صدر حديثًا للدكتور محمد حسن عبد الله أستاذ النقد الأدبي بكلية دار العلوم - جامعة الفيوم، كتاب جديد، بعنوان "إبراهيم طوقان : حياته ودراسة فنية في شعره"، صادر عن مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، ويقع الكتاب في 319 صفحة من القطع المتوسطة .
موضوعات مقترحة
وعن كتابه، قال الدكتور محمد حسن عبد الله : " لم أكن أعرف عن هذا الشاعر (الفلسطيني) إلا أنه – تقريبا- صاحب قصيدة مرتجلة مبتذلة عن شهر مايو والنساء الجميلات في البيجامات !! وكنت أستكثر وأستنكر أن تكون شهرة هذا الشاعر واقفة عند هذا الحد (الفضائحي)، ولهذا قبلت القيام بالبحث، لعلي أتمكن من تجاوز هذه "المداعبة" الثقيلة التي عصفت بذكراه، وهو الشاعر الوطني الذي قاوم الاحتلال الإنجليزي، وانحيازه لليهود قبل إعلان دولتهم (1948 !" .(
وأشار "عبد الله" أن طوقان من أسرة فلسطينية عريقة (من مدينة نابلس)، وهو الأخ الأكبر، والمعلم لأخته الشاعرة فدوى طوقان، التي طال بها العمر بعد رحيل أخيها في رحيق الشباب، كما كان طوقان مثقفًا، تخرج في الجامعة الأمريكية ببيروت، ومارس التدريس، واتجه إلى الإعلام، حتى أصبح مديرًا لإذاعة فلسطين العربية من القدس، وفي تلك المرحلة وجدت القصيدة (الفضائحية) في درج مكتبه، وكان غائبًا في إجازة عارضة، ومن ثم راج الزعم بأنه صانعها، فكان هذا سببًا في عزله من منصبه، مما أثر في حالته النفسية، ولم تطل حياته بعدها .
وأضاف : "وبالطبع لم يكن هذا شاغلي في البحث، فأنا لست منجذبًا إلى الفضائح والغرائب، حتى وإن أغرت قطاعًا من قراء الفن، أما دراستي فقامت على التعريف بالإطار العام لتجربته الشعرية، مع رعاية لشعره الوطني المقاوم لأنواع العسف التي أنزلها الإنجليز بأهل فلسطين، بقصد التضييق عليهم، ودفعهم إلى الهجرة" .
تضم الدراسة فصولًا عن : الشاعر الثائر – الشاعر العاشق، ثم رعت الدراسة ما تميز به شعره من جماليات : في مستوى البنية الصوتية وما يلاحقها من ظاهرة التكرار - وأنساق القوافي واختياراتها الصوتية - والمعجم القرآني ؛ إذ استعان شاعرنا باقتباسات (مفردات وتراكيب) قرآنية تتجاوز الحد المتوقع والمألوف لشعراء عصره – لتنتقل الدراسة من الصور البيانية إلى صورة القصيدة، فنكتشف أن هذا الشاعر قد نظم عدداً غير قليل من القصائد، كل منها في سبعة أبيات تحديداً !! بما يشعر أن له رأياً في الدفقة الشعرية، وربما في مفهوم القصيدة بذاته، وإن كتب عدداً من المطولات .
وفي ختام الدراسة كشف دكتور محمد حسن عبد الله عن رسالة إبراهيم طوقان الإعلامية، وكيف أصبح رئيسًا لإذاعة القدس، وأنه شحن برامجها بإيقاظ الوعي القومي، وتحبيذ المواجهة على المسالمة أو الهرب، مما أثار القوى الصهيونية التي دفعت السلطة الإنجليزية إلى تدبير مكيدة عزله عن الإذاعة، بعد أن كان قد شق طريقاً لهذه الإذاعة، يصعب أن تحيد عنه بما أثار من قضايا ومواقف وطنية وقومية نادرة .
غلاف الكتاب