Close ad

رواية "يهود الإسكندرية" المرشحة للبوكر 2017

4-11-2016 | 13:16
رواية يهود الإسكندرية المرشحة للبوكر رواية "يهود الإسكندرية"
أحمد فضل شبلول
حصل الروائي السكندري مصطفى نصر على منحة تفرغ من وزارة الثقافة المصرية لمدة أربع سنوات (2002 – 2005). أنجز خلالها روايته الضخمة "يهود الإسكندرية" التي طبعت مؤخرا، ورشحت لجائزة البوكر للرواية العربية 2017.
موضوعات مقترحة


إنه كاتب يهتم بكل ما هو سكندري – وأمله أن يستكمل مشروعه بأن يكتب عن أهم ظواهر الإسكندرية – وأهم شخصياتها، فقد كتب عن سفاحي الإسكندرية وعن أعلامها الراحلين – وعن موسيقيين ومغنيين ومؤلفي أغاني عاشوا في الإسكندرية، وعن ممثلين من أصول سكندرية. ويتمنى أن يجد أماكن نشر لكي يكتب عن كتّاب الدراما والمخرجين والممثلين والمذيعين في إذاعة الإسكندرية.

ويرى نصر أن يهود الإسكندرية أثروا في الشعب السكندري – وبعضهم أحب الإسكندرية وكان ولاؤه لها قبل أن يكون لليهودية. وقد ذكر هذا في روايته "إسكندرية 67". حيث صور صاحب سينما في حي بحري يعشق مصر – ورفض أن يسافر لإسرائيل – وكانوا في انتخابات النوادي الخاصة باليهود (نادي المكابي، والنادي الإسرائيلي، ونادي قطاوي باشا) يصل الخلاف بين مؤيدي مصر ومؤيدي الصهيونية للشجار والضرب.

معظم أصحاب محلات الأزياء في الإسكندرية كانوا يهودا: شيكوريل وهانو وداود عدس وبنزيون (بني صهيون) وغيرهم – ومعظم أصحاب البنوك في مصر كلها كانوا يهودا.

وهو مقتنع أن الجاليات الأجنبية هي التي أعطت للشعب السكندري، مذاقه الخاص في تناول الأطعمة والحديث وحبه للفن. واليهود جزء لا يتجزأ من الشعب السكندري. فكان لا بد أن يكتب عنهم.

تعد "يهود الإسكندرية" من أكبر روايات مصطفى نصر حجما (551 صفحة)، وتحمل فكرة رواية الأجيال، وهو يرى أننا عشقنا روايات ديستويفسكي وتولستوى وأبناء وعشاق لدافيد هربرت لورانس وغيرها من الروايات الطويلة جدا - لكن في عصرنا هذا، يفضل أن تكون الرواية أقل حجما – لكنه قرر أن يتناول يهود الإسكندرية في: 1 – بداية تكاثرهم وزيادة عددهم وقت حكم الوالي سعيد 2 – وقت الحرب العالمية الثانية ووصول الألمان لقرب الإسكندرية، وخوف اليهود على مصيرهم. 3 – بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في عصر السادات.

على أساس إن كل جزء سيكون في كتاب مستقل – لكن الضرورة الفنية استوجبت أن يضع الأحداث كلها في كتاب واحد.

لدى مصطفى نصر مكتبة عامرة بكتب التاريخ، وكانت من ضمن الأسباب التي دفعته للحصول على منحة التفرغ لكتابة رواية "يهود الإسكندرية"، وأن يجد المال الكافي لشراء الكتب والمراجع للموضوع.

لقد رأينا في السنوات الأخيرة أعمالا أخرى عن اليهود مثل مسلسل "حارة اليهود" 2015 بطولة منة شلبي وإياد نصار وريهام عبد الغفور، ورواية "اليهودي الأخير" لعبدالجبار ناصر (الدار المصرية اللبنانية 2015 وهي الأخت الصغرى لدار الكتاب العربي التي أصدرت رواية "يهود الإسكندرية") ورواية "آخر يهود الإسكندرية" لمعتز فتيحة، ورواية "اليهودي الحالي" لليمني علي المقري (دار الساقي بيروت 2015). ويوضح مصطفى نصر أنه كتب روايته خلال الفترة من 2003 حتى 2005 – وقرأها الشاعر الكبير أحمد محمود مبارك – الذي يقرأ أعماله قبل طبعها، وكان غاضبا لأنه لا يسعى لطبعها مع روايات أخرى قرأها له.

وفي انتخابات اتحاد الكتاب الأخيرة، قال له: أخذوا روايتك وعملوها مسلسل تليفزيوني، فصدم مصطفى نصر وقلق – وما أن عاد للبيت حتى بحث عن موضوع "مسلسل حارة اليهود" الذي يكتبون عنه كثيرا، فوجده بعيدا تماما عن موضوع روايته.

ومن يقرأ رواية "يهود الإسكندرية" سيجد أن الرئيس أنور السادت ظهر فيها مرتين، وعن هذا الظهور يقول مصطفى نصر: من أهم دوافعي لكتابة يهود الإسكندرية، إنني عشت في منطقة الطابية منذ عام 1974 وحتى عام 2000. حيث كنت موظفا بشركة الورق هناك. وكان الكثير من العاملين بالشركة يعيشون في العزب التي ذكرتها في الرواية، ومنهم سيدة عملت معي، تربت في المنطقة، فزعمت أن السادات وقت تخفيه عن الشرطة بعد حادث قتل أمين عثمان، اختبأ هناك. وحددت لي الأسرة التي آوته وأخفته، وكان أحد السعاة يأتي كل يوم من إدارة المخازن، ليسلمنا الأوراق، فقالت لي هذه السيدة: إنه جدته هي التي أخفت السادات في بيتها. لكن موضوع الانفجار الذي حدث في ورش البمب والصواريخ لم يحدث في منطقة الطابية، لكنه حدث في حارة اليهود بالقاهرة.

أما عن زيارة السادات للمنطقة بعد أن صار رئيسا، فالخيال الشعبي يزعم إنه جاء للمنطقة ورد الجميل للأسرة التي أوته وأخفته عن الشرطة التي تبحث عنه، هذا ما يحونه هناك.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بعد قراءة "يهود الإسكندرية" لمصطفى نصر: هل استطاعت هذه الرواية خلخلة الصورة النمطية السائدة عن اليهود المصريين مثلما وردت في أفلام وروايات ومسلسلات سابقة؟

ويعلق مصطفى نصر بقوله: قرأ سيناريست مشهور روايتي "اسكندرية 67" فقال لي: لو كتبت سيناريو لها، فسأغير هوية صاحب السينما، سأجعله يونانيا – فالجمهور العربي لا يطيق رؤية يهودي محب للدولة العربية التي يعيش فيها. وعندما تم عرض فيلم "بحب السيما" الذي تعرض لأشياء مسكوت عنها في الديانة المسيحية، تغير موقف الكثير من المسلمين ناحية المسيحيين، فقد أحبوهم أكثر – وغيرت نظرة الكثير ناحيتهم للأحسن.
ومن ناحية أخرى قد يتساءل قارئ الرواية: هل الرواية تؤرخ ليهود الإسكندرية، أم تصنع أسطورة فنية؟

ويجيب مصطفى نصر: في كل كتاباتي أعلن بصوت مرتفع إنني لست مؤرخا – حتى عندما أكتب عن شخصيات فنية: سينمائية أو غنائية، أقول يا عالم أنا لست مؤرخا. وسئلت هذا السؤال كثيرا: هل كل ما في الرواية من حقائق حدث فعلا، وأجيب لقد اعتمدت على ثوابت تاريخية لا أملك تغييرها – مثل دور اليهود الإقتصادي في مصر منذ عصر الوالي سعيد – ومرض الوالي سعيد الذي أدى لانبعاث روائح كريهة من جسده يصعب احتمالها – وتواريخ الحرب العالمية الثانية واتفاقية السلام – لكن كل التفاصيل الصغيرة والشخصيات من وحي خيالي وهي تصنع أسطورة فنية.

وتعليقا على ترشيح "يهود الإسكندرية" لجائزة الرواية العربية (البوكر) 2017 يقول مصطفى نصر: عانيت كثيرا من تجاهل النقاد الكبار لكتبي – حتى أتعبوني – وأنا لا أسعى لجائزة ولا لشهرة إلا بقدر أن تساعدني هذه الشهرة لكي أنشر قصصي ومقالاتي وكتبي بسهولة – حتى تحويل أعمالي لدراما سينمائية أو تليفزيونية، لا تهمني إلا بقدر أن تزيدني شهرة لكي أنشر أعمالي بسهولة. والترشح لجائزة كبيرة، أرجو أن يؤدي لأن يعرفني كبار النقاد – ويضعوني ضمن قائمتهم. لو حدث هذا فقط، سأكون قد حققت ما أتمناه منذ زمن بعيد.
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة