لا تعتبر نفسك بطلًا ولا محظوظًا، طالما أنك لم تصل بعد ولم تصعد سور الصين العظيم ! هكذا قال بيت شعر خالد في قصيدة للشاعر الكبير والفيلسوف الحكيم "ماوتسي تونج".. وهو في الوقت نفسه الرئيس الصيني الراحل الذي حكم البلاد فى زمن كان من أهم مراحل تطورها ونموها السياسي عبر التاريخ.
موضوعات مقترحة
وفي استجابة سريعة لتوجيهات السيد الرئيس اتبعت النصيحة، و"كبرت في دماغي".. وقلت "ورحمة ماوتسي تونج في تربته، لاوصل لسور الصين العظيم وأطلعه واكتبها في مذكراتي".
وشاء الحظ والنصيب وانكتبت ليّ ..
عند قمة "بتالي" أعلى قمم سور الصين العظيم التقط ليّ أحد المصورين صورة لا يستحقها أقل من الأبطال والمشاهير من أصحاب الإنجازات الفريدة أو المغامرات المثيرة.
لم تكن الصورة مجانية في الحقيقة، لكني دفعت ثمنها بكل سرور وسماحة، حيث إنها سوف ترفق بالشهادة التي منحوني إياها، توثيقا لصعودي قمة سور الصين العظيم، وتخليدا لذلك اليوم الفاصل في تاريخ حياتي (وتاريخ الصين طبعا)!.
وبسبب الكعب العالى (9 سم) الذى كان في قدمى من طلعة الصبح، وكاد (يكفينى على وشى) من فوق السور وأنا أتمشى وأتغندر على المرتفعات الجبلية بين جماهير السياح.. (طقت في دماغى) وخلعت صندلى وقررت أن أنقذ نفسى من التهلكة وأكمل السير حافية، بإيحاء من مثل فلاحى قديم في بلدنا يقول (اللى يعرفنى يروح يقول لخالى!)، لكنى ما كدت أفعل حتى وجدت بعضهم يشير نحوي ويتهامس ويضحك.
وزاد على ذلك أن تقدمت صحفية بوكالة الأنباء الصينية والتقطت لى صورة لتنشرها في الجريدة الرسمية، دلالة على ولع السياح بتسلق سور الصين العظيم حتى ولو بغير نعال (وكانت هذه بالمناسبة الصورة المجانية الوحيدة لى في هذا المكان!) الشيء الوحيد الميزة في هذا الحادث المأساوي، أنه جعل صورتي ضمن 1000 صورة تلتقطها عدسات مراسلين "شينخوا" يوميا في أنحاء العالم.
و"شينخوا"، أو وكالة الأنباء الصينية، لها أرشيف صور يرجع لعام 1920 (فهي تعتز بصورها ولا تفرط فيها بسهولة).
وذلك معناه أنهم ربما يضعون صورتي المشهودة مع صور الأستاذ عبد المنعم الصاوي، أول صحفي مصري زار سور الصين العظيم والتقطت له صورة هناك عام 1955.
في نفس الملف المصور على موقع "شينخوا" بالإنترنت، صور لعبد الناصر وأبي الهول وعمرو موسى وتمثال رمسيس يوم نقله من ميدانه الشهير إلى المتحف المصري الجديد بجوار الأهرامات بالجيزة.
وكذلك صورة "حسن رجب" صاحب القرية الفرعونية، وهو أول سفير مصري لدى الصين بمجرد إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين عام 1956.
هناك صور أخرى لمظاهرات قام بها الشعب الصيني حاملا صور الأهرام وأبي الهول، احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر، وقد وصفه المتظاهرون بأنه عدوان أجنبي ظالم على شعب من المدنيين الأبرياء.
كل هذا تاريخ تحكيه الصور، وتدعمه العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية القوية بين البلدين.
وكل ما أتمناه أن تكون "صورتي أياها" إضافة نبيلة ودلالة قاطعة وعلامة مميزة على طريق التقارب والصداقة بين الشعبين المصري والصيني.
بكل ما يوحي به "الحفاء" من تبسط ورفع الكلفة وروح المودة والسلام (!!!).
[email protected]