Close ad
15-6-2018 | 01:16

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، فالحمد لله حمدا كثيرا لا يحصى ولا يعد على نعم ربنا ـ سبحانه ـ فها هو الحنان المنان قد أدركنا بأيام العيد المبارك، نفرح ونسعد فيها ونهنأ بعد أن أمرنا بالصيام فصمنا، وبالقيام فقمنا، وبالزكاة فزكينا، فله الحمد على هذا الدين القيم الذى هدانا إليه، "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ".

يقول حبيبنا فخر الكون (صلي الله عليه وسلم): "رغم أنف امرئ ثم رغم أنف امرئ ثم رغم أنف امرئ، قال الصحابة: خاب وخسر يا رسول الله من هو؟ قال: من أدرك رمضان ولم يُغفر له"، ويقول الإمام الحسن البصري: "رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر".

ومن جلال وعظم ديننا، أنه دين طهر ونقاء، حتى فى فرحنا بأعيادنا، ولما لا وأيامنا هذه أيام شكر وحمد لله ـ سبحانه ـ يقول ربنا ـ عز وجل ـ " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون"، فلنشكره، ولنفرح بعيدنا وبعبادة ربنا الغفور الرحيم الذى يجزل العطاء لعباده، ولنعرف عظيم قدر نعمه علينا، فندخل السرور والبهجة والفرح على أهلنا، وأيتامنا وفقرائنا وأصحاب العوز والحاجة، فنواسى المحتاج بالخير والفضل والمؤونة، ولنقوى أواصر المودة بيننا وبين إخواننا، فنزور مريضنا.

فعن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "الزيارة تثبت المودة"، وعنه أيضا: "الزائر أخاه المسلم أعظم أجرا من المزور"، ولنفرج هم مكروبنا ومهمومنا، ولنيسر على معسرنا، ولنصل أرحامنا، باعدين عن كل ما يغضب ربنا تبارك وتعالى فى احتفالنا وسعادتنا بعيدنا.

جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام.

ولتكن فرحتنا وبهجتنا وسرورنا بالعيد مقرونا بالأمل والرجاء في ربنا الحنان المنان، عظيم الفضل والإحسان في أن يتقبل منا طاعتنا وتقربنا إليه فيما مضى بالشهر الفضيل، فنلح عليه سبحانه بالدعاء والتضرع أن يجعلنا من المقبولين الفائزين، روي عن الإمام علي رضي الله عنه أنه قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، وكان بعض سلفنا الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، وهذا إمامنا العادل عمر بن عبد العزيز يخرج في يوم عيد فطر فيخطب في الناس قائلا: "أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوما وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم".

كثير من الناس - إلا من رحم ربى- يعتقدون أن بانقضاء شهر رمضان، وتقويض خيامه، وتصرم أيامه، وانطفاء مصابيح مساجده، قد انتهت العبادة والتقرب إلى الله سبحانه، وهذا فهم مغلوط، يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: "ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي"، ويقول عمر بن عبد العزيز: "إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل أنت فيهما"

فلنلحق بركب الصالحين، إذ يتهيأون وبعد أيام العيد مباشرة من اغتنام فرصة ثمينة، فيقفون على أعتاب طاعة آخرى، هى صوم الست من شوال، وفى فضلها يقول نبينا "صلى الله عليه وسلم" مرشدا: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر".

كل عام ومصرنا الحبيبة، وشعبنا الطيب، وأمتنا العربية والإسلامية بخير، ويمن، وبركات، وأمن، وأمان، وسخاء، ورخاء، ودائما وأبدا حياتنا أعياد بطاعة الله وقبوله لنا، وليفرج الله كرب وهم إخواننا المكروبين، وأن يجعل ذنبنا مغفورا، وسعينا مشكورا، وعملنا متقبلا مبرورا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
المعذرة العملية لله ورسوله

المعذرة العملية لله ورسوله

ملتقى القاهرة الدولي الخامس للخط العربي

بادئ ذي بدء، أسجل عشقي وهيامي بفن الخط العربي كفن إسلامي أصيل يأخذ بالأفئدة والألباب قبل أخذ الأبصار، ذلك أنه حاضن رئيس لوعاء هويتنا العربية والإسلامية

عمارة.. ونشر علمه وفكره

عمارة.. ونشر علمه وفكره

صناعة التطرف والعنف .. بفيلم كارتون

أثار انتباهي هذا التقرير المنشور للزميلة إيمان عباس بـ"بوابة الأهرام" تحت عنوان (صناعة التطرف والعنف تبدأ بـ"قصة وفيلم كارتون".. والبرلمان يفتح الملف)،

تعلموا الحب الحقيقي

لا حديث الأمس واليوم وغدًا، يسيطر على عقول الكثير منا، إلا الحديث عن "عيد الحب"، "الفلانتين" والترتيب لإحياء ذكراه، لينعم فيه كل محب بحبيبه - حالمًا وواهمًا

القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية

في خبر سار يضاهي واقع ومكانة قاهرتنا وتاريخها الإسلامي التليد، أعلن في التاسع عشر من الشهر الماضي - وعبر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"-

الطيب.. والخشت.. وأهل الفتن

الطيب.. والخشت.. وأهل الفتن

الليبرالية .. التخلص من قيود السلطات الثلاث

الليبرالية .. التخلص من قيود السلطات الثلاث

حضارة نبينا.. نموذج عملي لحياتنا

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وقلم الظفر، ونتف الآباط

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟

عطفًا على حديثي بمقالي السابق "هذا هو الإسلام"، الذي تحدثت فيه عن حملة وزارة الأوقاف العالمية الدعوية "هذا هو الإسلام"، التي أطلقتها لهذا العام بأكثر من

هذا هو الإسلام

جميل، وبديع، ومثمن، صنيع وزارة الأوقاف حين أطلقت حملتها العالمية الدعوية لهذا العام "هذا هو الإسلام" بأكثر من عشرين لغة، بيانا لصحيح الإسلام للدنيا بأسرها،

الأكثر قراءة