Close ad

هلاوس امرأة.. "الإحساس نعمة"

4-1-2018 | 00:14

"لما تكبري هتتعبي في حياتك"، سمعت تلك العبارة مرتين في حياتي، أول مرة من مدرس الرياضيات بالصف الأول الثانوي، والثانية من معيد مادة الاقتصاد في سنة أولى جامعة، كان السبب وراء نفس التعليق هو الحساسية المفرطة لديّ، لم أهتم كثيرًا بل ولم أتذكر حتى تلك التعليقات إلا عندما كبرت بالفعل وأدركت معنى كلمة أبي الشهيرة "في كلام بيوجع أكثر من الضرب"، نعم هناك كلام بسيط وتصرفات عابرة قد تؤلم الآخرين، خاصة ممن يعانون من هذا الداء.

الحقيقة إن المحيطين بأمثالي من أصحاب تلك الحساسية يمتعضون ويشتكون ويتأففون - إن جاز التعبير - من هذا العيب "الفظيع"، لكنهم لا يدركون حقيقة أن هذا الداء فيه ميزة كبيرة لهم؛ بالإضافة إلى كونه مؤلما جدًا لأصحابه أكثر مما يتصورون.

الميزة بالنسبة لهم تتمثل في إن الحساسية ليست مجرد شعور، بل هي أسلوب تعامل؛ حيث يحرص دائمًا أصحابه على مراعاة شعور الآخرين، والتفكير دومًا قبل أي تصرف وكأنهم بالفعل "بيحسسوا" على الآخر لربما يشعر بضيق أو إحراج أو أي شعور سلبي، وإن حدث ذلك بالفعل أو تصوروا هم خطأ أن ذلك حدث تتفاقم الحساسية، وربما تحولت إلى شعور بالذنب وتأنيب الضمير.

وللأسف الشديد فإن هذا الداء مثل الأمراض المزمنة؛ كالسكر والضغط، فقد استشرت أطباءً ومتخصصين - في مجالات متعلقة بالسلوك البشري - عن طريقة للتخلص منه، وكان دائمًا الرد متشابهًا؛ وهو أن الانفعالات يمكن التدرب تدريجيًا على التحكم فيها مثل العصبية، أما الحساسية المفرطة تعد شعورًا لا يمكن التحكم فيه، أو تغييره، خاصة لدى كبار السن، أو من تجاوزوا شوطًا كبيرًا من سنوات العمر.

عذرًا لكل من لا يطيق التعامل مع أصحاب الحساسية المفرطة، ارحلوا أو تراجعوا أو تفهموا وتأكدوا أن الإحساس نعمة..

أما أنا فأتذكر هنا مقولة الفنان فؤاد المهندس في فيلمه الشهير سفاح النساء "بلاش الطقية عندي حساسية"!! وأقول بلاش أنانية عندي حساسية!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة