Close ad

معنى في آية.. "هل لك إلى أن تزكى"

21-5-2018 | 21:48
معنى في آية  هل لك إلى أن تزكىالقرآن الكريم
شيماء عبد الهادي

تنشر"بوابة الأهرام" على مدار أيام شهر رمضان الكريم، تفسيرا ميسرا لآية من كل جزء من أجزاء القرآن الكريم الثلاثين.

ويتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف، اليوم، معنى "التزكية" من خلال الآية الكريمة "هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى"{النّازعات:18}.

فطرَ الله في النفوس البشريّة صلاحيّتها للتّهذيب، والتّهيؤ لتنميةِ استعدادِ الخيرِ فيها، ثم وكلَ - سبحانهُ- إلى العبادِ شأنَ المجاهدة؛ لتسمُو نفوسهم وتطهُر، وقدْ كانَ من دعاءِ النّبي - صلّى الله عليهِ وَسلم –:"اللّهم آتِ نَفسِي تَقْوَاهَا، وزكّهَا أنتَ خَيْرُ مَنْ زَكّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا"؛ إذ أنّ تزكية النّفسِ ملاكُ الأمرِ، وبها قوامُ الدّين وصلاحه، وقد دأبَ علماءُ التّزكية على تقسيم التزكية إلى قسمينِ: التّخلية، ثمّ التّحلية، فبتخليةِ النّفس من الرذائل ومن الآثام تطهر، وبتحليتها بالفضائل والأخذ بها في سبلِ الطّاعة والهدى، تسمُو وترقى في معارجِ الكمال.

ومن فضلِ الله على عباده أن يهدِي من يجاهد ليبلغ الهدى، وأن يُفيض عليه من لطائف المننِ ما يصلُ به إلى مبتغاه، وكفى بطُهرِ الأنفسِ وزكَاتها مُبتغى، وينبغي للعاقلِ أن يتعاهدَ نفسهُ ويراقبها، فمعالجتها هو المراد بقوله تعالى: "قَد أَفْلَحَ مَنْ زَكّاهَا" وإهمالها هو المراد بقوله سبحانه: "وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسّاهَا" كما قال أبو حامد الغزالي.

ويجدر التنبيه إلى نوع من التزكية مذموم، مصدره الجهل والغرور، وهو مدحُ الإنسان نفسه، وادّعاء الكمال لها، وقد نهى الله عن هذا النوع من التزكية فقال سبحانه "فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى" {النجم:32}، وردّ على من ادّعى لنفسه شيئًا من ذلك فقال: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا" {النساء: آية 49}.

كلمات البحث