قال الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، إن وزارة البيئة ستقوم بعمل تنمية شاملة لسكان أهالي محمية وادى الجمال. وأشار غلاب في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، إلى أن الوزارة، ستعمل على إنشاء قرى بيئية حديثة للسكان، تشمل كل قرية بيئية على طاقة شمسية، ومحطة تحلية، وبيوت خشبية حديثة، موضحًا أن تكلفة تلك القرى البيئية، ستكون من رسوم الزيارات التي تتم للمحمية، وما تقدمه من خدمات للزائرين، مشددًا على حرص وزارة البيئة، على الحفاظ على الموارد الطبيعية، وأهمها محمية وادى الجمال. وتعد محمية وادى الجمال، واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في مصر، والتي تحمل تاريخًا إنسانيًا عريقًا، وتم إعلانها محمية طبيعية عام 2003، وتقع المحمية بمنطقة حماطة على بعد 40 كم2 من مرسى علم بالبحر الأحمر، وتبعد حوالي 950 كم2 من القاهرة، وتصل مساحتها إلى 6770 كم2، و4770 كم2 في الجبال، وتمتد 2000 كم2 بحراً. تتمتع المحمية بمقومات بيئية وجمالية وعلمية وثقافية فريدة ومتميزة، وتتمثل العناصر الطبيعية في المجتمعات النباتية الفريدة، كما أن الوادي يضم العديد من الأنواع النادرة، والمهددة بالانقراض، من النباتات والحيوانات، حيث توجد أنواع نادرة من الأشجار والنخيل وبحيرات، تمتزج فيها المياه المالحة بالعذبة، وما يجذب الأنظار فيها الفجوات التي حفرتها السلاحف البحرية بالرمال تاركة البيض فيها، ونجد نباتات نادرة مثل أشجار المانجروف، التي تنمو في مياه البحر، وتبنى فيها الطيور المهاجرة عششها، ونباتات أخرى تبلغ أطوالها من 5 إلى 9 أمتار. وتضم المحمية مجموعة من الجزر، تأوى مجموعات مهمة من الطيور المتكاثرة، حيث يعيش في جزيرة وادي الجمال 10% من مجموع الصقور المسماة بالغروب، الموجودة على مستوى العالم، كما تحتوى على أنواع نادرة من الغزال والنسور والأرانب، وتحتوى المحمية على متحف جيولوجي، يضم أنواعًا من المعادن النفيسة التي تستخدم في صناعة السيارات والطائرات. ويعيش بالمنطقة قبائل العبابدة والبشارية، الذين ترجع أصولهم إلى أقدم الشعوب التي عاشت بين البحر الأحمر والنيل، والذين تتركز أنشطتهم في الرعي، واستغلال الأنواع النباتية في الغذاء والتجارة، كما أنهم يتميزون بقدرتهم على اقتفاء الأثر، وإرشاد القوافل التجارية وقوافل الحج، ويسكنون في أكواخ تسمى خيشة، وهى عبارة عن هيكل بسيط، مكون من جذوع النخيل، أو غيره من عناصر الطبيعة المحيطة. ويوجد بالمحمية بيت العبابدة، الذي يضم مقتنيات وأدوات العبابدة منذ قديم الزمان، مثل السيوف والدروع والأواني والملابس، كما تم إعداد خيمة بدوية بمنطقة القلعان وأبو الغصون لعرض المشغولات اليدوية العبادية.