Close ad

ردًا للجميل.. الجزائر تطلق اسم محمد فوزي على المعهد الوطني العالي للموسيقى

26-11-2017 | 00:54
ردًا للجميل الجزائر تطلق اسم محمد فوزي على المعهد الوطني العالي للموسيقىمحمد فوزي
كمال مراد

لم يجد الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، اسمًا أهم من اسم الفنان المصري محمد فوزي، بالنسبة للشعب الجزائري، ليطلقه علي المعهد الوطني العالي للموسيقي بالعاصمة الجزائرية، كنوع من رد الجميل للفنان، الذي أهدى اللحن هدية لشعب الجزائر.

موضوعات مقترحة

وتقديراً لدور الفنان المصري، الذي لحن النشيد الوطني الجزائري "قسماً"، في فترة حرجة من تاريخ الجزائر، التي كانت تكافح لنيل الاستقلال، من الاحتلال الفرنسي، بدعم عربي ومصري لثورة الجزائر، بالمال والسلاح والسياسة، والفن الذي ألهب مشاعر الثوار.

ليمثل الفن قوة مصر الناعمة، التي دفعت بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ثمن مناصرتها لثورة الجزائر، باشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي علي مصر.

بدأت قصة النشيد الوطني الجزائر عام 1956، عندما طلب عبان رمضان، أحد قادة الثورة الجزائرية، من الشاعر مفدي زكريا، كتابة نشيد وطني، يعبر عن ثورة الجزائر.

وخلال يومين فقط تم تجهيز ناشيد "قسماً بالنازلات الماحقات"، وتم نقله للقاهرة لتلحينه بشكل قوي، وتبرع الفنان محمد فوزي، بتلحين النشيد هدية للشعب الجزائري، التي اقتنعت به جبهة التحرير، واعتبرته لحنا قوياً في مستوي كلمات النشيد.

المتصفح لحياة الفنان محمد فوزي، يجدها تشبه موسيقاه، عذبة وجميلة في بعض الأحيان، عندما نجح في صعود سلم المجد، ليتربع علي عرش السينما الغنائية والاستعراضية، طيلة سنوات الأربعينيات والخمسينيات، وصاخبة في بعض الأوقات الأخرى، لاسيما في بدايتها ونهايتها.

ولد الموسيقار الراحل، في قرية كفر أبو جندي، التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وهو الابن 21 من أصل 25 ولداً وبنتاً، منهم المطربة الراحلة هدي سلطان وهند علام.

حصل على الابتدائية من مدرسة طنطا، في عام 1931، ومنذ أن كان طفلاً صغيراً، كانت لديه ميول فنية، دفعت صديق والده محمد الخربتلي، لاصطحابه للغناء في الموالد والأفراح، ليتأثر خلال هذه الفترة، بأغاني عملاقة الفن المصري، محمد عبدالوهاب، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم.

التحق محمد فوزي، بعد نيل الشهادة الإعدادية، بمعهد فؤاد الأول للموسيقي في القاهرة، ولكنه بعد مرور عامين علي دراسته ترك المعهد، للعمل في ملهي الشقيقتين، رتيبة وإنصاف رشدي، قبل أن ينتقل للعمل في ملهي بديعة مصابني، ليتعرف خلال هذه الفترة، علي فريد الأطرش ومحمد عبدالمطلب، ومحمود الشريف، الذي ارتبطوا بصداقة قوية.

تقدم الفنان الشاب وقتها، الذي كان في العشرينيات من عمره، لامتحان الإذاعة كمطرب وملحن، أسوة بفريد الأطرش الذي سبقه إلي ذلك بعامين، فرسب مطرباً، ونجح ملحنًا، مثل محمود الشريف، الذي سبقه إلي النجاح ملحناً.

كان فوزي يحلم بطموح الشباب، في إحياء أعمال سيد درويش، وجاءت له هذا الفرصة، عندما تعاقد مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقي، ممثلاً ومغنياً، بديلاً من المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية "شهرزاد" لسيد درويش، ولكن فشل في عرضه الأول، ولم يرحمه الجمهور، وهو ما أصابه بالإحباط، فتوارى فترة عن العمل.

ولكن جاءت له الفرصة مرة أخرى، عندما عرض عليه يوسف وهبي، ليمثل دوراً صغيراً، في فيلم "سيف الجلاد"، والذي غني فيه من ألحانه أغنيتين، وكأن القدر كان يلعب معه لعبته، عندما شاهده المخرج محمد كريم، الذي كان يبحث عن وجه جديد، لبطولة فيلم "أصحاب السعادة"، أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده.

حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا وغير متوقع، وجني الفنان محمد فوزي، مكاسب كبيرة من وراء هذا النجاح، مكنه من تأسيس شركته السينمائية، التي حملت اسم أفلام "محمد فوزي" عام 1947، وخلال 3 سنوات فقط، تمكن من التربع علي عرش السينما الغنائية والاستعراضية، طيلة الأربعينيات والخمسينيات.

وكانت الإذاعة المصرية، التي رفضته مطرباً، حريصة على إذاعة أغانيه السينمائية، دون التفكير في التعاقد معه، وبعد ثورة يوليو 1952، دخل الإذاعة بأغانيه الوطنية كأغنية "بلدي أحببتك يا بلد"، والدينية مثل" يا تواب يا غفور"، وإلهي ما أعدلك، وأغاني الأطفال مثل "ماما زمانها جاية" و"ذهب الليل".

وكان له دور سياسي كبير خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر، حيث اشترك مع مديحة يسري، وعماد حمدي، وشادية، وفريد شوقي، وهدي سلطان، في رحلات قطار الرحمة، التي أمرت بتسييره الثورة عام ، 1953 بين مديريات الوجه البحري والآخر القبلي، لتقديم عروضاً فنية لمواساة المرضى في المستشفيات، وفي مراكز الرعاية الاجتماعية.

وفي ضربة لشركات الأسطوانات الأجنبية، أسس فوزي شركة "مصر فون" لإنتاج الأسطوانات عام 1958، وتفرغ لإدارة شركته الجديد، التي أنتجت أغاني لكبار المطربين، منهم محمد عبدالوهاب، والمطربة ليلي مراد، ونازك وهدي سلطان، وكانت شركته تبيع الأسطوانة بسعر خمسة وثلاثين قرشاً، في حين كانت الشركات الأجنبية تبيع الأسطوانة بـتسعين قرشاً.

تم تأميم شركة محمد فوزي، عام 1961، وتم تعيينه مديراً لها بمرتب 100 جنيه، الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة، التي انتهت برحيله بمرض سرطان العظام في 20 أكتوبر 1966م، لينتهي لحن حياة فوزي، بنهاية هادئة بعيداً عن الأضواء.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة