كنت أحد المدافعين بشدة عن محمد أبوتريكة نجم مصر والنادي الأهلي، فيما تعرض له من مواقف متتالية؛ لأني من أنصار عدم أخذ أحد بالشبهات دون دلائل وقرائن، لدرجة انتقادي من جانب البعض، ممن يعترفون بنجومية ساحر الجماهير، لكنهم يختلفون بشدة مع مواقفه الوطنية.
@ في الفترة الأخيرة، فترة حماسي لتريكا، بعد أن أضاع الفرص تباعًا، ليزيل الشبهات من حوله، ويؤكد وطنيته وانتماءه لبلده، الفرصة الأولى عند وفاة والده، وانتظار الجميع عودته لحضور الجنازة، وانتهاز تلك الفرصة في التواجد بوطنه، لكنه لم يعد، برغم التأكيدات الأمنية في بيانات رسمية بعدم القبض عليه، أو إدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول.
@ وجاءت الفرصة الثانية الذهبية، مع الموقف المصري مع دول الخليج بمقاطعة قطر، واعتذار العديد من النجوم عن استكمال تحليل المباريات بقناة الجزيرة، ولكنه للمرة الثانية يخذل محبيه بالاستمرار في الجزيرة وقطر !
@ بعيدًا عن البساط الأخضر، وماقدمه تريكا لمصر من انتصارات متتالية، لم نر له أي مشاركة إيجابية لوطنه أو قريته الصغيرة، على عكس محمد صلاح الفرعون المصري المتألق في سماء الكرة الأوروبية، والذي ذاع صيته عالميًا، نجده بهدوء شديد وبدون صخب إعلامي، يقدم الكثير، من تبرع بخمسة ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، واهتمامه بمنبت رأسه، قرية نجريج التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية مسقط رأس محمد صلاح، وإنشاء معهد للفتيات ابتدائي وإعدادي وثانوي على قطعة أرض مساحتها 1575 مترًا مربعًا؛ لخدمة فتيات القرية؛ لتخفيف العبء عنهم وعن أسرهم؛ حتى لا ينتقلون إلى قرى مجاورة للذهاب للمعاهد الأزهرية، ولم يكتف بذلك، مؤخرًا تبرع بوحدة إسعاف متكاملة على أحدث النظم العالمية والطبية، بخلاف دعمه الدائم لصندوق قدامى اللاعبين، ونادي المقاولين الذي شهد نبوغه الكروي.
@ صلاح حصد ألقاب تريكا القديس، وأمير القلوب، ليس لنجوميته العالمية كأغلى لاعب في تاريخ الكرة المصرية، أو لانتقاله للدوري الإنجليزي لنادي ليفربول، لكن لإنسانيته ووطنيته، ليصبح أمير القلوب والقديس الحقيقي، الذي لم تغيره الشهرة والنجومية ويقضي إجازته في قريته مع شبابها، ويقدم حملات مجانية لمقاومة المخدرات.
@ لك أن تتخيل لو نجوم مصر في كافة المجالات، ساروا على درب صلاح؛ لسددوا مديونية الغارمين، وأنشأوا المستشفيات، من المؤكد أننا لن نتساءل عن فلان أو علان الذي يتقاضى الملايين في مسلسل أو فيلم أو إعلان أو برنامج ترفيهي.