لا يخلو شارع في مصر حاليًا من الكلاب الضالة التي تزايدت أعدادها بشكل ملفت، وضلوعها في مهاجمة مئات الآلاف من المواطنين وعقرهم ليصل إجمالي ضحايا العقر سنويًا إلى نحو 400 ألف شخص.
موضوعات مقترحة
وقدر تقرير حديث لجمعية الرفق بالحيوان عدد الكلاب الضالة بالشوارع حيث بلغ نحو 15 مليونًا، مما جعلها تقترب من أعداد رءوس الماشية البالغة نحو 19 مليون رأس، الأمر الذي جعل البعض يفكر في كيفية التخلص، أو الاستفادة منها.
ومنذ أيام قليلة، أعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، في تقرير لها كشف خطورة انتشار هذه الكلاب في الشوارع دون ضابط أو رابط، حيث أشارت إلى أن إجمالي عدد حالات العقر الآدمية من الكلاب والحيوانات الضالة العام الماضي بلغ 398 ألف حالة، مضيفة أن إجمالي عدد حالات الإصابة الآدمية التي انتهت بالوفاة بلغ 65 حالة إصابة انتهت بالوفاة.
وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد حالات العقر الآدمية بسبب الكلاب الضالة خلال الأربعة أعوام الماضية ليصل إلى مليون و392 ألف حالة، بإجمالي 231 حالة وفاة خلال الفترة من 2014 حتى 2017.
وأوضح أن إجمالي حالات العقر في 2014 بلغ 300 ألف حالة، ارتفعت إلى 324 ألفا في 2015، زادت إلى 370 ألفا عام 2016، حتى بلغت 398 ألف حالة العام الماضي.
ولفت التقرير إلى الارتفاع المتواصل في عدد حالات الوفيات بسبب الإصابات بالعقر بمعدل متغير، حيث بلغ عدد حالات الإصابات المنتهية بالوفاة 52 حالة عام 2014، ارتفعت إلى 55 حالة وفاة عام 2015، ثم واصلت الارتفاع في 2016 لتبلغ 59 حالة، بينما بلغت العام الماضي 65 حالة وفاة بسبب عقر الكلاب.
في هذا التحقيق نتناول أسباب تزايد أعداد الكلاب الضالة في الشوارع والأزقة، وما هي طرق التخلص منها، وكيف يمكن الاستفادة منها، في حالة عدم قتلها.
أعداد كبيرة
ويكشف الدكتور أشرف إسماعيل، مدير الطب البيطري بالجيزة لـ"بوابة الأهرام": أن موسم الربيع هو موسم التكاثر عند الكلاب، لافتًا إلى أنه في السابق كان يتم التعامل مع تلك الكلاب بقتلها بالرصاص الخرطوش، بالتعاون مع الشرطة المدنية، مؤكدًا أنه في الوقت الحالي يتم قتلها بسم الستراكنين.
ويوضح إسماعيل، أنه هناك 400 ألف حالة عقر سنويًا، مشيرًا إلى أنه يتم استقبال عشرات الشكاوى يوميًا عن طريق الخط الساخن ومواقع التواصل الاجتماعي ونقوم بالتعامل الفوري معها.
لحوم الكلاب
وفي السياق ذاته ترجع الدكتورة شيرين ذكى عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين لـ"بوابة الأهرام": أسباب زيادة أعداد الكلاب الضالة بشكل كبير إلى الزحف العمراني والتجمعات السكنية الجديدة المتاخمة للمناطق الجبلية، والتي هي في الأساس مأوى لهذه الكلاب، مما جعل تواجدها في قلب المساكن.
وتشير ذكي إلى أن الحل للقضاء على هذه الظاهرة، يكمن في دور منظمات المجتمع المدني وجمعيات الرفق بالحيوان الدولية المعترف بها والتي عرضت أكثر من مرة توفير مصل " السعار" على أن تتحمل 80% من سعره بالتعاون مع الحكومة المصرية، مشددة على أنها ضد عمليات السم العشوائية لتلك الكلاب بسم "الستراكنين" حيث أنه يتسبب في خلل بيئي نظرًا لخطورته.
وتقترح ذكى أيضا إمكانية اللجوء لعمليات إخصاء الكلاب حتى لا تستطيع الإنجاب مرة أخرى ولكنها مكلفة مشيرة الاحتياج إلى الدعم المستمر من المنظمات المهتمة بهذا الشأن، وتخصيص مستعمرات للحيوانات في أطراف مترامية أسوة ببعض الدول الأجنبية.
كانت ذكي قد اقترحت مسبقًا على وزارة الزراعة، أن يكون هناك مكان مخصص تُجمع فيه الكلاب الضالة والحمير أيضًا، لذبحها وتقديمها كطعام للحيوانات بحديقة حيوانات الجيزة، والسيرك القومي بدلًا من استيراد كميات كبيرة من أطنان اللحوم من الخارج، ولكن دار الإفتاء كانت قد رفضت هذا المقترح.
القرار الوزاري رقم 53 لسنة 1967، يمنح للهيئة العامة للخدمات البيطرية صك استخدام سم الستراكنين، حتى بعد ثبوت ضرره ويبدوا أنه ليس هناك حل غيره للقضاء على تلك الكلاب الضالة حتى هذا الوقت، حيث تم استيراد ما يعادل 300 كيلو جرام من الهند، ورغم ثبوت ضرره على البيئة.
ويؤكد السيد عوض، مدير مديرية الطب البيطري بالمنوفية، الجهود المبذولة من قبل الدولة للقضاء على هذه الظاهرة، وأنه يتم بحث طرق أخرى دون استخدام السم.
ويلفت إلى أن السبب الرئيسي لزيادة أعداد الكلاب الضالة هو انتشار القمامة بشكل كبير مناشدًا المواطنين بالالتزام بعدم إلقاء المخلفات وأن تكون لها أماكن مخصصة.
خطورة العقر
دينا ذو الفقار الناشطة في مجال حقوق الحيوان، تقول لـ"بوابة الأهرام": إن توعية الأطفال والكبار بحماية أنفسهم من عقر الكلاب، وفي حالة الإصابة كيف يمكنهم التعامل مع حالتهم واللجوء لأقرب مستشفى، وتناول الدواء ضد السعار.
وناشدت ذو الفقار منظمات المجتمع المدني، بالتعاون مع وزارتي الصحة والتربية والتعليم والمجالس المحلية وهيئات الطب البيطري، بأهمية نشر التوعية لتفادي وقوع حوادث عقر للأطفال بالشوارع، والتعامل الرحيم مع هذه الكلاب حتى لا تشعر بالخطر فتهاجمهم.