لقد تحول "التوك توك" إلى مأساة حقيقية يعاني منها الجميع في الشارع المصري، لست معترضًا على وجوده، وأهميته في بعض المناطق، لكني معترض على عدم تقنين أوضاعه، لا بد من ترخيصه في إدارات المرور، ووضع أرقام عليه، ولايقوده أحد أقل من 18سنة؛ لأنه تحول عند البعض إلى أداة للسرقة والخطف والقتل؛ دون محاسبة أو مساءلة!
وأعتقد أن الكثيرين منا يعرف أن الطفل الذي يقود "التوك توك" لو تم ضبطه يطبق عليه قانون الطفل، وعندئذ تتدخل الخواطر ودموع الأمهات.
وأعتقد أيضًا أن هناك قوانين أشد، وهي المواد 151 مدني أهلي، و213 مدني مختلط، و173 مدني؛ من شأنها تشديد العقوبة على الطفل قائد "التوك توك"؛ لأنها تعاقب ولي أمر الطفل إذا تسبب في أي جريمة بـ"التوك توك" أو السيارة، أو حتى الدراجة البخارية التي يقودها بدون رخصة، إذن عندنا القوانين الرادعة للطفل وولي الأمر؛ لكن تبقى بعض النقاط المهمة:
الأولى: مصادرة كل التكاتك، ولا يتم تسليمها لأصحابها إلا بعد ترخيصها.
الثانية: لايقود "التوك توك" إلا صاحب الرخصة الخاصة.
الثالثة: تحدد وحدات مرور خاصة بـ"التوك توك".
الرابعة: وقف استيراد "التوك توك" وقطع غياره، وخلال خمس سنوات تنتهي أسطورة "التوك توك" باشا؛ الذي أصبح القلة منه مفيد لناس كثيرين؛ أما الأغلبية فتحولت إلى الخطف والسرقة والقتل!
• نحن لا نرفض ولا نعترض على استثمار منطقة ماسبيرو، فهذا مشروع حضاري، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب البسطاء من أبنائها؛ كما أن توفير السكن المناسب، وتقديم التعويضات، والشفافية في التعامل مع هذه الأزمة أمر ضروري، وهناك أطراف رئيسية في هذه المشكلة: المحافظة، وشركة المقاولات، والمستثمرون العرب، والأهالي، والأهالي هم الطرف الأضعف الذي ينبغي أن نوفر لهم الحماية والرعاية، وهذه مسئولية المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء.
• "الفرستق" قرية تابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية؛ لا يوجد بها فرد عاطل؛ بسبب انتشار صناعتين داخل القرية؛ الأولى هي الفخار أو الخزف الصيني، والصناعة الثانية هي البويات ومواد الطلاء؛ حيث نجحت القرية من خلال الإمكانات البسيطة في أن تصدر إنتاجها إلى السوق الأوروبية؛ لتنافس أشهر الماركات العالمية في الصناعتين؛ فضلا عن عدم وجود مقاهي؛ لعدم وجود وقت لدى الشباب للجلوس إليها؛ فالعمل يبدأ في الخامسة فجرًا، ويستمرحتي آخر النهار!
• الرقابة الإدارية تضبط مرتشين في مختلف المواقع، وعلى مختلف المستويات الوظيفية، وكان مؤشر "المشروع الدولي للعدالة"؛ الذي أصدره البنك الدولي - منذ نحو أربع سنوات - قد كشف عن أن نصف المصريين يدفعون الرشوة لإنهاء مصالحهم مع الجهات الحكومية.. والسؤال هو: هل هناك حل لهذه المشكلة الأزلية؟ نعم الحل بيديك ابدأ بنفسك، وتمسك بحقك في الحصول على الخدمة الحكومية كاملة؛ باعتبارها من حقوقك الدستورية كمواطن، وحبذا لو ألمحت للموظف بطريقة ذكية أنك لن تدفع، إذا عمل نفسه أطرش مش سامع، وغبي مش فاهم لاتيأس، وواصل الإلحاح بإصرار حتى يفهمك بوضوح.
• القنوات الفضائية تعرض مسلسلات دخيلة على المجتمع المصري ما بين بلطجة، ومشاهد عارية، واحتساء الخمور، وألفاظ نابية، وصراعات بين رجال الأعمال، وحروبهم التي يتبادلون خلالها إطلاق النار، وتأخذنا بعيدًا عن قيمنا وأخلاقنا، إن أجمل المسلسلات هي التي تتناول أحوالنا ومشكلاتنا وقضايانا.. أين مسلسلات زمان التي كنا نعيش أحداثها وكأننا جزء منها؛ مثل مسلسل "عائلة ونيس"؛ بطولة محمد صبحي، والذي كان يبث المفاهيم الأخلاقية مثل الصدق، والأمانة، والتواضع، والإخلاص، واحترام الصغير للكبير، وعطف الكبار على الصغار من خلال المشاهد التمثيلية المختلفة؛ فمتي نعود إلى تقديم مسلسلات العائلة المصرية الحقيقية مرة أخرى؟!
• مازلت أؤمن بأن المقاومة يجب أن تستمر ضد كل الظواهر السلبية في حياتنا، وأن الاستسلام للقبح والرداءة والإهمال وتردي الأداء، وكل مايصيب النفس باليأس والإحباط هو نوع من المشاركة في استمرار هذه الظواهر، والمقاومة الإيجابية هي التي ترصد الأخطاء سعيًا لتصحيحها، وتقدم البدائل التي يمكن تنفيذها لإرساء تغيير هنا، أو هناك، يسهم في الوصول لأفضل مما هو موجود الآن؛ لأنها لا تؤمن بمقولة: "ليس في الإمكان أبدع مما كان" التي يركن إليها دائمًا الكسالى والخائفون، لا تقلقوا من مقاومة القبح، ولاتخافوا من العودة "كما كنت"، ولا تفلتوا أبدًا خيط الأمل الذي تتعلقون به، فقد يفلح يومًا في التغيير للأفضل.
• يارب ساعدني على أن أتطلع دائمًا إلى الناحية الأخرى من الصورة؛ حتى لا أرى محاسن نفسي وعيوب غيري، وإنما أعرف أيضًا عيوب نفسي ومحاسن غيري!