Close ad

هلاوس امرأة .. ستات مصر

1-3-2018 | 00:04

الست المصرية اللي وقفت في وجه طيور الظلام، ونزلت في طوابير الاستفتاء، والانتخابات، اللي رقصت وغنت مع كل نصر لبلدها، الظهر اللي مسنودة عليه مصر.. سمعت إشاعة إنها خلاص مش ها تنزل تاني بنفس الكثافة تؤيد الرئيس الذي انحاز لها أكثر من أي حاكم مر على هذا البلد، والتفسير أو التبرير، إن السيدات هن أكثر من عانى في الفترة السابقة بسبب زيادة الأسعار.

تلك المعاناة لا يمكن أن نتجاهلها، أو نسطحها، فميزانية الأسرة مكبلة بالمسئوليات والالتزامات والتفاصيل التي لا تنتهي في ظل دخل محدود، وزيادة رهيبة في الأسعار.

لكن الحق يقال، إن المرأة المصرية ليست بهذه السذاجة، وإلا ما كانت ضحت واستماتت من أجل تحرير بلدها على مر التاريخ، وخاصة الحديث منه، فهي تعلم تمامًا أن اختصار الأمر في تلك التفاصيل السطحية هو درب من الخيانة.

كما تعلم أن تلك المعاناة التي تمر بها، ما هي إلا مشرط الطبيب الذي يعالج أمراضًا متأصلة في الجسد، الذي كاد ينهار من شدة الألم، تعلم أيضًا أن ضريبة أي تقدم ليست هينة.

تلك المرأة هي الزوجة، التي قد تستجيب لزوجها حين يطلب منها - أو حتى دون أن يطلب - تقليص المصروفات، من أجل جهاز البنت، أو مشروع الابن، تتنازل عن كيلو لحم في الشهر، أو فاكهة بسيطة، تخفت الإضاءة، وتنسى أي استهلاك شخصي، هي تُقدم على ذلك من أجل المصلحة العامة، من أجل هدف أبعد وأكبر..

بنفس المنطق تقف خلف قائدها تدعمه؛ لأن كلها ثقة أنه يعمل لمصلحتها، ومصلحة أبنائها.

تدرك تمامًا أن في ظل تلك المعاناة، هناك إيجابيات كثيرة تشعر هي بها أكثر من غيرها، لم تعد تقف في طوابير الغاز، لم تعد تخزن الشمع تحسبًا لانقطاع الكهرباء، والأهم، لم تعد تنعى كل يوم ابنًا من أبنائها راح في مراكب الموت، بعد أن زادت فرص العمل.. وغيرها من التفاصيل الحلوة التي يغفلها من يغمض عينيه أمام الغربال.

هي دي الست المصرية الواعية التي لا تستسلم لفكرة أن زعيمها فائز لا محالة؛ بل تلبي نداءه أينما كان، بقلب أم تخاف، وعقل امرأة شعرت عن اقتناع بالأمان لتقول له: "إحنا معاك".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة