تقدم"بوابة الأهرام" علي مدار أيام شهر رمضان المبارك الثلاثين، تفسيرا ميسرا لبضع آيات من القرآن الكريم.
موضوعات مقترحة
ويتناول علماء مركز الفتوي بالأزهر، اليوم، معني الهداية من خلال تفسير قول الحق سبحانه وتعالى "مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ" {الكهف: آية 17}
الهداية هي: الدّلالة على ما يوصل إلى المطلوب، وقد يُقال: هي سلوك طريقٍ يؤدّي إلى المطلوب، والهداية هديّة من الله يمُنّ بها على من يشاء من عباده، ونورٌ إذا قذفه الله في قلب عبده أبصر وأناب؛ لذا كان العبد مأمورًا أن يطلبها من الله دومًا، يصلّي المكتوبات، فيبتهل كلّ صلاةٍ :" اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" {الفاتحة: آية 6}، وفي الحديث القدسيّ الّذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- :" يَا عبادي كُلّكم ضَالٌّ إلاّ مَنْ هَدَيْته، فَاسْتَهْدُونِي أهدِكُم"، أي: اطلبوا منّي الهداية، معتقدين أن الإيصال إليها لا يتأتى إلا بعون الله وتوفيقه، وبسبق الرحمة منه والفضل، كمَا أنّ العبد مطالبٌ بالأخذ بأسبابِ الهدايةِ، ومطالبٌ بالثبات والصّبر على ما يناله في طريقها، ومن لم يأخذ بأسباب الهداية ضلّ واستشرف للخذلان، وعرّض نفسه للهلكةِ؛ لأن الهدى هدى الله وحده، فمنْ لا يفيءُ إليهِ لن يجدَ الهدى أبدًا، وعلى المسلم أن يكون على حذرٍ من الأسبابِ التي قد تحول بينه وبين اتّباع الهدى، ومن هذه الأسباب: اتّباع الهوى، والكبر، والعناد، والفسق واعتياد المعصية، وحبّ الدّنيا، ومن ثمرات الهداية أن يستتبعهَا هدايةٌ تالية، ويعقبها توفيقٌ، قال الإمام الرّازي –رحمه الله – عند تفسير قوله تعالى:" وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى"{محمد: آية 17} تقريرهُ: أنّ الخيرَ والطّاعة يدعو بعضهُ إلى بعضٍ. والهدايةُ أكبرُ نعمةٍ تستوجب شكرَ المنعم، فلا نجاةَ من العذابِ، ولا وصولَ إلى السعادة إلاّ بها، من أجل ذلك جاء أمرٌ إلهيّ بخصوص الشكر على الهداية، بقوله تعالى :" وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ "{البقرة: آية 198}