قرن وربع القرن مضى على مولد "الست" ومازالت على القمة، فهي لا تحتاج لمسمى ليتذكرها أي مواطن عربي، ولا تحتاج لمن يكتب عنها سطورًا حفرتها على صخور الذاكرة، بمواقفها قبل أغانيها، بحبها للوطن قبل صوتها الأوبرالي النادر.. إنها أم كلثوم وكفى.
موضوعات مقترحة
مضى 120 عامًا، ولكن لم تمض الذكريات، كما لم تمض صورتها إلى طَي النسيان، وذلك بعد أن اكتملت الأسطورة، لتتناقلها الأجيال كما هي طاقة نور للفن والفنان كما يجب أن يكون.
الأمثله كثيرة ومتنوعة عن عظمة الست علي أي مستوي قد يتهادى علي البال والخاطر، علي المستوي العربي والعالمي أيضًا، فمن لا يتذكر رحلتها الوحيدة إلي باريس وحفلتها التاريخية علي مسرح الأوليمبيا التي تخطت بها جميع مطربي العالم، من حيث الحضور الجماهيري، والأجر الفني الذي كان موجه لتدعيم الجيش المصري بعد حرب النكسة بأيام قليلة.
الحبيب بورقيبة يصافح ام كلثوم . إلهة الفن المصري أم كلثوم:
ففي قلب باريس مساء منتصف شهر نوفمبر من عام 1967، حدث ما لم يتوقعه الفرنسيون، من إقبال جماهيري حاشد من جميع الدول الأوروبية أمام مسرح الحفل وعلي مدار أربعة أيام متتالية من أجل الحصول علي مقعد داخل صالة الحفل، وداخل ذلك الحشد كان يقف ثري عربي يعرض 50 ألف فرانك للحصول علي مقعد في الصف الأول، وعندما لم يجد مكانًا أشهر سلاحه أمام شباك التذاكر ليحصل علي ما يريد، وكان له ذلك بعد تدخل مدير المسرح، والذي بدوره لم يكن يستوعب معنى أن تغني الست علي أكبر مسارح أوروبا، وكيف أنها حصلت على أعلي أجر مطرب وقف علي خشبة مسرح الأوليمبيا، ولكنه لم يكن يعرف أن حماس الست وطلبها لهذا الأجر المرتفع لن تتقاضى منه مليمًا هي وفرقتها الموسيقية وأن جميع مدخرات الحفلة ستوجه للمجهود الحربي، وذلك جعلها تطلب من جميع أعضاء فرقتها عدم شراء شيء من فرنسا وانتظار العودة إلي الوطن.
وفِي تلك الحفلة غنت أم كلثوم ثلاثيتها الشهيرة، حيث بدأت بعد ربع ساعة من التصفيق المتواصل بموسيقى أغنية "أنت عمري"، وبدأت في غناء كلماتها بعد أن هدأت القاعة، وكانت أغنيتها التالية "الأطلال"، وانتهت الحفل بأغنية "بعيد عنك" بعد أربع ساعات من الإبداع.
حسن الحفناوى فى منزله . وبعد الحفل كانت الست تطلب العودة للوطن سريعًا، ولكن الاحتفاء الفرنسي وحفلات الترحيب التي أقيمت علي شرف حضورها استمرت لمدة أسبوع كامل، مما جعل الرئيس الفرنسي التاريخي شارل ديجول يوجه لها خطاب تحية وترحيب، لتتهافت الصحافة الفرنسية علي تقديمها خصوصًا أنها حققت لمسرح الأوليمبيا أكبر دخل في تاريخه الطويل قبل ظهورها عليه، وكتبت عنها الصحيفة الأولي في فرنسا لوموند قائلة: "عندما تشدو إلهة الفن المصري أم كلثوم تهتز الرءوس من شدة النشوة، كما تهتز جريد النخيل علي ضفاف النيل"، وكان أفضل عنوان في الصحافة الفرنسية ذلك الوقت هو "أم كلثوم أغنية العرب العميقة".
أم كلثوم على غلاف احد الكتب . يا ليلة العيد:
هذا موقف واحد من مئات المواقف التي تظهر عظمة الست الفريدة والمتفردة، التي قدمت فنها على مدار نصف قرن، واستمرت على القمة بعد رحيلها بما يقارب القرن من الزمان، فمن منا لم يغن معها ولها "يا ليلة العيد وحشتينا"، ومن منا لم يستمع إلي "يا صباح الخير ياللي معانا"، ومن من لم يسرح مع "ودارت الأيام"، والأمثلة لا تتوقف مع رصيد يبلغ الألف أغنية المسجل منها والمعروف حتى الآن يبلغ 300 أغنية كما ذكر الدكتور فيكتور سحاب في كتابه القيّم " السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة" استنادًا إلى فهرس خليل المصري ومحمود كامل ويجمل المسرد 300 أغنية على وجه التقريب، مع أن بعض مصادر الإنترنت تقترب من 420 أغنية.
جنازة ام كلثوم فى ميدان التحرير . سطور وتاريخ:
- مولد أم كلثوم في 30 ديسمبر 1898، بقرية طماي الزهايرة بميت غمر.
- والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي كان مؤذن القرية، وقدمها في سن صغيرة لتقرأ القرآن الكريم والموشحات الدينية، بزي المشايخ من جلباب وعقال.
- اكتشفها زكريا أحمد وأبو العلا محمد عندما سمعوا صوتها في مدينة السنبلاوين.
- أول أجر لها بلغ 3 جنيهات في حفل الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا.
- أعلى أجر لها 14 ألف جنيه إسترليني في حفل مسرح الأوليمبيا بباريس.
- استقرت في القاهرة وتنازلت عن لَبْس العقال من عام 1921
- أول تخت موسيقي كان تابع لها بقيادة محمد القصبجي كان عام 1924.
-أحمد رامي أول من أحب أم كلثوم وأكثر من كتب لها الأغاني برصيد يتعدى الـ 110 أغانٍ.
- رياض السنباطي أكثر من لحن لها وذلك علي مدار 40 عامًا متواصلة
-منعت من الغناء بالإذاعة في عام الثورة، وعندما علم الزعيم جمال عبد الناصر زارها في المنزل وألغي المنع.
- تزوجت أم كلثوم من أحد أطبائها المشهورين في ذلك الوقت وهو الدكتور حسن الحفناوي واستمر الزواج حتي وفاتها.
- التهاب الكلى أول مرض يصيب الست ويجعلها تذهب إلى لندن للعلاج.
- في 3 فبراير من عام 1975 اندمجت إذاعات البرنامج العام والشرق الأوسط وصوت العرب لتعلن عن وفاة سيدة الغناء أم كلثوم.
- وصفت جنازتها بأنها بين أعظم جنازات زعماء العالم حيث شيعها لمثواها الأخير نحو 5 مليون شخص.
- تم إنشاء متحف خاص لها يحمل اسمها ويضم مقتنياتها وأوسمتها بمنطقة المنيل.
- الأوسمة.. حصلت علي قلادة النيل من الرئيس جمال عبد الناصر، ووسام الأرز الوطنى من لبنان من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق السورى، ودرع الكفاءة الفكرية من المغرب، ودرع الامتياز من باكستان، ووسام نقابة الموسيقيين اللبنانيين، ونوط الجمهورية التونسية، ووقلادة الاستحقاق من مصر، وميدالية أسبوع تسليح القوات المسلحة المصرية سنة 1955، وتم إهداؤها مفتاح مدينة طنطا.
أم كلثوم وعبد الوهاب يتسلمان وسام الاستحقاق السوري
ام كلثوم فى صورة فردية .