد الوهاب، وقدمها له الشاعران أحمد عبد المعطي حجازي، وصلاح عبدالصبور، وحكاية الفيلم الذي كتبه لسعاد حسني ليخرجه شادي عبد السلام.
وجمع معد الملف مادته من عدة أرشيفات ما بين القاهرة وبيروت، وكان أهمها دار الهلال و إدارة شئون العاملين بالأهرام، التي راجع مع موظفيها كشوف مرتبات العاملين في الأهرام لخمس سنوات، قبل أن يصل لكنز وثائق ومستندات وإيصالات صرف، تكشف الكثير من ألغاز تلك السنوات، وكلها تنشر لأول مرة.
يضيف سيد محمود، أن المواد المنشورة في الملف، وفيها مقالات كتبها أو كتبت عنه، هي نواة لعمل كبير عن الأيام التي عاشها درويش في مصر، و تتضمن ملحقا توثيقيا عن كل حرف كتبه في القاهرة، التي كانت فكرة مجيئه لها، شهادة على "عصر ورجال" .
. . .