قالت سفيرة البرتغال بالقاهرة مادالينا فيشر، إن الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى العاصمة البرتغالية لشبونة ستعزز التعاون والتنسيق بين البلدين فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية واصفة العلاقات بين البلدين بأنها " تاريخية وراسخة".
موضوعات مقترحة
وأضافت سفيرة البرتغال اليوم الإثنين ، أن زيارة الرئيس السيسى المرتقبة تنطوى على جانب كبير من الأهمية، حيث أنها تعد أول زيارة لرئيس مصرى للبرتغال منذ حوالى 20 عاما ، موضحة أن مصر تلعب دورا محوريا فى منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا .
وأوضحت أن الرئيس السيسى خلال زيارته المرتقبة للعاصمة البرتغالية سيجرى مباحثات هامة مع عدد من المسئولين البرتغاليين فى مقدمتهم رئيس الجمهورية ، ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وعمدة لشبونة تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط ، والأزمة الليبية ، وسبل مكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية.
وأشارت إلى أن الرئيس السيسى سيجرى أيضا لقاءات مع رجال الأعمال البرتغاليين حول سبل تعزيز الاستثمارات البرتغالية فى مصر، مؤكدة أن مصر والبرتغال حريصتان على تنسيق المواقف المشتركة تجاه مختلف القضايا فى المحافل الدولية ، منوهة بأن مصر تعد بوابة مواتية للصادرات البرتغالية الى الدول الافريقية وخاصة عقب اطلاق منطقة التجارة الحرة للتكتلات الافريقية ال3 ( كوميسا وسادك وإياك) عام 2015.
وقالت سفيرة البرتغال إن بلادها حريصة على تعزيز علاقاتها بالدول الافريقية وخاصة الناطقة بالبرتغالية فى كافة المجالات ، لافتة إلى أن حجم التجارة والاستثمارات بين مصر والبرتغال لا يرق حتى الآن إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة ، كما أن البلدين تسعيان لزيادة معدلات التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة وتشجيع القطاع الخاص بالبلدين على الدخول فى شراكة تجارية.
وأشارت إلى أن شركات برتغالية عديدة أبدت اهتماما بالاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية وخاصة عقب القرارات الاقتصادية الاخيرة وفى مقدمتها تحرير سعر الصرف ، منوهة بأن مصر تمتلك العديد من المقومات الاستثمارية من بينها السوق الواسعة التى تضم حوالى 90 مليون مستهلك ، ووجود العديد من القطاعات ذات الربحية المرتفعة وموقعها الجغرافى المتميز.
وأوضحت سفيرة البرتغال أنه توجد العديد من المجالات الواعدة للتعاون بين البلدين من بينها الموانى ، وصناعة الأدوية والتكنولوجيا ، والطاقة الجديدة والمتجددة ، داعية المجتمع الدولى الى دعم الاصلاحات الاقتصادية التى تنفذها حاليا مصر .
ورأت أن إمكانيات النمو والنهوض الاقتصادى فى مصر كبيرة رغم الصعوبات الاقتصادية، مشيرة إلى أن اجتماعات اللجنة المشتركة المقرر عقدها العام القادم ستدفع التعاون المشترك فى المجالات الاقتصادية والتجارية .
وأشارت سفيرة البرتغال إلى أن الدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس قد زار لشبونة فى أكتوبر الماضى ، حيث أطلع رجال الاعمال البرتغاليين على الفرص التى يوفرها مشروع محور قناة السويس ، لافتة إلى أن وفدا من المستثمرين البرتغاليين سوف يزور محور قناة السويس للتعرف على فرص الاستثمار.
وأوضحت أن زيادة حجم الاستثمارات البرتغالية فى مصر يتوقف على إيجاد شريك محلى بالسوق المصرية ، مشيرة إلى أن مصر ستنجح فى تحقيق التنمية وخاصة عقب عودة الاستقرار إليها وانتخاب مجلس النواب وتحسن بيئة الاستثمار.
ولفتت سفيرة البرتغال إلى أن الإرهاب يشكل تهديدا بالغا لكافة الدول ، مشددة على ضرورة تعزيز التعاون الدولى للقضاء عليه.
وقالت إن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تشكل مجالا مواتيا للتعاون بين البلدين ، لافتة إلى أن هناك جهودا تبذل لانشاء مجلس لرجال الاعمال المصريين والبرتغاليين لدعم الشراكة بين القطاع الخاص بالبلدين.
وأضافت ان البرتغال تعد شريكا لمصر داخل الاتحاد الاوروبى وحريصة على تفهم وجهة نظرها تجاه القضايا المحلية والدولية .
وحول التعاون التعليمى بين البلدين ، أوضحت سفيرة البرتغال أن بلادها تتعاون مع العديد من الجامعات فى مصر مثل جامعة عين شمس والجامعة الامريكية بالقاهرة مشددة على أهمية تعزيز التعاون الثقافى بين البلدين .
ودعت سفيرة البرتغال إلى التركيز على السياحة الثقافية فى مصر نظرا لتميز الثقافة المصرية والشهرة الواسعة التى تتمتع بها الحضارة المصرية القديمة فى جميع أنحاء العالم .
وأشارت إلى أن بلادها ترحب بتعزيز التعاون الرياضى مع مصر مبدية سعادتها بالشعبية الجارفة التى يحظى بها رياضيون برتغاليون مثل المدير الفنى السابق للنادى الأهلى مانويل جوزيه ونجم المنتخب البرتغالى وريال مدريد كريستانو رونالدو فى الشارع المصرى.
وتابعت أن "الحكومة البرتغالية تسعى لتنفيذ المزيد من الإصلاحات الاقتصادية لدعم النمو المرتكز على الطلب المحلى والصادرات"، مشيرة إلى أن بلادها تتعاون مع الشركاء الأوروبيين وصندوق النقد الدولى لاحتواء قضية الديون السيادية وتعزيز النمو الاقتصادى الذى يشكل تراجعه مصدر قلق للحكومة البرتغالية .
ونفت سفيرة البرتغال احتمال تكرار سيناريو أزمة اليونان ببلادها لاختلاف الظروف والأوضاع الاقتصادية بالبلدين ، مشددة على أن الحكومة البرتغالية تسعى إلى ضمان استقرار الاوضاع المالية .