«الأوضاع في غزة وجهود مصر للاستقرار الإقليمي وإنفاذ المساعدات» تتصدر اتصال الرئيس السيسي و«روته» | الرئيس السيسي و«مارك روته» يتوافقان على أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف لقطاع غزة | الرئيس السيسي يحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي | خبير اقتصادي: ملف اللاجئين أحد أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي | بايدن: قانون المساعدات لـ «إسرائيل» و«أوكرانيا» يحفظ أمننا ويجعل حلفاءنا أقوى | مندوب فلسطين بالجامعة العربية: الاحتلال استخدم سياستي الفصل العنصري والإبادة الجماعية رغم التحذيرات الدولية | الرئيس السيسي يناقش في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي الوضع بقطاع غزة وجهود مصر لوقف إطلاق النار | عضو بـ«المستوردين»: «مواد البناء» تضع مصر على قمة الدول المنتجة في الشرق الأوسط | وزيرالاتصالات: لا بد من حوكمة البيانات وتوافر الكفاءات الرقمية لجذب الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى | هالة السعيد: الدولة تحرص على تحفيز مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار |
Close ad
12-5-2018 | 16:45

أحسن موقع "روسيا اليوم" صنعًا باعتذاره عن استطلاع الرأى المسيء عن حلايب وشلاتين وحذفه، وذلك بعد رد الفعل القوى والرافض له من قبل مصر التى لا تقبل المساس بسيادتها ووحدة أراضيها من أى طرف كائن من كان.

وبهذا الاعتذار صححت مرحليًا "روسيا اليوم" خطأ فادحًا وقعت فيه سواء بحسن نية، أو بسوء نية، وشكل الحدث درسًا لكل ذى بصيرة بضرورة الابتعاد عن السيادة "قدس الأقداس" الواجب احترامه وتوقيره من كل الأطراف، وعدم التدخل في الشأن الداخلى، فمثلما تحترم مصر شئون الآخرين الداخلية عليهم بدورهم التعامل بالمثل، وأن الدولة المصرية تستطيع أن ترد بقوة وحزم على من يتجاوز فى حقها بصرف النظر عمن يكون.

ومن الظاهر أن "روسيا اليوم" أدركت أنها سقطت فى 4 محظورات فتاكة وقاتلة، بإجرائها استطلاعا خبيثًا للرأى، حول مثلث حلايب وشلاتين وما إذا كان تابعا لمصر أم السودان، الأول: تعديه بشكل سافر على مبدأ السيادة الوطنية المتعين احترامه وصيانته وفقا للأعراف والمواثيق الدولية، وبالذات من الجهات الأجنبية، فما بالك إذا كان هذا الطرف من فريق الأصدقاء الاقربين.

الثانى: تعمد تعكير صفو العلاقات المصرية الروسية المتميزة قبل بدء محادثات مهمة بين البلدين بعد غد – الإثنين - فى موسكو والمعروفة بصيغة ٢+٢، وفى وقت تزيد فيه مساحات التفاهم والتنسيق المشترك بين القاهرة وموسكو، لاسيما بشأن مكافحة الإرهاب، والأزمات الملتهبة بالشرق الأوسط.

الثالث: إن غرض الاستطلاع لم يكن فقط الإضرار بالعلاقات المصرية الروسية، وإنما شمل كذلك العلاقة بين مصر والسودان التى تشهد حاليا أجواء جيدة، بعد الاتصالات الجارية على أعلى مستوى بين القاهرة والخرطوم، بما يعني أن الضربة مزدوجة وليست أحادية الجانب، وتحمل ما تحمله من التبعات الجسيمة والخطيرة على العلاقات الثنائية والإقليمية.

الرابع: إن روسيا اليوم ضربت بقواعد وأصول المهنية عرض الحائط، لأنه كان هناك خلط واضح بين العمل المهنى والتدخل في شئون الدول الأخرى، ولا يمكن التحجج بحرية الرأى والتعبير، فالفارق شاسع بين حرية التعبير والعمل على زعزعة استقرار العلاقات الجيدة بين الدول.

بما أن الأمر كذلك، وبما أن روسيا اليوم وقعت عامدة متعمدة فى المحظورات الأربعة فلم يكن أمامها من سبيل سوى المبادرة فورا بالاعتذار عن فعلتها المشينة، ومحاسبة صاحبها حسابا عسيرا، والاعتراف بأنه خانها الصواب بتفكيرها فى إجراء مثل هذا الاستطلاع المرفوض شكلا وموضوعا، وملاحظة أنه – الاستطلاع - يعد بابا من أبواب جهنم ما ان يفتح سيتطاير منه شرر كفيل بنشوب حرائق تلتهم كل ما يقع في طريقها ولا تبقي ولا تذر.

ولا أعرف بالضبط ما الذي كان يدور في مخيلة المسئولين في "روسيا اليوم" عندما قرروا إجراء الاستطلاع عن حلايب وشلاتين الآن، وما المناسبة التى حتمت إبرازه مع علمهم بموقف مصر الثابت بأنهما جزء لا يتجزأ من الأراضي المصرية، وأن ذلك ليس موضع تشكيك من أحد؟

ثم لماذا لم يسأل القائمون على "روسيا اليوم" أنفسهم السؤال التالى" كيف سيكون رد فعلنا، إذا طرح موقع مصري استطلاعا بخصوص تبعية جزء من الأراضي الروسية لروسيا أم لأوكرانيا مثلا حتى يدركوا حجم الخطأ الفادح الذى وقعوا فيه وكادوا يتسببون من جرائه فى إشعال حريق لا نعلم ما سينتج عنه من خسائر غير محمودة العواقب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الوحش الأفغاني

بين جبال أفغانستان الشاهقة يختبئ مقاتلو تنظيم داعش خراسان الذى أعلن مسئوليته الشهر الماضي عن العملية الإرهابية التي استهدفت مركزًا للتسويق قرب العاصمة