مثّل قرار الحكومة الإيطالية بعودة سفيرها إلى للقاهرة، خطوة هامة للغاية، وصفها الكثير من خبراء السياسية بأنها تعد انتصارا للدبلوماسية المصرية، مع حملها بين طياتها الكثير من الانعكاسات الإيجابية عن العلاقات المصرية - الإيطالية.. فعودة السفير الإيطالي لمصر سيكون لها الكثير من المعالم التي تسير عليها الدولة المصرية أمام العالم.
موضوعات مقترحة
وسحبت إيطاليا سفيرها بالقاهرة، منذ أكثر من عام على خلفية مقتل الباحث "جوليو ريجيني" بالقاهرة، وبعدها طالب أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي بعودة السفير الإيطالي لمصر وممارسة مهام عمله نظرًا للخسائر الإقليمية التي سوف تعود على إيطاليا جراء غياب ممثلها الدبلوماسي عن القاهرة.
وعن قرار الحكومة الإيطالية بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع مصر، استطلعت "بوابة الأهرام" رأي العديد من الخبراء السياسيين حول أهميته وإيجابياته خلال الفترة المقبلة في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
في البداية، يرى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الاتصال الهاتفي الذي أجره المستشار نبيل صادق النائب العام مع نظيره الإيطالي كان له مفعول السحر في عودة السفير الإيطالي، مضيفا أن العلاقات الثنائية بين البلدين بينهما العديد من العلاقات الإستراتيجية بعيدًا عن قضية ريجينى، موضحا أن مصر اتخذت موقفا صارما في هذه القضية، وأعلنت التزامها للجانب الإيطالي بضبط مرتكب الواقعة.
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن عودة السفير الإيطالي يعد مؤشرا إيجابيا لعودة العلاقات بين البلدين، منوهة إلى أن هناك ملفات كثيرة في انتظاره تتمثل في التعاون في المجال الأمني علي مستوى الشراكة بين البلدين عبر المتوسط، وضرورة التعاون والتنسيق في الملفات الإقليمية حفاظًا علي أهمية الاستثمارات بين البلدين والتغلب على كل الأزمات.
وترى أستاذة العلوم السياسية، أن هناك ملفات كثيرة غير قضية مقتل الطالب ريجينى من أسباب توتر العلاقات والشد والجذب بين مصر وإيطاليا من أهمها الملف الليبي والهجرة غير الشرعية الذين تسببوا في اختلاف وجهات النظر بين البلدين، مشيرة إلى أن عودة السفير الإيطالي إلى مصر تساعد علي تنشيط السياحة وتصبح بمثابة حملة ترويجية لمصر بالسوق الإيطالي بهدف تنشيط الحركة السياحية الوافدة إلى المدن المصرية السياحية، لأن إيطاليا كانت من الدول المصدرة لمصر للسياحة وتمثل جزءا كبير بالنسبة لمصر في السياحة الأوروبية.
وقال الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، إن العلاقات بين البلدين كانت وطيدة وأن قضية مقتل ريجينى من الممكن أن تحدث في أي بلد أخرى، ومن المفترض أن الجانب الإيطالي لم يسحب سفيره من مصر، مبينا أن قرار وزير الخارجية بعودة السفير الإيطالي لمصر، يثبت أن الجانب الإيطالي تفهم أن المناخ مناسب في مصر وأن الأمور مستقرة من الناحية الأمنية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، إلى أن قضايا الهجرة الشرعية والأزمة الليبية ، من أهم القضايا التى بين البلدين، مضيفا أن فرنسا راعية لمحدثات تسوية بين الأطراف بليبيا برعاية مصرية - فرنسية، موضحا أن مصر أساس أي تسوية في ليبيا ودورها حاضر، ولذلك كان على الجانب الإيطالي احتواء الموقف وبدء مرحلة جديدة بين البلدين.
وعن أثر عودة السفير الإيطالي للقاهرة، أكد علاء الغمري، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، أن عودة السفير الإيطالي لمصر خطوة إيجابية لفتح الأفاق بين البلدين، وسوف تسهم في زيادة عدد السياح الإيطاليين بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن السياحة الإيطالية متحركة ونشطة بمصر خلال الفترة الأخيرة، وعودة السفير تعمل على رفع حدة التوتر بين البلدين من الجانب السياحي، وتعمل علي تحسين الصورة الذهنية في الخارج.
وشدد الغمري، على أنه لابد من أن يتم التسويق إعلاميًا لقرار عودة السفير الإيطالي والترويج له على أعلى مستوى، خاصة أن قضية ريجبنى أحدثت ضجة إعلامية ضد مصر ويجب استغلال فرصة عودته بصورة كبيرة لصالح مصر، موضحا أن عودة السفير، دليل على سلامة الموقف المصري، وأن مصر موقفها سليم من التحقيقات التى أجريت بشكل عاجل وسريع وتمت بجدية.. مشيرا إلى أن ذلك يعزز من السوق الإيطالي وسيشهد حراكا سياحيًا طفيفا، لعودة التدفقات السياحية إلى مصر خلال الفترة المقبلة.