تفاصيل جديدة في قضية طالب الطب "المنتحر" بعد براءته من تهمة "الدعارة".. ووالده يفجر مفاجأة

20-11-2016 | 11:03
 تفاصيل جديدة في قضية طالب الطب المنتحر بعد براءته من تهمة الدعارة ووالده يفجر مفاجأة طالب الطب "المنتحر
أحمد السنى - محمد على أحمد
تطفو من جديد علي سطح الأحداث قضية مقتل أحمد مدحت الشهيرة والمعروفة بـ"انتحار طالب الطب"، القضية التي أثارت لغطا في الرأي العام بعدما تضاربت الروايات حول مقتله.
موضوعات مقترحة


وأكدت الرواية الرسمية حول الحادث أن الشاب قفز من الطابق الثاني لنادي صحي يدار لممارسة الدعارة، بعد مداهمة قوات الأمن للمكان، فسقط علي الأرض وأصيب بكسر في الجمجة أدى إلي وفاته على الفور، بينما جاءت رواية أسرة "طالب الطب" لتؤكد أن واقعة مقتله في شقة لممارسة الدعارة، ملفقة وهدفها التغطية علي عملية قتله.


حرك ماء القضية الراكد مؤخرا حكم محكمة جنح ثان مدينة نصر، ببراءة 7 متهمين (رجل و6 سيدات) من اتهامهم بتكوين شبكة لممارسة الأعمال المنافية للآداب، والذين تم ضبطهم في نفس واقعة مقتل طالب الطب.

انتقلت "بوابة الأهرام" إلي منزل أحمد مدحت طالب الطب، والتقت بوالده المهندس مدحت كمال جاد 52 سنة، وننشر روايته كاملة حول مقتل نجله، وكافة التفاصيل التي تحدث عنها مستفيضا، بدءًا من واقعة قتله وانتهاءً بتفاصيل تحقيقات النيابة في القضية.


بداية ما حدث مع طالب الطب طبقا لرواية والده كان عشية افتتاح قناة السويس الجديدة في 5 أغسطس 2015، إذ اقتحمت قوات الأمن منزلهم وألقي القبض عليه، تحت إدعاء أنه يحوز أسلحة ومتفجرات، وظل أحمد مختفيا لمدة 3 أيام كاملة لا يُعرف عنه أي شئ، إلى أن ظهر في اليوم الرابع، في النيابة العامة والتي أمرت بحبسه علي ذمة القضية 4 أيام، وفي اليوم الثامن من القبض عليه، أمر قاضي التجديد بإخلاء سبيله بكفالة مالية 500 جنيه، وعلي الرغم من أن النيابة استئنفت القرار إلا أنه تم تأييد قرار إخلاء السبيل.


يقول المهندس مدحت أنه بعد عودته من رحلة عمرة في 10 فبراير 2016، قضاها بصحبة والدته ونجله القتيل، والتي اختارها أحمد بديلة عن رحلة أخري للتنزه بصحبة شقيقه في الولايات المتحدة الأمريكية، بصدور حكم غيابي في القضية التي سبق وألقي القبض على نجله فيها، بالحبس عامين مع الشغل والنفاذ وغرامة 50 ألف جنيه، وضمت القضية ثلاثة آخرين غير أحمد، بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، وذلك لاتهامهم بالتظاهر بدون تصريح، في حين أن القضية الأصلية كانت حيازة أسلحة ومتفجرات!!.


خوفا على مستقبل نجله وبعد استشارة عدد من أساتذة القانون، الذين أكدوا أنه في حالة التقدم بمعارضة علي الحكم سيحبس نجله حتي صدور حكم جديد؛ قرر الأب أن يخفي نجله في شقة أخري غير منزله حتي ينتهي الموسم القضائي وينتهي معه العام الدراسي، ويتمكن من معارضة الحكم الصادر ضده، أمام دائرة مغايرة لتلك التي أصدرت الحكم الأولي، عسي أن يحصل أحمد على براءة في القضية ويتمكن من مواصلة حياته، فهو يدرس في السنة الرابعة من كلية الطب، طموح لأقصي الدرجات، وفي حالة القبض عليه ومكوثه في السجن بضعة أشهر قد يهدد مستقبله بالضياع.


استمرت حياة أحمد على ذلك المنوال عدة أشهر حتي يوم اختفائه في 29 أغسطس، في البداية اتصلت به شقيقته عدة مرات في الساعة السابعة إلا خمس دقائق، لكنها لم تتلق أي رد، فاتصلت بشقيقه الأكبر يدرس أيضا في كلية الطب، تخبره بأن أحمد لا يجيب علي هاتفه، اتجه شقيقه علي الفور إلي الشقة التي يقيم بها لكنه لم يجده، فاتصل باصدقاء شقيقه، وظل يبحث عنه طوال الليل في المستشفيات لكن بلا فائدة، وأكد أحد أصدقاء أحمد لشقيقه أنه تحدث معه هاتفيا في السابعة والربع، ليخرجا معا إلا أن أحمد أخبره أنه مشغول جدا في الدراسة ولن يستطيع الخروج، وفي الحادية عشرة والنصف أغلق هاتفه تماما.


في اليوم التالي استيقظ الأب باكرًا وعلم من نجله الأكبر أن أحمد مفقود منذ أمس، وأنه بحث عنه في المستشفيات ولم يجده، فتحدث الأب هاتفيا مع محاميه ليبحث عنه في أقسام الشرطة لعله قبض عليه في القضية القديمة، توجه المحامي إلي قسم الشرطة وتأكد من أن أحمد غير موجود، وأخبره أحد الموجودين بالقسم بضرورة البحث عنه في المستشفيات ربما كان مريضا أو تعرض لحادث، وبالفعل بحثت عائلته عنه مجددا في كل مستشفيات المنطقة لكن لا جديد مازال مفقودا، رجع بعدها المحامي للقسم ليتابع الموقف هناك، فأخبره أحد الضباط أنهم مشغولون في قضية انتحار كبيرة، وأن أحمد غير موجود، وعليه أن يأتي صبيحة اليوم التالي للسؤال عنه.


كانت المفاجأة في الثامنة من صباح اليوم التالي تنتظر محامي أحمد عندما توجه لقسم شرطة مدينة نصر للسؤال عنه، في البداية أخبره أحد الضباط أن أحمد لقي حتفه إثر قفزه من سيارة الشرطة بعد ضبطه لتنفيذ الحكم الصادر ضده، لكنه عندما ذهب لضابط "الاستيفا" للتثبت من الأمر أخبره برواية مغايرة، أن أحمد مدحت قفز من نافذة شقة للدعارة أثناء مداهمة قوات الأمن لها، ولقي مصرعه في الحال، وهنا نقل المحامي خبر أحمد لوالده، قائلا "البقاء لله أحمد اتوفي ولازم نروح المشرحة عشان نستلم الجثة".


توالت المفاجآت علي الأب تباعا، بدءًا من طريقة معرفته بوفاة ابنه، وتاليا عندما توجه وباقي الأسرة لمشرحة زينهم، عندما رأي ابنه وعلي جسده آثار إصابة في الجانب الأيمن من وجهه، وحروقًا في بطنه وذراعيه، وكسرًا في رسغ يده اليمني، بالإضافة إلي تجمعات دموية في عينيه وآثار نزيف من الفم والأذن، وكسرًا في مؤخرة الرأس من الناحية اليمني، وحينها خاطب الأب أحد المتواجدين في المشرحة قائلا "أنا ابني متعذب ومقتول".. فأخبره بالتوجه للنيابة العامة فالتحقيق ليس من اختصاصهم.

توجه الأب –طبقا لروايته لـ"بوابة الأهرام"- للنيابة العامة بصحبة محاميه يبغي الوصول إلي حق نجله القتيل، وبعدما أخبر أحد وكلاء النيابة عما يدور في باله ثم تقدم الأب بعدها ببلاغ للنائب العام بشكواه كاملة، وأُخُبر أنه سيتم استدعاؤه لسماع إفادته، لكنه لم يتلق أي رد حتي الآن.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة