Close ad

فتاة حزيران

4-6-2017 | 11:11
فتاة حزيرانأرشيفية
مفرح سرحان

حزيران.. كيف أحتفل هذا العام
بأيقونة في منتصف الطريق إلى الشمس؟
كل حزيران أصنع كعكة الميلاد
أقيم حفلًا هناك فوق الجبل
بعيدًا عن رصاصات التلال
كعكعة محروسة من قوارض السعادة وعقارب الأيام
.. .. ..

شمعة حزيران في وسط الكعكة
تناضل كي تبقى مشتعلة
رغم أزيز المروحيات
في هذا الحزيران:
كان علي أن أحمل شمعتي وكعكتي
أعبر البحر وأهاجر إلى ربوة ذات قرار
أنصب حفلي في غرفة أخرى من البيت
لا تطل على جارتي الميتة
ولا بائع الزيت المضاد للحجارة
.. .. ..
سوف أوزع السكاكر على أطفال جدد
وأهدي الكبار نفحة من فستق مدينتي
سأحتفي بذلك الفتى الأسمر
وهو يقدم لي قنينة ماء من النيل
ويهدي إلي أبياتًا من جدران المعبد الفرعوني
وقلادة من قواقع المتوسط
وبطاقة من ورق البردي تهنئني:
كل عام وأنت حزيرانية
.. .. ..

أنا ملكة من فينيقيا
مأسورة بأرض فرعون
أبحث عن وجهي على مسلة بالأقصر
وكتاب الحضارة المدفون في حضن خوفو
وسيف صنعه أجدادي قبل أن يعرف العالم الحياة
لما شربت من القنينة السمراء
وجدت سر الحياة الذي يقتلوننا من أجله
هذه الوحوش البرية
لأن جدران المعابد تفضح بربريتهم
يقتلوننا
لأن أسرار التحنيط تكشف زيف تاريخهم
يقتلوننا
لأنهم ليسوا آشوريين ولا بابليين ولا فينيقيين
ولا أحفاد أحمس..
يقتلوننا
لأنهم بلا حضارة
يدمرون رسل الحضارة
.. .. ..

أنا ملكة من فينيقا في رحاب طيبة
كعكة ميلادي في معبد حتشبسوت
وشمعتي في بابل وزينتي من تدمر
الآن سأحتفل بحزيران على شاطئ دجلة والفرات والنيل ونهر العاصي
وستنير شمس حزيران كل عواصم الحضارة
ولو كره الموتى وأسلاف العدم

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة