Close ad

المسرح القومي.. تحت حصار الباعة!

3-2-2018 | 00:50

المشهد صادم.. فإن ذهبت لحضور عرض من عروض المسرح القومي، تحتاج إلى خريطة تستدل بها على أبوابه التي ازدحم حولها وحاصرها الباعة؛ مصريون وسودانيون من كل اتجاه، فأمام الباب الرئيسي للمسرح بناء هرمي من حقائب السفر، وفي الطرقات والممرات باعة لكل أنواع الملابس، وإكسسوارات المحمول، والأحزمة، وغيرها من الأشياء التي، اكتظ بها المكان ليتحول الى سوق.

قال مدير المسرح القومي يوسف إسماعيل، إنهم فشلوا فى إيجاد حلول لهم.. بل الأدهى من ذلك هو أن محافظة القاهرة التي يقع المسرح فى حزامها تفرض مبلغًا إعلانيًا على كل لوحة تعلق فوق أو بجانب المسرح؛ حتى وإن كانت بداخل محيطه، ويدفع لها المسرح القومي 60 جنيهًا في الشهر.

المسرح القومي الذي استقبل العرض المسرحي "اضحك لما تموت" للمؤلف لينين الرملي، والمخرج عصام السيد، وبطولة نبيل الحلفاوي ومحمود الجندي وسلوى عثمان، وإيمان إمام وتامر الكاشف وزكريا معروف وحمدي حسن.. هو القلعة الأولى لفن المسرح المصري، ومنه تخرج عمالقة هذا الفن الراقي، ومنه خرجت أعمال تظل علامات خالدة في تاريخ المسرح، وتعلم منه أساتذة نشروا هذا الفن في العالم العربي.. فقد تم تأسيسه بأمر من الخديو إسماعيل عام 1869.

ويعد المسرح القومي من العلامات الثقافية المصرية منذ بدأ نشاطه في الخمسينيات، وقدم روائع المسرح العالمي ثم أعيد افتتاحه عام 1986.

وعاش فنانو المسرح حالة حزن كبيرة في عام 2008 عندما تعرض للحريق، وأعيد ترميمه، ولكن هل يستحق هذا المكان المهم والذي يتحدث عنه متابعو الفن العريق في العالم العربي كقلعة للفنون ما هو عليه حاليًا، من إهمال يحيط به، هو يشهد حالة تنظيمية واهتمامًا من الداخل، لكن المشهد من الخارج وحول جدرانه مذر.. فكيف يصيح فنان مثل نبيل الحلفاوي أو محمود الجندي بمفردات عمل فني مثل "اضحك لما تموت" وفي الخارج يصيح على أبوابه بائع "شنط للبيع"؟!

المسرح القومي يحتاج إلى إعادة نظر من وزيرة الثقافة، التي شهد لها الجميع بموقفها الأخير، والذي أنقذت فيه العرض المسرحي الحالي "اضحك لما تموت" من أن "يموت"؛ حيث كانت إحدى شركات المقاولات المسئولة عن تشغيل المكيفات وإطفاء الحريق وغيرها من الصيانة، قد سحبت عمالها لوجود مديونيات متبقية على هيئة المسرح لم تسدد منذ بدء مراحل الترميم.. وبعد شهرين من البروفات توقف العرض وأصيبوا الجميع بصدمة، حتى تدخلت الدكتورة إيناس عبدالدايم؛ لتحل الأزمة بطريقتها مع الشركة، وتعيد البهجة والتفاؤل للجميع، ويعود العرض للنور الخميس الماضي.. يمكن للدكتورة إيناس عبدالدايم بحكم مواقفها ورؤيتها كرئيسة سابقة للأوبرا أن تولي اهتمامًا أكبر بالمسرح القومي، وأن تجري اتصالاتها بمحافظ القاهرة؛ لمحاولة فك حصار الباعة من على أبوابه.. حتى يصبح للثقافة والمسرح القومي واجهة أفضل من تلك التي هو عليها حاليًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة