Close ad

استفتاءات "الأفضل" لا تذهب إلى "الأفضل"!

23-12-2017 | 00:09

هل نحن بحاجة لتقييم أعمالنا الفنية نهاية كل عام؟! هل هناك حاجة لأن نحتفل بالأفضل، ونلقي باللوم على من نصفهم عنوة بالأسوأ؟!

هى ظاهرة، لا أعرف من اخترعها، ولا متى انتشرت لتتحول إلى مرض يصيب قطاعات كثيرة فى الإعلام، ومنها ما تحول إلى بيزنس، فتتصارع - "بالصاد" - معظم الفضائيات، وبعض وسائل الإعلام على تكريم نجوم يقال إنهم فازوا في استفتاءاتهم، وحصلوا على ألقاب، الأفضل عن أعمال عام 2017.. مع أن أسوأ ما في هذه الظاهرة هو إهدار حقوق ومجهود آخرين اجتهدوا، وقد تكون تجاربهم هي من وجهة نظر آخرين الأفضل، وحسب وجهات نظر وتقييمات وحسابات قد تكون بعيدة كل البعد عن الموضوعية، لكنهم تم إقصاؤهم، فلماذا نمنح فنانة لقب نجمة العام، برغم أن مسلسلها لم يحقق أي نسب مشاهدة.

ولماذا نختصر لقب أفضل ممثل في أحد النجوم، برغم أن عشرات من الممثلين كانوا في قائمة الأفضل؟! فالتمثيل ليس مبني على حسابات رقمية، والموهبة قد تتجلى في مشاهد معدودة، أو حتى مشهد واحد، وأذكر أن مشهدًا واحدًا قدمه الفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة فى فيلم "أرض الخوف" مع النجم أحمد زكي، وكان أبوزهرة قد مثل المشهد أمام أحمد زكي، وهو يعلم مدى موهبته فتجلى فيه، وحصل به على لقب أفضل ممثل.

فى عام 2017 قدمت السينما أكثر من 40 فيلمًا، منها مثلا خمسة أفلام يستحق من شاركوا فيها أن يكونوا الأفضل، فمثلا يمكن أن يمنح محمد سعد لقب أفضل ممثل لسبب واحد، أنه خرج من عباءة اللمبي في "الكنز".

ويمكن أن نمنح أحمد السقا اللقب؛ لأنه أبدع في "هروب اضطراري" وفي الفيلم نفسه تجلى فتحي عبدالوهاب برغم قصر دوره، وغادة عادل في الفيلم نفسه كانت مبهرة.

ويمكن أن نمنح أحمد عز اللقب؛ لأنه قدم دورًا مهمًا في فيلم "الخلية".. وكذلك ماجد الكدواني في فيلمي "الأصليين" و"شيخ جاكسون" كان رائعًا، وفي آخر أفلام العام أبدعت شيرين رضا في فيلم "فوتوكوبي"، وكذلك هبة علي  في فيلم "أخضر يابس"..

لماذا نختصر مجهود آخرين، لأسباب خاصة وحسابات غلاف العدد، والأكثر جماهيرية، وحكايات تفسد على من قدم مجهودًا وفرح به فى عمله الفني فرحته، ففي الدراما برغم يقيني بأن ياسر جلال هو بالفعل ظاهرة عام 2017، وأنه كان من أفضل من قدموا دورًا مهمًا ويستحق لقب الأفضل.

 لكن لا يمكن أن نغفل، أهمية فنانين قدموا أدوارًا رائعة مثل خالد النبوي في واحة الغروب ـ وظافر العابدين في مسلسل "حلاوة الدنيا"، ويوسف الشريف، في "كفر دلهاب"، وطارق لطفي في "الطوفان"، وإياد نصار في "هذا المساء".. ومنة شلبي في "واحة الغروب"، وهند صبري" في "حلاوة الدنيا".

 وأسماء أخرى تستحق أن تمنح ألقاب تميز، ظلمت بسبب الحسابات الخاطئة التي تعتمد في كثير من الأحيان على أمزجة بعض من يقومون بهذه الاستفتاءات.. لأنه لا يمكن وصف ممثل واحد، أو ممثلة بالأفضل بين 200 ممثل وممثلة شاركوا فى 38 مسلسلا، أو 40 فيلمًا.

 فلنرحم من اجتهدوا ولا نفسد عليهم فرحتم باجتهادهم، ونختصر عامًا كاملًا في شخص واحد!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة