Close ad

أمريكا وإيران المواجهة المؤجلة

14-2-2017 | 16:16

ليست الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية التي أطلقتها إيران مؤخراً، أو شراء مقاتلات روسية من طراز سوخوي تعد الانتهاك الوحيد لقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2231، بل إن إيران انتهكت المواثيق والاتفاقيات الدولية، سواء مع المجتمع الدولي، أو مع دول المنطقة منذ اندلاع ثورة الخميني عام 1979.

إن إيران هي المسئولة عن تفجير مقر المارينز الأمريكي في بيروت عام 1983، وقبلها رهائن السفارة الأمريكية بطهران وتفجير الخبر بالسعودية عام 1996، ونشر الميليشيات الشيعية التي استوردتها من جميع أنحاء العالم لمساعدة بشار الأسد والخلايا التجسسية في الخليج.

إن النشوة التي عاشتها إيران عام 2003 في عهد الجمهوريين (بوش الابن) سببها سقوط العدو الأول لهم صدام حسين، وحكومة طالبان في أفغانستان.

لقد أقنعت أمريكا حلفاءها الإقليميين بتنصيب رئيس الوزراء العراقي السابق نور المالكي، المحسوب على المحور الإيراني عام 2010 لفترة ثانية ضد إياد علاوي ودستور بريمر الذي منح المحور المحسوب على إيران الصلاحيات الكاملة للسيطرة على العراق.

ولذا فإن اللهجة الكلامية القوية بين الإدارتين في واشنطن وطهران في الآوانة الأخيرة لن يتعدى حدود المزايدات السياسية، حتى وإن حركت أمريكا بوارجها الحربية في المياه الإقليمية.

فأمريكا وإن أرادت إلغاء الاتفاق النووي بعد مفاوضات شاقة استمرت 30 عامًا حصلت إيران بموجب هذا الاتفاق على 100 مليار دولار، ورفع جزئي للعقوبات.

فإن حلفاءها في هذا الاتفاق - كما صرحوا موخرًا - (بريطانيا وروسيا) لا تريد الإلغاء، لكن باستطاعتها تحويل هذا الاتفاق إلى "اتفاق تنفيذي"، أو عقد، وليس معاهدة؛ حتى يكون تحت مراقبتها.

لكن السؤال المهم ماذا تريد أمريكا من إيران التي تعهدت بحفظ أمن واستقرار إسرائيل في الاتفاق النووي الذي أبرم بينها وبين دول 5+1، وكانت أمريكا عرابة هذا الاتفاق؟

الكل يتذكر حديث وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس في خضم الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في 2006، بأن "العالم يشهد مخاض ولادة شرق أوسط جديد".

فأمريكا التي تريد صناعة شرق أوسط جديد ستكون لها اليد الطولى في المنطقة، وحماية أمن إسرائيل، وتقليم أظافر (محور المقاومة) المتمثل في إيران، والعراق، وسوريا، وحزب الله، والحشد الشعبي، والتي تعتقد الإدارة الأمريكية بأن هذا المحور تمدد في منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا بعد الربيع العربي.

خبير العلاقات الدولية

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الانتخابات اللبنانية.. الارتدادات والتداعيات الإقليمية

يشهد لبنان في السادس من مايو (أيار) الحالي انتخابات نيابية، وكانت آخر انتخابات قد جرت في العام 2009م وعلى الأرجح فإنه لن يتغير الكثير من المشهد اللبناني

دور روسيا المرتقب في الشرق الأوسط

يبدو أن هناك تشابهًا كبيرًا سيلوح في الأفق في الانتخابات الروسية القادمة والتي سوف يتم إجراؤها في 18 مارس الحالي بينها وبين الانتخابات العربية التي عادة ما تكون محسومة قبل إجرائها.

الائتلاف الكبير ومستقبل ميركل السياسي

ألمانيا التي يعتبر اقتصادها الأقوى في أوروبا، وخلال الأربعة الأشهر الماضية، من مفاوضات لتشكيل الحكومة، لا يزال مستقبل ميركل السياسي على المحك، بعدما كانت

المشهد التركي.. بين الثابت والمتغير

هل يتغير المشهد التركي الذي كان ثابتًا طوال السنوات العشرين الماضية، والذي ظل فيه السيد أروغان رئيسًا للوزراء وللجمهورية؟ وذلك بعد الانتخابات الرئاسية

تركيا.. وحزب ميرال أكشينار الجديد

هل تحرك وزيرة الداخلية التركية السابقة "ميرال أكشينار" النائبة المقالة عن حزب الحركة القومية الحليف الحالي للحزب الحاكم والمشاركة في تأسيس أعمال حزب العدالة والتنمية، المياه السياسية في تركيا

الانتخابات الألمانية.. وتحديات الفترة الرابعة لميركل

قد تحتاج أوروبا في الفترة المقبلة إلى حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني؛ بالإضافة إلى حالة من السلم الاجتماعي بعد موجة الإرهاب التي ضربت أهم

حزب المحافظين البريطاني والرهان الخاسر

لم تكن "تيريزا ماي" رئيسة وزراء بريطانيا بأفضل حال من سلفها "ديفيد كاميرون" الذي راهن على البقاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك عندما قام بعمل استفتاء عام بتاريخ

قمة العزم.. وتغيير الشرق الأوسط

مما يحسب للمملكة العربية السعودية - وفي عهد ملكها (سلمان بن عبدالعزيز) - أن تكون هي أول دولة يزورها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وتكون سابقة تاريخية

انتخابات فرنسا.. الفرنك ضد اليورو من ينتصر؟

بعد اعتماد أحد عشر مرشحًا من قبل المجلس الدستوري لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية فقد تأهل للمرحلة الثانية - بعد فرز نتائج الدورة الأولى - كل من (ماكرون

سوريا.. جرح الإنسانية النازف

سوريا (الأزمة- الثورة) .. كلنا شركاء في هذا النزيف اليومي أو ما يحدث على أرض الشام، فقد تكالبت عليها قوى الشر من الشرق والغرب لتنهش في جسدها الطاهر، دون

ربيع تركيا في مواجهة شتاء أوروبا

تركيا التي أقرت التعددية السياسية عام 1945، وكان إجراء أول انتخابات برلمانية عام 1950 خير شاهد، ومنذ ذلك التاريخ وتركيا تشهد إصلاحات ديمقراطية منذ عهد

الإعلام الغربي في مواجهة الشعبوية الصاعدة

يبدو أن المعركة التي يخوضها الإعلام الغربي في الآونة الأخيرة مع أحزاب اليمين المتطرف (الشعبوية) التي اعتلت موخرًا سدة الحكم لن تكون بالأمر الهين كما سبق.

الأكثر قراءة