Close ad

حتى ينجح قانون المرور الجديد (3)

9-11-2017 | 00:12

كباري المشاة

استعرضنا في المقالين السابقين بعض النقاط المهمة التي يستلزم وضعها في الاعتبار قبل إقرار قانون المرور الجديد؛ الذي من شأنه تغيير معالم الحياة في بلدنا؛ إذا أحسنا تقديم كل السبل لتوفير قاعدة كاملة بكل البيانات الخاصة بكل أوجه نقاط التماس مع منظومة المرور.

أعرج اليوم على أحد الموضوعات المهمة؛ ألا وهي كباري المشاة؛ فهي وسيلة تعنى بتأمين حياة الناس لعبور الطرق؛ بدلاً من تعريضهم للخطر؛ وعبور الشارع مع مرور السيارات؛ تتميز برخص التكلفة من ناحية؛ ومن ناحية أخرى الحفاظ على سلامة المواطن؛ مع توفير سلاسة للمرور في النقاط التي تحتاج الناس فيها لعبور الطريق.

ولأن الكباري ليست مسئولية إدارة المرور؛ يكون من الضروري توجيه جهات الاختصاص نحو الشروع في تنفيذها حفاظًا على أرواح الناس؛ في هذا الصدد أعطي نموذجين؛ الأول على الطريق الدائري ناحية المعادي؛ يوجد كوبري للمشاة، ولكن بعد توسيع الجزء المجاور له بإضافة حارة كبيرة يمين الطريق في اتجاه التجمع؛ ومع بداية استخدام السيارات لها وهي تسير بسرعة كبيرة؛ أصبح عبور تلك الحارة أشبه بالقيام بمغامرة خطيرة؛ برغم وجود جزء من السلم في هذا الجانب مع وجود جزء في الجانب الآخر؛ وما يتبقى هو ربط الجانبين؛ ولكن لأن الأمور تسير بلا شكوى؛ فلا ضير من استمرار الوضع بشكله الحالي!

ولكن حينما تحدث كارثة لا قدر الله؛ وقتها سنلقي باللوم ونبدأ في توجيه الاتهامات لبعضنا البعض؛ كما يمكن أن تـصدر الأوامر باستكمال الجزء الناقص؛ فهل أصبحنا لا نعمل إلا بعد وقوع الكارثة؟

النموذج الثاني بحي النزهة بشارع جوزيف تيتو؛ فقد تم إنشاء كوبري للمشاة أمام الحي؛ وهو عمل جيد؛ ولكن لمستخدم هذا الطريق في اتجاه مدينة السلام؛ بعد مروره بحي النزهة؛ إذا أراد العبور للجهة المقابلة؛ عليه أن يفعل أحد أمرين؛ الأول؛ عبور الطريق الذي يتسع لعدد 6 حارات؛ ومع قدوم السيارات بسرعتها؛ يتسم هذا الفعل بالخطورة الشديدة؛ بل قد يتعرض "للموت"؛ الثاني يكمل مسافة 7 كيلو مترات حتى يعود في الاتجاه المعاكس ويصل لوجهته؛ ويجب أن نلاحظ أن الجهة المقابلة للمارة من أمام حي النزهة؛ هي الحي السكني؛ بما يعني كثرة من يحتاجون للعبور إليه!

فهل يمكن عمل كوبري آخر لا يبعد كثيرًا عن سابقه؛ رأفة بحال الناس وتيسيرًا عليهم؛ وإذا كان تنفيذه لا يتناسب مع مكانه لقربه من المطار؛ هل يمكن عمل نفق للمشاة؟! مجرد سؤال؟

قد أكون عبرت بنموذجين؛ ولكني أثق أن هناك نماذج أخرى كثيرة تحتاج إلى إبداء الاهتمام والعناية في كل أنحاء مصر؛ لأننا بالأساس نعنى بتوفير ما ييسر للناس أمورهم، واضعين في الأذهان أن قانون المرور معني بالدرجة الأولى بتأمين أرواحهم و ليس بتحقيق سيولة مرورية فقط.

وفي سياق متصل؛ أتحدث عن ملاحظة عابرة استوقفتني كثيرًا؛ وأجدها جديرة بالتحدث عنها؛ وهو ما حدث صبيحة يوم الثلاثاء الماضي؛ حينما كنت ذاهبًا لعملي بدءًا بالطريق الدائري؛ ثم كورنيش النيل مرورًا بشارع القصر العيني وصولًا لشارع رمسيس؛ انسياب مروري رائع؛ وتواجد مبهج لرجال المرور بطول المسافة بالشكل الذي سمح بهذا الانسياب؛ برغم أن هذا الطريق في أيام عدم تواجد رجال المرور بهذه الكثافة يصاب بالشلل؛ ويتم قطع تلك المسافة في أيام أخرى في ثلاثة أضعاف الوقت الذي أستغرقه في صبيحة الثلاثاء؛ برغم أن هذا التوقيت صعب لكثرة السيارات؛ فهم يطلقون عليه؛ ساعة ذروة؛ بما يعني أنه عندما يقرر رجال المرور تسيير الطرق المكتظة بانسيابية؛ فهم يستطيعون!

فهل هم يحتاجون إلى مناشدة الناس بتواجدهم؟ حيث لم أجد سيارة تقف في مطالع الكباري؛ كما لم أجد من "يركن" في جانب الطرق؛ وحتى الإشارات الضوئية كانت تعمل بسلاسة؛ ولم تتواتر بالدرجة التي تساعد على حدوث التكدس.

قد يرى بعضنا أن ما حدث أمر مرتبط بوجود حافز ما؛ أدى إلى هذا التواجد الذي ساعد على هذه الانسيابية الرائعة؛ برغم عدم البدء في تطبيق القانون الجديد؛ والسؤال الملح في هذه اللحظة؛ متى تكون مصالح الناس المرتبطة بقضاء حوائجهم؛ ووصولهم لأعمالهم دون عناء وإجهاد؛ حافزًا مناسبًا؛ حتى يتحرك رجال المرور للقيام بمهامهم المطلوبة؟

سؤال نكمل الإجابة عنه في المقال المقبل..

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الرحمة

أيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان المبارك؛ وأجد أنه من المناسب أن أتحدث عن عبادة من أفضل العبادات تقربًا لله عز وجل؛ لاسيما أننا خٌلقنا لنعبده؛ وعلينا التقرب لله بتحري ما يرضيه والبعد عن ما يغضبه.

الأكثر قراءة