لم أستغرب التوافق الكاثوليكي الأرثوذكسي، فالفروق بين المذهبين ليست بالعميقة، حتى موضوع طبيعة السيد المسيح موضوع تم تجاوزه من عهود طويلة ولم يعد عقبة، فالأسرار واحدة والطقوس متشابهة والخلافات يسهل تجاوزها.
وبدون الدخول في تفاصيل الاختلافات، كان أول من حدثنى عن الفروق بين المذاهب المسيحية هو القمص الجليل "مينا مكاري" راعي دير مارمينا العجايبي بصحراء "هو" بنجع حمادي وكان يؤكد أن الكاثوليك هم الأقرب لأقباط مصر من بين بقية المذاهب.
لكن الخطوة على بساطتها تأخرت كثيرًا ولذلك فهي خطوة تاريخية عملاقة لا أظن أنها سبقت بأهم منها منذ محاولة الإمبراطور البيزنطي هرقل التقريب بين الكنائس في القرن السابع الميلادي بالقول بالمشيئة الواحدة لتجاوز الخلاف حول طبيعة المسيح الذي سبق أن اندلع بين كرسي الإسكندرية وكرسي روما قبيل مجمع نيقيا الشهير عام 325 ميلادية وحتى الانفصال التام بينهما عقب مجمع خلقدونيا عام 451 ميلادية.
ولكن محاولة هرقل باءت بالفشل لرفض المسيحيين في مصر الحكم البيزنطي الذي سامهم العذاب وطارد وقتئذ البابا المصري البطريرك بنيامين الجالس على كرسي مرقس الرسول، حتى ألجأه إلى التخفي في الصحارى ولم يظهر حتى جاء عمرو بن العاص ونادي بالأمان للبطريرك ليظهر ويعود لاستلام مهام منصبه.
خطوة اليوم إيذان عظيم بفتح مرحلة جديدة ليست في تاريخ الكنيستين فقطن بل في تاريخ المسيحية قاطبة.
فالأمور لم تكن تتطلب أكثر من خطوة شجاعة توافرت - لحسن حظ رعايا الكنيستين- في كلا الجالسين على كرسي الإسكندرية خليفة مرقس الرسول البابا تواضروس الثاني وعلى كرسي روما خليفة بطرس الرسول البابا فرانسيس الثاني.