نفى الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، صحة الاتهامات التى توجه له من مجلس الأمناء -الذى تم إلغاؤه خلال المؤتمر العام الأخير- وعدد من الأعضاء والقيادات المستقيلة بأنه سبب "تقزيم" عضوية الحزب وقصرها على الموالين له.
وأضاف خليل فى الجزء الأخير من حواره مع "بوابة الأهرام" أن الحزب حاليا يخلو من أى صراعات، وأنه أغلق صفحة مجلس الأمناء ونجيب ساويرس، مشيرا إلى أنه يدرس حاليا خطة لتطوير الحزب، مشددا على أن المرحلة الحالية تتطلب التكاتف من الجميع خلف الدولة المصرية.. وإلى نص الحوار:
مجلس الأمناء والكثير من أعضاء الحزب وجهو اتهامات لك بتقزيم عضوية الحزب وقصرها على الموالين لك ورفض تجديد عضويات لمؤسسي الحزب وتجميد عضويات تزيد عن 800 عضو لضمان كتلة تصويتية خلال أى انتخابات.. ماهو ردك على ذلك؟
هذا كلام مرسل يتم ترديده.
ولكن لديهم إحصاءات حول العضوية وأن الحزب تأسس بأكثر من 230 ألف استمارة اشتراك و 14 ألف توكيل لتأسيس الحزب من المحافظات و7000 مؤسس فعلي فكيف يتناسب هذا مع ما خرج من الحزب بأن 400 عضو فقط صوتوا فى المؤتمر العام الأخير بينهم 122 من المنضمين حديثا ؟
أين الأوراق التى معهم وتثبت ذلك، وهناك فارق بين العضو العامل والعضو المنتسب، وهل حدث كل ذلك خلال فترة إدارتي للحزب فقط؟
لكن كان هناك استقالات كثيرة بشكل ملحوظ خلال الفترة التى توليت فيها إدارة الحزب منذ وأن كنت الأمين العام للحزب وقائما بأعمال الرئيس وحتى تم انتخابك رئيسا للحزب.
معظم المستقيلين كانوا يبحثون عن مناصب وأدوار على الرغم أنهم غير مؤهلين لها، وبعضهم كان يرغب بخوض الانتخابات البرلمانية باسم الحزب والحزب كان له رؤية آخرى، فغضبوا واستقالوا، وهذا عادى لأن كل الأحزاب بها استقالات لنفس الأسباب ومقابل ذلك هناك غيرهم ينضم للحزب.
أيضا جزء من المستقيلين كانوا أعضاء بحزب الجبهة الديمقراطية الذين انضموا لـ"المصريين الأحرار" وانضموا للحزب بسبب التمويل وكان هناك لديهم وعد من المهندس ساويرس أنه سيجعلهم جميعا يخوضوا الانتخابات، وعندما لم يحدث هذا استقالوا.
موضوعات مقترحة
كم يبلغ عدد الأعضاء العاملين حاليا بالحزب؟
ليس لدى رقم دقيق حتى اليوم ولكننا نتحدث عن رقم يجاوز الألف عضو.
لماذا أغلقتم باب العضوية خلال الفترة الماضية ؟
لم نغلقها ولكن لابد أن يكون العضو العامل فعال وأن يكون منح الحزب فكرة أو جهدا أو وقتا لأن الحزب لا يقاس فقط بعدد الأعضاء، وأبرز مثال على ذلك هو الحزب الوطنى المنحل الذى كان عدد أعضائه 3 ملايين عضو، ولكنه انهار فى ساعات قليلة.
لماذا نشرتم خطاب اعتذار د. على عبدالعال، رئيس البرلمان عن حضور حفل افتتاح المقر الجديد للحزب..هناك من فسر ذلك بكونه التماس شرعية واستقواء بمؤسسات الدولة خلال الأزمة الحالية..ما تعليقك؟
لقد تم توجيه دعوة لرئيس مجلس النواب، وأرسل لنا خطابا رسميا يعتذر فيه ويهنئنا، ونعتبر هذا أمرا جيدا لنا كحزب، وكان أمر لابد من نشره لأنه ليس من العيب أو الخطأ أن نفعل ذلك ومن العادي أن ننشره، ولكن من ينتقد ذلك يتجاهل أن حزب المصريين الأحرار هو الحزب الشرعي بكيانه وهيئاته، وأن أي مكان في الدولة المصرية لا يتعامل مع الحزب سوى من خلال رئيس الحزب كممثله القانوني.
اللواء محمد سلامة الجوهري، قال في تصريحات سابقة إن نواب المصريين الأحرار داخل البرلمان غالبيتهم لديهم خلفيات أمنية أو ينتمون إلى مؤسسات أمنية وهو ما يجعل هناك قواعد تحكم معارضة الحزب داخل البرلمان..ألا ترى أن تكوين هؤلاء النواب وخلفياتهم تفرض عليهم تبنى موقف الموالاة لأجهزة الدولة أكثر من معارضتها ؟
غير صحيح، ولماذا يتم التعامل مع أجهزة الدولة باعتبارها عدو أو احتلال فأجهزة الدولة سواء كانوا رجال جيش أو قضاء أو شرطة مصريين أولا وأخيرا، ولن أرد على أصحاب هذا الرأي.
ماهو ردكم على الانتقادات التى توجه للحزب بقربه من أجهزة الدولة ؟
من يردد ذلك مريض، وأرفض المسميات التى يروجها بعض المعارضين القدامى حول توصيف البعض الآخر بالمعارضة أو الموالاة لأن ذلكك يشعرنى وكأننا تحت الاحتلال البريطانى وإنى لازم أطلع أكسر فى أجهزة الدولة، وهذا كلام غير واقعى.
ما يحزننى أن المواطن البسيط الكادح هو الذى يقف مع الدولة بينما بعض النخب والناس المرتاحة هى التى تتذمر، نحن فى مرحلة نحتاج فيهاا للتكاتف حتى تعبر مصر تلك المرحلة، وهذا لا يعنى أننا نوافق على كل شيء أو نرفض كل شيء أو عليهم الانضمام لتكتل 25-30 الذين يرفضون كل شيء.
لكن البعض يرى أن مواقف الحزب تكون ملتبسة فأنتم تعارضون فى البداية ثم توافقون فى النهاية والبعض يوصف هذا النوع من المعارضة بكونه معارضة شكلية ..فما ردك؟
نحن عندما نعترض نعطى مبررات لماذا لا نوافق على بعض الأمور ونطرح بدائل، وضربت مثال من قبل بموقفنا من الموازنة العامة للدولة، فقد اعترضنا عليها بالبداية وأعلنا ملاحظاتنا وعرضت على الحكومة ووعدت بتنفيذها فوافقنا على الموازنة وإلا ماذا سيكون مبررنا للاعتراض ؟ فالأمر ليس مجرد شو إعلامى.
وفى قانون بناء وتنظيم الكنائس قدم الحزب قانونه الخاص وناقشناه بالبرلمان وأوضحنا ملاحظاتنا على قانون الحكومة ثم أقرينا القانون الذى تقدمت به الحكومة بعد تعديله وتوافق الكنائس الثلاثة عليه وإذا ما تمت مقارنة هذا القانون بنص القانون الذى قدمناه لن يكون هناك سوى اختلافين فقط .
أيضا فى قانون الخدمة المدنية كنا الحزب الوحيد الذى نظم مؤتمرا صحفيا ليعلن تأييده للخدمة المدنية، وكذلك ضريبة القيمة المضافة وهذا كله ليس لمجرد أن الدولة اقترحت هذه القوانين ولكن لأنها ضمن برنامج الحزب‘ فإذا كانت الدولة بالصدفة تنفذ برنامج الحزب وأهدافه هل يجب على أن اعترض علي كل ذلك لأنه قادم من الدولة حتى أظهر بمظهر المعارض؟ وما الهدف؟
هناك تنسيق واضح فى المواقف مع "دعم مصر" هل سينضم "المصريين الأحرار" للائتلاف فى ظل التطورات الداخلية الأخيرة؟
لا لن ننضم لأي ائتلاف
لماذا تراجعتم عن تشكيل الائتلاف الخاص بكم؟
انشغلنا بقضايا كثيرة والقوانين التى تم عرضها خلال دور الانعقاد الأول وما يتم مناقشته خلال دور الانعقاد الثانى فلم نمتلك وقتا للتركيز فى تشكيل الائتلاف.
من الذى يمول الحزب حاليا؟
أنا الذى أقوم بكل التمويل
هل ستتمكن وحدك من تغطية نفقات الحزب بكل أمانته؟
ربنا موجود وسأبذل ما أستطيعه
فى افتتاح مقر الإسكندرية قلت أن "المصريين الأحرار" يسعى لصنع سياسة جديدة فى مصر ماهى رؤيتكم لهذه السياسة ومحاورها وماهى أوجه الاختلاف عما هو موجود بالفعل؟
لدينا فلسفة تقوم على أن السياسة وسيلة وليست هدف، وهى وسيلة للنهضة والارتقاء بمستوى الشعوب لذا تصورنا أن ينزل الحزب للناس خلالل المرحلة المقبلة وأن يعرف مشاكلهم ويستعين بخبراء ومتخصصين لوضع حلول تستخدمها الهيئة البرلمانية للحزب لوضع مشروعات قوانين، نسعى لسياسة متجردة من المصالح الشخصية.
وعدت أيضا أن الحزب سينطلق بنموذج جديد أطلقت عليه "المصريين الأحرار" فى مرحلته الثالثة ماهى ملامح هذه المرحلة؟
ما ذكرته سابقا لأن الحزب خلال الفترة الماضية كان كأى حزب عادى يركز على النخب وإصدار البيانات فى المواقف المختلفة بشكل كبير ولكنن نسعى خلال المرحلة الثالثة لأن يكون الحزب له قواعد شعبية فعلية على الأرض .
كيف ترى مستقبل الحزب فى خضم هذا الصراع؟
مستقبل مشرق، ولا يوجد أى صراع حاليا بالحزب فقد أغلقنا صفحة مجلس الأمناء ولن نعود إليها مرة ثانية ، ونستعد للتوسع فى المقرات والأمانات، وافتتحنا بالفعل المقر الجديد وكذلك مقر الإسكندرية ونستعد لافتتاح مقرات بالغربية، الأقصر، أسوان، ولدينا طلبات عضوية جديدة غير عادية.
كما أننا نستعد لإطلاق جريدة للحزب غالبا قد تكون أسبوعية،و لم نستقر على اسمها حتى الآن لأننا مازلنا ندرس تصورا شاملا لها، وسنسعى أن تهتم تلك الجريدة بالشئون السياسية ومشاكل المواطنين فى كل محافظات مصر.
وكذلك ندرس خطة آخرى لتطوير موارد الحزب حتى لا يكون الاعتماد فى التمويل على شخص بعينه وأن يكون للحزب موارده المستقلة.
عصام خليل يتحدث لـ"بوابة الأهرام"
عصام خليل يتحدث لـ"بوابة الأهرام"