أسبوع حزين آخر يمر علينا ضمن عام الأحزان (2017م) بسبب ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما أحجم عنه عدد لا بأس به من الرؤساء الأمريكان السابقين لترامب.
وهو حسب ماقاله إنه لم يعد يليق أن يظل القرار الأمريكي الصادر من الكونجرس عام 1995 م، والذي ينص بشكل واضح على أن على الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. وتعلمون بالتأكيد ردود الأفعال على ما فعله ترامب.
ولكن ما استوقفني حدثان متباعدان حول الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل الأولى هي تغريدة على تويتر صاحبها الدبلوماسي الأمريكي من أصل كوبي والمدير الحالي لقناة الحرة الأمريكية ( ألبروتو فرنانديز ) والتي سخر فيها من العرب فور إعلان دونالد ترامب القرار بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، والذي أثار موجة من الاستنكار الدولية والعربية.
في تغريدة له على تويتر سخر مدير قناة الحرة من العرب كل العرب وهدد الدول العربية ولوح بقطع المساعدات وتجميد الأموال حتي يرضخ العرب للقرار الأمريكي أو الترامبي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس رغم أن ذلك مخالفة صارخة للقانون الدولي، الذي أكد في أكثر من قرار أن القدس أراضٍ محتلة ولا يجوز اتخاذ أي قرارات فردية يخصها.
وفرنانديز دبلوماسي أمريكي من أصل كوبي ومعروف عنه تأييده المطلق لإسرائيل ويتكلم العربية بطلاقه وكان ناطقا باسم الخارجية الأمريكية ومحللا سياسيا وشغل عددا كبيرا من المناصب الدبلوماسية في دول عربية عدة.. وبعد تقاعده شغل منصب نائب رئيس منظمة ميمري الصهيونية التي تشوه العرب أمام الرأي العام والكونجرس الأمريكي.. وهو ما يعني أن هذا الرجل لا يجب أن يكون رئيس قناة أمريكية ناطقة باللغة العربية وموجهة إلى الدول العربية وتمولها الخارجية الأمريكية عقب الغزو الأمريكي للعراق، وبداية تنفيذ المخطط الأمريكي الواضح، والذي يتلخص فيما قاله رئيس سابق للمخابرات الأمريكية سي آي إيه ( أن علينا أن نصنع للعالم العربي والإسلامي إسلامًا يناسبنا ويحقق أهدافنا..) ماعلينا هذه قصة أخرى.. المهم أن تغريدة فرنانديز رئيس قناة الحرة الأمريكية أسقطت ورقة التوت عن قناة "الحُرة" المزعومة، وعلى الخارجية الأمريكية تغيير اسمها من (قناة الحُرة ) لأي اسم آخر لا علاقة له بالحرية، ولا داعي لأن يتشدقوا بالحرية والديمقراطية بعد الآن.
وعلى الجانب الآخر ومن قلب الكنيست الإسرائيلي أعجبتني بطولة (أحمد الطيبي) النائب العربي بالكنيست عن القائمة العربية المشتركة، عندما وقف في قلب الكنيست الإسرائيلي وقال عن قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، موجهًا كلامه إلى نواب الكنيست الإسرائيليين ما نصه: (أعلم أن ما سأقوله سيوجعكم.. إذا سألتم أي طفل فلسطيني عن القدس سيقول لكم إنها عربية فلسطينية، ولذلك مافعله ترامب هو اغتيال لعملية السلام، بعد أن كانت عملية سلام كاذبة وموجهة ولا حاجة للاستمرار فيها أو المضي بها قدما بعد ذلك.. ترامب رئيس مغامر يخاطر بنا وبالقدس بسبب وعود انتخابية مهووسة وأكمل الطيبي قوله إن القدس عربية من قبل وجود الولايات المتحدة الأمريكية ومن قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن بعده.. وأكد النائب أحمد الطيبي، أن القدس هي دُرة التاج بمساجدها، بكنائسها، بأقصاها، وبقيامتها، بصلاح الدين الأيوبي وبشارع صلاح الدين وباب الأسباط وبالبلدة القديمة عربية وستبقى عربية من قبل ترامب وبعده.. والتاريخ دليل على ذلك، فبعد الحملات الصليبية والتي استمرت 91 عامًا وأدت الى إغلاق المسجد الأقصى طوال هذه المدة.. رحلت الحملات الصليبية وبقيت القدس وبقي المسجد الأقصى ).
أما عن الموقف المصري فكان حاسما وسريعًا ورافضًا للقرار وكل الآثار المترتبة عليه، وحذرت مصر من تأثير القرار على مستقبل عملية السلام وتسوية النزاع العربي - الإسرائيلي.. وأدى إلى غضب عربي ورفضته فرنسا على لسان رئيسها ماكرون بأنه قرار فردي غير مُلزم لنا ولن نعترف به.. والأمين العام للأمم المتحدة رفضه وقال: لا بديل عن حل الدولتين والأزهر كان موقفه واضحًا يرفض العبث بعروبة القدس وهويتها الفلسطينية.. والله المستعان