Close ad

مسرحية "ظلال أنثى".. شيزوفرينيا الرجل الشرقي

22-9-2017 | 08:10
مسرحية ظلال أنثى شيزوفرينيا الرجل الشرقيمسرحية ظلال أنثى
منة الله الأبيض

هن ثلاث نساء مضطهدات في مجتمعهن، محطمات، وشاعرات بالقهر والحزن وعدم الأمان، فررن من واقعهن المأساوي، إلى محطة قطار لن يصل أبدًا، بطل قصصهن ذكر غدر بهن، بدعوى الحب، وتركهن في العراء.

موضوعات مقترحة

 

هذه باختصار معاناة ثلاث نساء في مسرحية "ظلال أنثى"، العرض الأردني الذي يشارك في مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي والمعاصر في دورته الرابعة والعشرين.

العرض من إخراج: إياد شطناوي، وتأليف هزاع البراري، ويضم فريق العمل؛ علي عليان (إعداد)، وعبدالرازق مطرية (تأليف موسيقي)، ومحمد المرشدة (سينوغرافيا)، وأسيل بدروان (كريوجراف)، وفكرية أبو خيط (أزياء)، ويزن أبو سليم (مساعد مخرج)، وزاهي الحمامرة (إدارة إنتاج)، ونضال شطناوي (ديكور وأكسسوار)، وماهر خماش (إدارة الفريق)، وأريج الجبور - أريج دبابنة - مرام أبو الهيجاء (تمثيل).

 

يكشف العرض ازدواجيات عديدة في المجتمع العربي؛ ازدواجية المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، ازدواجية الساسة وتناقض مواقفهم، ازدواجية الرجل الشرقي في نظرته للأنثى؛ الأنثى الحبيبة/ العشيقة، والأنثى الزوجة.

 

السيدة الأولى في "ظلال أنثى"، هي مناضلة ثورية، تحمل هم العدالة الاجتماعية وأفكار نيلسون مانديلا فوق كاهلها، فأرادت أن تغيّر التاريخ، لكن التاريخ أبى فتغيّرت حياتها هي رأسًا على عقب، بفعل ذكر وثقت به حين ظنت أنه رفيق الدرب والقضية، فغدر بها وتركها يوم زفافها بحجة الاعتقال لكنه للأسف كان في سجن امرأة أخرى.

 

السيدة الثانية، فتاة تحلم بالشهرة والمسرح والفن، أحبت ذكرًا يحمل طموحها نفسه، لكنه عندما قرر الزواج منها، جفت منابع الحرية التي كان يؤمن بها، وتحول إلى رجل آخر، أكثر تحجرًا من الحجر، فأراد أن يجردها من عشقها للتمثيل. وأخيرًا، المرأة الثالثة، سيدة أحبت ذكرًا حرمها من الأمومة وأرادها عشيقة وليست زوجة.

 

بدا عرض "ظلال أنثى"، الذي يزيد على النصف ساعة بقليل، باهتَا وخرج عن التناغم في أدائه الحركي، وظهر متأثرًا بعرض "الأخوات الثلاث" لتشيخوف، من حيث فكرة العرض/ الصراعات الإنسانية والبطولة الغائبة للرجل والرغبة في السفر إلى مكان آخر بحثًا عن واقع آخر، السينوغرافيا/ الحقائب الثلاث- الأزياء المتماثلة وغيرها، وبلاغة النص أيضًا تحاكي بلاغة تشيخوف في "الأخوات الثلاث"، إذ تمتع سيناريو "ظلال أنثى" بقدر من البلاغة والحكم المستساغة.

 

"ظلال أنثى" حمل في مضمونه عدة محاولات؛  جلد الذات، والثورة، والانفجار، والرغبة في الانتقام، وتغيير الواقع، بفعل تجارب النساء الشخصية الفاشلة.

 

لكن المرأة في"ظلال أنثى"، لا تدين الرجل الذي أهانها بقدر ما تهين نفسها هي، وتجلد ذاتها، فلم يتطرق إلى قضية النظرة المجتمعية للمرأة التي هي وليدة تربية خاطئة تلعب المرأة دورًا رئيسيًا فيها، فثمة نساءوهن يشكلن النسبة الأكبر في المجتمع العربيمازوخيات، يتلذذن بممارسة أدوار التبعية، وهؤلاء أخطر على النساء أنفسهن من الرجال، فالرجل تنجبه امرأة، وتربيه امرأة، وتعلمه امرأة، وتتزوجه امرأة، إذن من يرسخ لفكرة التطرف الفكري وامتهان المرأة؟

 

يمكن القول إن ثقافة امتهان المرأة، اختلقتها نساء، وغذاها الرجال، وهذا هو الطرح الذي لم تعرضه المسرحية التي تركت النهاية مفتوحة للمتلقي، ليفكر، ويبحث عن إجابة لسؤال لم يُطرح بعد.



كلمات البحث
اقرأ ايضا: