هي أول مدينة "صديقة للبيئة" سيتم إنشاؤها على "الطراز الرابع"، لتصبح أحد أهم مخرجات مشروع تخطيط وتنمية الساحل الشمالي الغربي، الذي يهدف إلى استيعاب ما يقرب من 34 مليون مواطن؛ لتخفيف الضغط على المحافظات المكتظة بالسكان.
موضوعات مقترحة
"هي مستقبل مصر خلال السنوات المقبلة ومقرًا صيفيًا للرئاسة والحكومة"، هذا ما أكده مدير التخطيط العمراني بمحافظة مطروح، المهندس إبراهيم الحفيان، في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، عن مدينة العلمين الجديدة، متوقعا أن تكون المدينة التي يجرى إنشاؤها على الطريق الدولي الساحلي، ستكون مقرًا صيفيًا لإدارة الدولة، حيث يجرى إنشاء مقرات رئاسية وأخرى لرئاسة مجلس الوزراء.
وأوضح "الحفيان" أن منشآت مدينة العلمين الجديدة مصممة لاستضافة بعض الاجتماعات الرئاسية ورئاسة الحكومة، مشيرًا إلى أن أحد الأهداف الرئيسية لإنشاء مدينة "العلمين الجديدة"، استيعاب ما يقرب من مليون مواطن؛ لتخفيف الضغط عن محافظات القاهرة الكبرى، وبعض محافظات الوجه البحري والصعيد.
كورنيش عالمي
وأضاف مدير التخطيط العمراني بمطروح، أن مخطط المدينة يتضمن سلسلة فنادق على أحدث التصميمات، وأبراج سكنية شاهقة، ترتفع إلى أكثر من 38 طابقًا، فضلاً عن كورنيش "ممشى" سياحي عالمي، بطول 14 كيلومترًا وبعرض 35 مترًا، ينافس أشهر المنتجعات السياحية في دول حوض المتوسط.
وسيتم تنفيذ المدينة على عدة مراحل، تشمل المرحلة الأولى إقامة المناطق السياحية والحضرية والأثرية والتاريخية، ومن أهم تقسيماتها المنطقة الشاطئية، التي يجرى الانتهاء من التشطيبات الأخيرة بها الآن، وإنشاء شاطئ عام، ومنطقة ألعاب، وعدد من الكباري، بتكلفة 100 مليون جنيه.
كما ستتم إقامة مجموعة من الفنادق العالمية، ومد شبكات المياه والصرف الصحي بالمدينة حالياً، بالإضافة إلى شبكات أخرى لتصريف مياه الأمطار، وشبكات للرى وللكهرباء، بتكلفة مليار و30 مليون جنيه، ويتم تنفيذ شبكات الطرق، والمنطقة الشاطئية من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
مصر الجديدة
وأوضح "الحفيان" أنه يجرى حاليًا إحلال وتجديد خطوط المياه الرئيسية على طريق (الإسكندرية – مطروح) الساحلي؛ لتغذية مدينة العلمين الجديدة، من خلال شبكات بطول 7 كيلومترات، وبتكلفة نحو 60 مليون جنيه، بجانب العمل في تنفيذ مشروع للإسكان الاجتماعي، أطلق عليه اسم "إسكان مصر".
ومن المخطط له، إنشاء 7 آلاف وحدة سكنية، بمساحة 90 مترًا مربعًا، تضم كل وحدة 3 غرف كاملة التشطيب، ويتم تنفيذ المشروع من خلال 4 شركات مقاولات، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 360 مليون جنيه، وسيتم تزويد العمارات بسخانات شمسية، ومحطة لتحلية مياه البحر، وتتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الإشراف على المحطة، التي تقوم بتنفيذها شركه إسبانية، بطاقة إنتاجية تبلغ 150 مترًا مكعبًا يوميًا.
ومن المنتظر، أن تستوعب المرحلة الأولى من مدينة العلمين الجديدة، ما يقرب من ربع مليون نسمة من سكان المحافظات المزدحمة والمكدسة، لتكون هذه المدينة جاذبة للسكان خلال الفترة المقبلة، كما يجرى حاليًا الانتهاء من إنشاء الطريق الساحلي الجديد، بطول 48 كيلومترًا، وبتكلفة 600 مليون جنيه، بحيث يبدأ من الكيلو 100 وحتى الكيلو 124 بطريق مطروح الساحلي الدولي.
ثلاثة مشروعات كبرى
وتابع "الحفيان"، أن المرحلة الأولى من مدينة العلمين الجديدة يجرى بها إقامة 3 مشروعات كبرى، عبارة عن منطقة سياحية، ومنطقة جنوب الطريق الساحلي بالسكة الحديد، والقطاع الحضري، بإجمالي مساحة 12 ألف فدان.
فيما يشمل القطاع السياحي إنشاء 15 ألف غرفة سياحية، ومنتجعًا صحيًا، ومسجدًا، بينما تشمل منطقة وسط المدينة الـ"داون تاون"، إنشاء 12 عمارة، و8 أبراج سكنية، كما يشمل مشروع "إسكان مصر"، إنشاء 5 آلاف وحدة سكنية، تم الانتهاء من الأعمال الخرسانية لعدد 2000 وحدة، وتبلغ مساحة القطاع السياحي 3000 فدان، كما سيتم إنشاء منطقة تاريخية وثقافية، تضم مكتبة عامة تماثل مكتبة الإسكندرية.
مدينة صديقة للبيئة
وأكد مدير عام التخطيط بمطروح، أن المدينة متكاملة وصديقة للبيئة، وتستوعب مليون نسمة حتى عام 2052، مشيراً إلي أن المدينة الجديدة ملاصقة للمدينة القائمة حاليًا، وممتدة حتى حدود قرية "سيدى عبدالرحمن" غربًا، وحتى امتداد "ترعة الحمام" جنوبًا.
يحد المدينة البحر المتوسط من الشمال، ويمتد عمق منطقة الدراسة لها في حدود 70 كيلومترًا حتى "منخفض القطارة"، وتنقسم إلى قطعتين رئيسيتين؛ الأولى مساحتها نحو 7 آلاف فدان، وتسمى القطعة الشاطئية، وهى محصورة بين الطريق الدولي (مطروح – الإسكندرية)، وشاطئ البحر المتوسط، وحدودها قرية «مارينا» شرقًا، وحتى ميناء "الحمراء" في "سيدي عبدالرحمن" غرباً، أما القطعة الجنوبية فتقع إلى الجنوب من الطريق الدولي، وتبلغ مساحتها نحو 41 ألف فدان.
وأوضح "الحفيان" ان المنطقة الشاطئية تضم مجموعة من الفنادق العالمية، وأبراجا بها وحدات سكنية ذات نشاط استثماري، ومجموعة من المناطق الراقية، فيما يميزها كونها مدينة صديقة للبيئة من الطراز الرابع، تعتمد على الطاقة الشمسية، وتضم جميع الأنشطة الصناعية والتجارية والخدمية والتعليمية والسكنية والترفيهية، ومن المخطط إقامة عدد من الجامعات الخاصة بها، ومدارس متكاملة للتعليم، بدءًا من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية ذات المستوى الرفيع ومدارس اللغات.