Close ad

هلاوس امرأة.. ماذا ننتظر؟!

4-4-2018 | 23:09

فنان الشعب سيد درويش رحل وهو في سن الحادية والثلاثين، بعد أن قدم أعمالاً بعثت النهضة الموسيقية في مصر والعالم العربي، من ضمنها أعمال من ألحان الشيخ سلامة حجازي، والشيخ حسن الأزهري، والتي شكلت وجدان الأجيال التالية..

كذلك مصطفى كامل الذي توفي عن أربعة وثلاثين عامًا، والذي حصل على أعلى الشهادات، وله إنجازات من نضال سياسي ووطني كبير ودفاعه عن حق الشعب في الحرية أمام المحتل البريطاني، كذلك فضله الكبير في إنشاء أول جامعة مصرية (جامعة فؤاد الأول) وغيرها من الإنجازات التي مازلنا ننعم بفوائدها حتى اليوم.. أيضًا سميرة موسى التي توفيت عن عمر خمسة وثلاثين عامًا، وكان لها اكتشافات علمية عظيمة في مجال الذرة والطاقة النووية.

وغيرهم كثيرون ممن يذكر التاريخ إسهاماتهم كجان دارك التي ماتت في التاسعة عشرة، وفان جوخ في السابعة والثلاثين، أما الإسكندر الأكبر فتوفي في الثالثة والثلاثين.

أما نحن فماذا ننتظر؟ تخطينا الأربعين ومازلنا بلا أي إسهام حقيقي ربما لأننا بشر عاديون فقدر العظماء أن يرحلوا مبكرًا، تلك ليست دعوة للتشاؤم؛ وإنما نظرة حقيقية على مدى أهميتنا في الحياة، وتساؤل يلح كثيرًا على بالي: ماذا قدمنا للمجتمع؟ ربما هو أمر ليس بجديد، فطبيعة الشباب عندما يكون في مقتبل العمر أن يكون متحمسًا للتغيير أو للإسهام في تطوير المجتمع إن لم يكن خدمة للبشرية جمعاء.

السؤال هنا: وهل مازلنا في تلك المرحلة؟ والإجابة أكيد لا، لكن طبيعة تلك المرحلة (الأربعينيات) أن نتوقف للتأمل فيما مضى وعمل بعض الحسابات لما هو آتٍ .

وبحسبة بسيطة نقدم لأنفسنا قبل غيرنا كشف حساب، كيف مرت سنوات الشباب وحماستها دون أن أقدم شيئًا حقيقيًا ملموسًا للمجتمع؟ كيف مرت السنوات ونحن مشغولون بوظيفة أو أسرة وبناء حياة شخصية إلى حد كبير، بينما كثير ممن سبقونا والذي ذكرت بعض منهم في المقدمة أمضوا حياتهم القصيرة لعمل شيء مختلف مازالت المجتمعات تذكرها.

ألا نشعر بشيء من الخجل! أي إسهام قدمناه مهما كان بسيطًا؟!!

مرة أخرى لا أتباكى هنا على اللبن المسكوب؛ وإنما أحاول إحياء روح اندثرت بفعل تقدم السن قبل أن تتسرب السنوات الباقية من عمرنا ونحن نشاهد برامج "التوك شو"، أو نتابع "الفيس بوك" و"توتير".. فلننفض الغبار الذي تساقط علينا بفعل الزمن والظروف، فلنتذكر أن ضيق الوقت سمح لعظماء أن يحققوا المستحيل، وأن الرغبة الحقيقية في إحداث تغيير تستطيع "مع استدعاء لبعض من حماسات الشباب" أن تكون مفتاحًا لغد أفضل!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: